عادي

عبدالدائم سلامي: الأدب يعيدنا إلى إنسانيتنا

17:00 مساء
قراءة 3 دقائق
الدكتور عبد الدائم سلامي وأحمد الرفاعي خلال الجلسة النقدية

أبوظبي: نجاة الفارس

استضاف اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي الناقد الدكتور عبدالدائم سلامي أستاذ مساعد في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، في جلسة نقدية بعنوان «قراءة القراءة»، حاوره فيها الكاتب أحمد عبدالقادر الرفاعي.
وتحدث الدكتور عبدالدائم سلامي حول عدد من المحاور المهمة التي طرحها عليه عبدالقادر الرفاعي، منها واقع القراءة في الوطن العربي، ومفهوم قراءة القراءة، ومدى أهمية إعادة قراءة تراثنا الأدبي، وعلاقة النظريات النقدية بالجانب القيمي للنص الأدبي، كما أضاء سلامي على كتابه «النص المعنف» الذي صدر قبل 5 سنوات.
وأوضح ضيف الجلسة أننا نقرأ الصحف والإذاعة والتلفزيون باعتبارها فك رسالة، وأن فعل القراءة منحصر في ما يحتاج الناس الى معرفته، أما جمهور القراءة الحقيقي فهو قليل، كلنا نقرأ ولكن الفعل الأساسي للقراءة الذي يحقق المتعة والإفادة والإدهاش لا يزال مفقوداً.
وذكر أن قراءة القراءة تعني كيف أذوب في النص وأتشرب ماءه وأحول جسدي وجسد النص إلى كيان معنوي، موضحاً أن علاقتنا بالنص الأدبي باردة عندما نقرأ وفق منهج نقدي محدد كالبنيوية وغيرها، وأننا لا بد أن نكون عاشقين للأدب حتى ننغمس بالنص، ولا بد أن تكون لدينا ثقافة بالجنس الأدبي حين نقرأه، فالقراءة هي التي تحيي النصوص وتصنع معناها، وهي التي نتعامل فيها مع النص بخيال إبداعي شعري واع، كما أن ثقافة القارئ لها دور في إحياء النصوص.
وأضاف: علينا أن نعيد علاقتنا بالنصوص وننظر إليها بمنظار جديد بعيداً عن المناهج النقدية الغربية التي تخلى عنها أصحابها، مثل رولان بارت الذي تخلى عن البنيوية ورحل إلى ما بعدها وربما كان يبحث عن النقد الثقافي، حيث إنه انتقل من منهج إلى آخر، وبالفعل فقد ثبت أن البنيوية تصلح فقط لقراءة القصص، لكنها لا تصلح لقراءة رواية أو نصوص طويلة، وهناك من استشعر أن البنيوية والشكلانية وغيرهما لم تؤد دورها كما يجب، فلا بد أن نعيد قراءة الأدب العربي وأن نحترم نصوصنا ونوظفها توظيفاً قيمياً واجتماعياً.
وقال: سابقاً كانت العائلة تسيطر على تربية طفلها والجار يشارك بذلك، الآن عقلية الشاب خطيرة يتجاوزنا بسنوات ضوئية، القيم صارت إلكترونية وافتراضية، ولا يمكن أن نتصرف بها، حيث يمتزج فيها الاقتصاد السياسي، لذلك أعتقد أن الأدب يستطيع أن يوحد الشعوب، ويخلق الضمير الجمعي، نستطيع أن نخلق رأياً عاماً عبر قصيدة أو رواية، وعندما يكون لدينا ضمير جمعي نهتم بالإنسان، فالأدب يعيدنا إلى إنسانيتنا.
وذكر: لقد حاولت في كتابي «النص المعنف» أن أتبين مفهوم القراءة، وأن بإمكاننا أن نقرأ نصوصنا الأدبية العربية بمنهج أدبي عربي، لدينا بثقافتنا العربية أفكار نقدية ويمكن أن نطورها عندما نشجع طلبتنا على البحث، فالنص هو ثقافة كاتبه وكل نص أدبي له ثقافة، ويصعب أن أشرح نصاً أدبياً بمنهج من ثقافة أخرى، كما أن النقد فن من فنون الكتابة، لا بد أن تكون الأدوات التي نستعملها في مخالطة نصوص الأدب العربي مما نصنعه بأيدينا، ومهما اجتهدنا في نقل النظرية فإنها تصلنا منقوصة، داعياً إلى ضرورة العودة إلى التراث النقدي العربي.
وأشار إلى أن الموضوعية مطلوبة في العلوم، أما الأدب فيصعب أن يسيطر على الموضوعية، فالنقد إبداع فيه مغامرة بقراءة النصوص، وعندما أقرأ نصاً فإني أنغمس فيه، وفي كل قراءة نجد معنى آخر، وكل قراءة هي تأويل، ويصعب القول إن قراءة النص ممكن أن تنتهي، فكل قراءة تصنع معناها، وثقافتي تدفعني أن أستخلص بعضاً من المعاني.
وأشاد الدكتور عبدالدائم سلامي بجهود الإمارات وحرصها على عودة اللغة العربية، متمنياً أن تحذو حذوها الدول العربية الأخرى، فلا بد أن نصحح علاقتنا باللغة العربية، اللغة الأم لأنها الهوية التي لا يمكن أن نتخلص منها، لقد كانت علاقتنا باللغة جيدة سابقاً ولا بد أن نحتاط ونعيد للغة مكانتها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2jdzrxce

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"