عادي

الأرجنتين والبرازيل يواجهان هولندا وكرواتيا

22:19 مساء
قراءة 5 دقائق
نيمار نجم البرازيل وملهمها
ميسي وزملاؤه يتطلعون إلى أبعد من ربع النهائي
  • الدفاع الهولندي في تحدٍ خاص مع ميسي
  • نيمار ورفاقه يريدون الاستمرار في الرقص

دقت ساعة الحقيقة بالنسبة للمنتخبات الكبيرة والمرشحة للقب، عندما ينطلق الجمعة ربع نهائي كأس العالم 2022 بمواجهتين قويتين لمنتخبي أمريكا الجنوبية، الأرجنتين والبرازيلي، عندما يلعب الأول مع هولندا، والثاني مع كرواتيا.

بين منتخب يحلم بدخول نادي الأبطال الذي يستحق الولوج إليه نظراً لتاريخه، وآخر يمني النفس بمنح نجمه المطلق ليونيل ميسي لقباً يتوج به مكانته الأسطورية، تصطدم هولندا بالأرجنتين الجمعة على ملعب لوسيل.

بعد بداية متعثرة بسقوط صادم أمام السعودية 1-2، أظهرت أرجنتين ميسي أنها قادرة في النهائيات القطرية على الذهاب بعيداً والفوز باللقب الأول منذ 1986 والثالث في تاريخها.

لكن مواجهة منتخبات من عيار بولندا والمكسيك وأستراليا مختلف تماماً عن الاصطدام بمنتخب مثل هولندا يملك تاريخاً كبيراً في كأس العالم حتى وإن كان من دون ألقاب.

وما يزيد من صعوبة مهمة الأرجنتينيين ونجمهم ميسي اللاهث خلف اللقب الكبير الوحيد الغائب عن خزائنه، أن المنتخب الهولندي يخوض النهائيات بإشراف المحنك لويس فان غال الذي لم يذق طعم الهزيمة في 11 مباراة خاضها مدرباً لمنتخب «الطواحين» في كأس العالم، فيما مني بهزيمة واحدة في آخر 47 مباراة وتعود إلى الخامس من مارس 2014 صفر-2 ضد فرنسا.

طابع ثأري

وترتدي موقعة الجمعة، طابعاً ثأرياً لفان غال وهولندا؛ إذ انتهى مشوارهما في مونديال البرازيل 2014 عند نصف النهائي على يد أرجنتين ميسي بركلات الترجيح بعد التعادل السلبي في الوقتين الأصلي والإضافي.

ومن دون تعجرف أو مبالغة في التفاؤل، قال فان غال بعد بلوغ ثمن النهائي بالفوز على الولايات المتحدة 3-1: «بإمكاننا أن نصبح أبطال عالم. أشدد على أني لا أقول إننا سنصبح أبطال عالم (بل بإمكاننا). ما زلنا هنا وتبقى أمامنا ثلاث مباريات للفوز باللقب».

نقاتل من أجل لويس

بعد خسارة نصف نهائي 2014 التي لا تدخل ضمن حسابات الخسارة والفوز بما أن المباراة حسمت بركلات الترجيح، ترك فان غال المنتخب الوطني للمرة الثانية، بعد أولى عام 2001 حين استقال عقب فشل التأهل لمونديال 2002، قبل أن يعود مجدداً في أغسطس 2021، متخلياً عن قرار الاعتزال. وشاءت الصدف أن يصطدم فان غال مجدداً بالأرجنتين، لكن هذه المرة جميع اللاعبين موحّدين حوله بهدف منح ثالث أكبر مدرب في تاريخ كأس العالم (71 عاماً) أفضل هدية وداع، وفق ما أفاد نجم الدفاع فيرجيل فان دايك الذي قال: «قلت له إننا سنكون هنا من أجله مجموعةً حين يكون بحاجة إلينا ونأمل في أن نجعل منها كأس عالم لا تُنسى بالنسبة له».

ولم يكن لسان حال المدافع الآخر نايثن أكيه مختلفاً عن فان دايك، قائلاً: «الفريق موحد حوله. نحن نقاتل ونريد أن نحقق نتيجة جيدة من أجل لويس. إنها بطولته الأخيرة وهو من الشخصيات المهمة بالنسبة لهولندا».

وبخصوص المواجهة مع الأرجنتين، أقر فان دايك أن على فريقه إيجاد طريقة لمواجهة ميسي، قائلاً: «علينا أن نكون في قمة الحذر في ما يخص التنظيم الدفاعي. هم يبحثون دائماً عنه وسيحاول جعل الأمور صعبة علينا في الهجمات المرتدة».

وتابع: «شرف لي أن ألعب ضده، لكن الأمر لا يتعلق بمواجهة بيني وبينه أو هولندا في مواجهته؛ بل بهولندا ضد الأرجنتين. ليس باستطاعة أحد الفوز بمفرده. يتوجب علينا إيجاد الخطة المناسبة».

من جهته، قال أكي مدافع مانشستر سيتي: «ميسي أحد أعظم لاعبي كرة القدم على مر العصور، بالتالي سيكون من الصعب الدفاع عليه، لكنه سيكون تحدياً جميلاً، ليس فقط لخط الدفاع؛ بل للفريق بأكمله».

المثال الأعلى

بالنسبة للمدرب الأرجنتيني ليونيل سكالوني، فإن موقعة لوسيل تحمل نكهة خاصة؛ إذ يواجه فان غال الذي كان مثاله الأعلى حين كان ابن ال44 عاماً لاعباً.

وقال عن إعجابه بفان غال: «بدأ حين كنت في ديبورتيفو لا كورونيا وهو كان في حينها شخصية رائدة مدرب برشلونة. أنا فخور بمواجهته. الجميع يعلم ما فعله لكرة القدم».

في الواقع كان سكالوني لاعباً في ديبورتيفو حين تفوق الأخير على فان غال وبرشلونة وانتزع لقب الدوري الإسباني عام 2000.

ورأى سكالوني، أن المنتخب الهولندي الحالي ليس بموهبة الأجيال السابقة، لكن ذلك لا يعني أنه لن يشكل تحدياً كبيراً لميسي ورفاقه.

وتابع: «ليس رائعاً بقدر الفرق الهولندية السابقة، لكن لديهم رؤية واضحة بشأن ما يفعلونه. ستكون مباراة رائعة بين فريقين تاريخيين. سيتم إقصاء أحدهما، ونأمل أن نواصل مشوارنا».

رقصة البرازيل

وفي المباراة الثانية، يريد منتخب البرازيل ولاعبوه الذين رقصوا طويلاً بعد كل هدف في مرمى كوريا الجنوبية في ثمن النهائي، مواصلة النسج على المنوال ذاته عندما يواجهون كرواتيا المتجددة على استاد المدينة التعليمية.

تحوّل الفوز البرازيلي على المنتخب الآسيوي 4-1 في ثمن النهائي إلى كرنفال في المدرجات وعلى أرضية الملعب، حيث تناغم اللاعبون مع الجمهور فشكّلوا دائرة صغرى داخل الملعب للاحتفال بكل من الأهداف الأربعة، فكانت احتفالاتهم امتداداً لتلك في المدرجات، وأكدت اللحمة الكبيرة بين مختلف أفراده.

ولم يتردد المهاجم ريشارليسون الذي قام برقصة «الحمام» في التوجه مباشرة بعد تسجيله الهدف الثالث إلى مدربه تيتي الذي قام بدوره بالرقص.

وضد كوريا سجل نيمار هدفاً من ركلة جزاء، ليرفع رصيده إلى 76 هدفاً دولياً وبات على بعد هدف واحد من معادلة رقم الأسطورة بيليه كأفضل مسجل مع منتخب بلاده.

وقال نيمار: «نحن نحلم بإحراز الكأس وهذا أمر واضح، لكن يتعيّن علينا اأن نخطو كل خطوة على حدة».

ويملك المنتخب البرازيلي أكثر من ورقة رابحة، لا سيما في خط المقدمة الذي يضم ريشارليسون الذي سجل 3 أهداف حتى الآن، إضافة إلى فينيسيوس جونيور ونيمار، كما أنه يتمتع بالخبرة في مختلف خطوطه بدءاً من الحارس اليسون بيكر مروراً بثنائي قلب الدفاع المكون من ماركينيوس وتياغو سيلفا وصولاً إلى خط الوسط بوجود كازيميرو.

كرواتيا جديدة

في المقابل، قامت كرواتيا بتجديد تشكيلتها منذ حلولها وصيفة في نسخة مونديال 2018 ولم يتبق سوى عدد قليل من المحاربين القدامى بينهم القائد الملهم لوكا مودريتش والجناح إيفان بيريشيتش.

واعتبر مدربها زلاتكو داليتش إن هذا الجيل لا ينبغي مقارنته بالفريق الذي هزمته فرنسا 4-2 في النهائي الماضي في روسيا، عندما كان يضم بنسبة كبيرة لاعبين يدافعون عن أندية النخبة في أوروبا.

وقال داليتش: «لن أقوم بإجراء مقارنات مع فريق 2018، لأنك عندما تنظر إلى لاعبينا في تلك الفترة، تجد أنهم كانوا يلعبون في أندية مثل برشلونة وإنتر ويوفنتوس وليفربول وريال مدريد بالطبع، أما اليوم، فلدينا ستة لاعبين من الدرجة الأولى الكرواتية، إنه فريق مختلف. لكني أرفع قبعتي لهذا الجيل، لأنهم يلعبون بشكل رائع».

وعلى الرغم من الفوز العريض للبرازيل على كوريا الجنوبية 4-1 في ثمن النهائي، فإن داليتش يعتقد بأن فريقه يستطيع أن يكون نداً للبرازيل.

فريق مخيف

وقال داليتش: «البرازيل هي المرشحة بطبيعة الحال، تملك فريقاً مخيفاً ويمكن القول إن لديهم أجواء رائعة في الفريق ويملكون أفضل اللاعبين العالميين ونيمار عاد من الإصابة».

وعن مفتاح الفوز في مواجهة البرازيل، قال: «يجب أن نكون أذكياء للغاية في أسلوبنا. لا يمكننا الانفتاح كثيراً أمام البرازيل، لكن لا يمكننا أيضاً الاكتفاء بالدفاع».

وتابع: «إذا نظرنا إلى الأمر بشكل واقعي، فإن البرازيل هي أفضل فريق في البطولة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr4y8ehz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"