عادي
اختتمت مشاركتها في معرض المكسيك للكتاب

الشارقة تروّج للثقافة العربية في القارة اللاتينية

23:19 مساء
قراءة 4 دقائق
8

على مدار تسعة أيام متواصلة، حوّلت إمارة الشارقة معرض المكسيك الدولي للكتاب إلى احتفالية عالمية بالثقافة الإماراتية والعربية، فعلى امتداد أجنحة المعرض رُفع علم الإمارات، وعلى كبرى اللوحات الإعلانية برزت أسماء وصور الأدباء والمبدعين والفنانين الإماراتيين والعرب، إذ تصّدر جناح الإمارة ضيف شرف المعرض الأجنحة المشاركة على البوابة الرئيسية لإكسبو المدينة، ليفتح أمام الزوار عالماً من الأدب العربي، وجماليات الخط، والموسيقى، والتراث.

اكتظ جناح الإمارة بزوار برنامج الشارقة الثقافي وأنشطته وفعالياته، إذ تجاوز عدد زوار الجناح 500 ألف زائر من أصل 850 ألفاً زاروا المعرض خلال أيام انعقاده، فمن طوابير المصطفين للحصول على أسمائهم اللاتينية المكتوبة بالخط العربي، إلى جمهور الندوات، والمتجمهرين على أنغام الموسيقى العربية، وصولاً إلى مئات المصطفين لتجريب ارتداء الملابس التقليدية الإماراتية من الرجال والنساء، والراغبين في التعرف الى طقوس التطريز، والنسيج، وفنون الحناء وصناعة البخور.

وشهدت الإصدارات العربية المترجمة إلى اللغة الإسبانية التي قدمتها هيئة الشارقة للكتاب لنخبة من الأدباء والكتاب الإماراتيين والعرب، إقبالاً كبيراً من جمهور القراء المكسيكيين والناطقين بالإسبانية، حيث اقتنوا 4500 كتاب، كان من أكثرها مبيعاً كتابا صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، المترجم إلى الإسبانية عن منشورات «القاسمي»، «محاكم التفتيش.. تحقيق لثلاثة وعشرين ملفاً لقضايا ضد المسلمين في الأندلس»، و«إني أدين».

إشادة

ونجحت الشارقة في تقديم راهن صناعة السينما الإماراتية والعربية للجمهور المكسيكي، حيث عرضت «فيلم خورفكان» بترجمة إسبانية في اثنتين من كبرى صالات السينما في مدينة جوادالاهارا، وحقق الفيلم نسبة مشاهدة عالية، إذ نفدت تذاكره بتواريخ أيام عرضه كاملة، وأشادت الصحافة الفنية المكسيكية بقوة حكايته، وجماليات إخراجه، وأداء أبطاله من النجوم العرب والإماراتيين.

وقال الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة: «خلال فعاليات الاحتفاء بإمارة الشارقة ضيف شرف المعرض، لمسنا تعطش المكسيكيين ورغبتهم الكبيرة في التعرف إلى الثقافة العربية، ومد جسور التواصل معها، وهذا ما يحملنا مؤسسات وأفراداً مسؤولية أن نمضي على خطى صاحب السمو حاكم الشارقة، في ما يقوده من جهود، ونستكمل ما يفتحه أمام العالم العربي من فرص لتقديم القيم النبيلة والأصيلة لهويتنا وحضارتنا في العالم».

وأوضح الشيخ فاهم القاسمي، رئيس وفد الشارقة في المعرض، أن الأمم والحضارات لا تقدر نظيرتها وتحتفي بها، إلا بمعرفة الجوانب المشرقة من تاريخها وراهنها، و«ما تقدمه دولة الإمارات ومشروع الشارقة الحضاري اليوم يمثل نموذجاً نفخر بأننا أبناؤه، وأننا نضيف منجزات جديدة من خلاله باسم الثقافة العربية إلى مسيرة المنجزات الإنسانية»، وقال: «إن المكسيك وغيرها من بلدان أمريكا اللاتينية تشترك مع العرب بقيم أصيلة عديدة، وهو ما يسهل الطريق أمامنا لبناء جسور تواصل مثمرة وفاعلة تخدم كلا الثقافتين ومجتمعاتها».

وأكد الشيخ فاهم القاسمي، أن قوة العلاقات بين البلدان تختبرها التحديات التي يمر بها العالم، وهذا ما أثبته عامان من جائحة كورونا، وأن تعميق علاقة دولة الإمارات وإمارة الشارقة مع دول ومدن العالم يعني قدرة أكبر وخيارات أوسع للوصول إلى التطلعات التي تضعها الدولة في مشروعها التنموي الشامل، لافتاً إلى أن ما تجنيه إمارة الشارقة على المستوى الثقافي من توسيع لقواعد المعلومات وتسهيل الوصول إلى مصادر المعرفة واستثمار في القطاع الأكاديمي، له انعكاسات مباشرة على كافة القطاعات الحيوية للإمارات، وثماره لا تحصد في عام أو اثنين، وإنما يظهر حجمها وأثرها باستدامة التواصل والحوار والتقارب عبر السنوات.

ذاكرة

بدوره قال أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب: «خلال تسعة أيام كانت فيها الشارقة ضيف شرف المعرض، كنا نعيش على أرض الواقع رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة، الذي آمن بأن الأدب والفن والمعرفة مساحة رحبة لتلتقي شعوب وحضارات العالم وتكتشف كم هي متقاربة ومتشابهة، فرغم أن بيننا وبين المكسيك قارات ومحيطات إلا أننا لمسنا ما يجمعنا من قيم وتاريخ وذاكرة، وقبل ذلك كله لغة، فكنا نسمع خلال الحديث مع جمهور المعرض مفردات لغتنا تمر ضمن الحديث الإسباني».

وأضاف: «أردنا من خلال حضور الشارقة في المعرض، أن نفتح أمام المكسيك نافذة للتعرف عن قرب وبصورة حيّة الى الثقافة الإماراتية والعربية، فكنا حريصين على أن نقدم حراك النشر، والتأليف، وواقع الاهتمام بالتراث، والمكتبات، والآثار، وغيرها من أبعاد صناعة المعرفة والثقافة، وعرضنا أهم المبادرات والمشاريع التي تمضي بها الشارقة، لتكون بذلك فرصة أمام المؤسسات المكسيكية لتوسيع أفق التعاون والعمل المشترك مع نظيرتها الإماراتية، ونحن اليوم فخورون بما تحقق للثقافة الإماراتية في واحد من أبرز معارض الكتب في العالم، فعلم الدولة زيّن جدران المعرض، وكتابنا وأدباؤنا استقبلتهم مدارس وجامعات المكسيك بحفاوة كبيرة، وكان كل حدث وفعالية هو تجسيد فاعل لمعنى الحوار وقيمته وأثره، فمبارك لصاحب السمو حاكم الشارقة هذا الاحتفاء العالمي بمشروع الشارقة الحضاري الكبير، ومبارك لدولة الإمارات هذا الحضور العالمي والاحتفاء اللاتيني بتاريخها وراهنها».

شغف

خولة المجيني قدمت في الحفل الختامي للمعرض، كلمة قالت فيها: «لمسنا خلال مشاهداتنا اليومية في المعرض، قوة الروابط التي تجمع مدننا، فقد حققنا إنجازاً كبيراً في المساهمة بمد جسور الحوار والتفاهم بين الشعبين الإماراتي والمكسيكي بشكل أكبر، من خلال تبادل التجارب والخبرات، والرؤى الإبداعية حول صناعة النشر، وإيماننا بقوة الكتاب، وشغفنا بالكلمة المكتوبة».

وأضافت: «كان شرفاً كبيراً لنا أن نقدم نخبة من شخصياتنا الأدبية والثقافية من قادة الفكر، والعاملين في صناعة النشر، والفنانين، لجمهور الثقافة في جوادالاهارا، فقد جمع برنامج الشارقة 24 كاتباً ومبدعاً إماراتياً وعربياً، شاركوا في 25 جلسة».

وفي ختام الحفل سلمت الشارقة لقب ضيف الشرف للاتحاد الأوروبي (ضيف شرف معرض المكسيك 2023)، حيث قدمت خولة المجيني هدية لممثل الاتحاد، تمثل دلة قهوة تراثية وفناجين مصنوعة من البورسلان والفضة، جاءت من «تصاميم هند» للشيخة هند القاسمي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/38d5zsdw

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"