لم تنتظر قيادتنا الرشيدة كثيراً، حتى تؤتي اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة التي أبرمتها مع عدد من دول العالم أكلها، ولتجني ثمار ذلك نمواً في تجارتها الخارجية بنسبة 19 % في الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، مخالفة توقعات منظمة التجارة العالمية التي قالت إن نمو التجارة العالمي سيفقد زخمه هذا العام ولن يتجاوز ال %3.5، ولتؤكد بذلك الإمارات أنها تمضي بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، على الطريق الصحيح الذي رسمته لنفسها لمرحلة ما بعد النفط، والتي استعدت لها بتنشيط التجارة لدعم الاقتصاد الوطني، الذي يثبت يوماً تلو الآخر صلابته، وتنوع عوائده.
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مهندس الاقتصاد الأول، والعارف بخباياه أكد أن تجارتنا الخارجية ستصل إلى 2.2 تريليون درهم مع نهاية 2022 مقارنة ب 1.9 تريليون العام الماضي، مستنداً في ذلك للنتائج المحققة خلال ما انقضى من العام، والاستراتيجيات الحكومية التي تقود دفة الاقتصاد الوطني، وتدعم التجارة وتعمل على ازدهارها، فضلاً عن تطورات البيئة الاقتصادية التي ساهمت بشكل كبير في تعزيز أداء التجارة الخارجية للدولة من خلال تسريع وتيرة الاتفاقيات التجارية وتنمية الشراكات مع الأسواق العالمية خلال المرحلة الماضية.
هذا الإنجاز الجديد الذي تحقق، يثبت صواب رؤية قيادتنا الرشيدة التي تحسن التعامل مع المتغيرات العالمية، وتواكب كل ما هو جديد، مستغلة موقع الدولة الاستراتيجي كبوابة لوجستية نشطة تتيح نفاذ المنتجات إلى أسواق المنطقة وآسيا وإفريقيا، وارتباطها بأكثر من 250 مدينة حول العالم بخطوط طيران مباشرة، ومع أكثر من 400 مدينة عبر خطوط ملاحية، لتدعم تجارتها الخارجية ومكانتها وسمعتها المرموقة على خريطة التجارة العالمية، في ظل انتهاجها سياسات تجارية مرنة وذات كفاءة عالية ومقومات تنموية مستدامة.
لقد أثبتت السياسات والمبادرات التجارية والاقتصادية التي تبنتها الدولة نجاحها في ضوء الرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة، القائمة على تعزيز الانفتاح على العالم كأحد أهم مكونات العلاقات الاقتصادية الدولية.
الإمارات التي تؤمن بأن النمو الاقتصادي يعتمد على شراكات قوية متعددة الأطراف تعمل على الارتقاء بعلاقاتها التجارية والاستثمارية مع الدول الصديقة إلى مستويات أرحب وتوفير أرضية خصبة لتحقيق نمو استثنائي وإنجازات مهمة وتهيئة الأسس لمستقبل أكثر ازدهاراً واستدامة لأبناء الوطن الذين بشرهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بعام اتحادي أقوى وأعلى وأسمى.
