عادي
تحويل الأشياء البسيطة إلى تصاميم معاصرة

«إرثي» يدعم الحرف التقليدية بمواد صديقة للبيئة

19:20 مساء
قراءة 4 دقائق
حرف مجلس إرثي بمواد صديقة للبيئة
ريم بن كرم
حرف مجلس إرثي بمواد صديقة للبيئة
حرف مجلس إرثي بمواد صديقة للبيئة
حرف مجلس إرثي بمواد صديقة للبيئة
  • * 13 مجموعة تجسد مبادرات المجلس لابتكار التقنيات القديمة برؤية معاصرة
  • * ريم بن كرم: الحرفيات يتوجهن إلى الطبيعة مصدراً من مصادر الإلهام

يقدّم مجلس «إرثي» للحرف المعاصرة تجربة استثنائية في الاستثمار بالحرف اليدوية، من خلال جهوده المستمرة في تعزيز التعليم والبحث، ودعمه للحرف اليدوية المنتجة محلياً بأيدي حرفيات إماراتيات، وتركيزه على الممارسات الثقافية الصديقة للبيئة، باعتبارها واحدة من أدوات التحول المستدام، التي تقوم على تحويل الأشياء البسيطة إلى تصاميم معاصرة لها استخداماتها الواسعة في مجالات فنية متعددة.

ومن خلال تقديم 13 مجموعة حتى الآن، يركّز مجلس «إرثي»، التابع لمؤسسة «نماء» للارتقاء بالمرأة على تلبية معايير مستدامة، من حيث المواد والتعاون الحرفي الثقافي، وتعمل الحرفيات في مجلس «إرثي» من خلال المهارات التطبيقية القائمة على تعرف المواد، على إقامة روابط قوية بين ممارسات الحرف الإقليمية والاستدامة، حيث يأخذن بتقاليد الصناعة اليدوية في المنطقة إلى أسواق معاصرة متنوعة في جميع أنحاء العالم.

وتكمن الاستدامة في صميم جهود مجلس «إرثي»، وتتجسد مبادراته الرائدة في ممارسات الحرف التقليدية التي يجري تنفيذها من خلال إعادة ابتكار وتنشيط التقنيات القديمة برؤية معاصرة لضمان الاستدامة الثقافية، بينما تتجلى رؤية المجلس المستدامة لاقتصاد إبداعي تقوده النساء في اختياره الواعي لاستخدام المواد، والذي يجمع بين الممارسات الحرفية الإماراتية المستدامة والتصاميم المبتكرة والمتطورة.

ويرتكز استثمار مجلس «إرثي» في البحث عن المواد المحلية المساهمة في تحقيق أهداف الاستدامة على التزامه بتشكيل مستقبل أسواق الحرف الإقليمية والعالمية، حيث يقدم نموذجاً أولياً لمنسوجات صديقة للبيئة وقابلة للتحلل من سعف النخيل، باعتباره مادة حيوية تعزز استدامة وتطور مستقبل الصناعات الحرفية والمنسوجات والتصاميم، لا سيما في ظل التوجه المستمر نحو استخدام المواد الطبيعية والمستدامة.

ويعمل «إرثي» على إنشاء مسارات جديدة للاستدامة من خلال تعزيز المعرفة والمهارات الحرفية التقليدية عبر تطوير عملية التعليم واكتساب المهارات في تحويل المواد المحلية إلى صناعات فنية فريدة تحاكي أنماط الحياة المعاصرة.

الاختيار المسؤول

تجسد الحرف التقليدية قيماً ثقافية شديدة الأهمية، ويسهم مجلس «إرثي» في الحفاظ على استدامة الحرف المحلية وجدواها الاقتصادية من خلال استخدام مواد صحراوية مستدامة وصديقة للبيئة في المجموعات التي تعمل عليها الحرفيات المنتسبات للمجلس.

مجموعة الموي

يستعرض مجلس «إرثي» عبر مجموعة «الموي» تصاميم مبتكرة تمزج ما بين الحرف اليدوية المميزة والمواد المنزلية، وتعيد إحياء حرفة التلي التقليدية، وتصاميمها القابلة للتكيف، وألوانها وموادها وأنماطها، وتجمع المجموعة بين الجلد الطبيعي ونسيج وجدائل التلي التي أبدعتها حرفيات مجلس «إرثي» لتعزيز الحوار الثقافي بين الحرف.

مجموعة النّد

توظّف مجموعة «النّد» التقنيات الحديثة لصنع وتشكيل وزخرفة أدوات وإكسسوارات منزلية تحمل الطابع الإماراتي الحرفي التراثي الأصيل؛ إذ تستخدم التصنيع اليدوي الرقمي لصناعة القوالب، لتشكّل منتجات المجموعة إضافات فريدة من التحف غير التقليدية للبيوت المعاصرة.

مجموعتي الثاية وزنوبيا

تجسد مجموعة «الثاية»، مجموعة من التصاميم والتقنيات المبتكرة التي تستخدم سعف النخيل وجلد الإبل وقطن الحرير واللباد المعاد تدويره، لتقديم مجموعة مبتكرة من الأدوات المنزلية التي تزخر بتفاصيل حرفة السفيفة التقليدية، إضافة إلى مجموعة «زنوبيا»، التي تجمع حرفة التلي وفن تطعيم الخشب بطريقة معاصرة، من خلال تقديم مجموعة من المزهريات والأواني والمقاعد المستوحاة من القطع التي كانت تستخدم في بلاد الشام قديماً.

وأسهمت عمليات التعاون الثقافية في إنجاز مراحل العمل، من التصميم إلى الإنتاج، حيث يتم تبادل وإثراء المعرفة وتقنيات الصناعة الحرفية في ابتكار مجموعات استثنائية ومبتكرة من مواد منزلية تشمل مختلف أنواع التصاميم والحرف الفنية، التي دمجت حرفتي «السفيفة» و«التلي» التقليديتين المستدامتين مع الفخار وزجاج المورانو الإيطالي الشفاف والجلود الإسبانية الفاخرة، وغيرها.

القوة الإبداعية للطبيعة

حول ترسيخ التزام مجلس «إرثي» لمبدأ الاستدامة، قالت ريم بن كرم، مديرة «نماء» للارتقاء بالمرأة: «لطالما ارتبطت الحرف اليدوية بالبيئة الطبيعية ارتباطاً وثيقاً، حيث تتوجه الحرفيات إلى الطبيعة مصدراً من مصادر الإلهام، ومصدراً للمواد الطبيعية المستدامة المستخدمة في صناعة الحرف، وتعد حماية البيئة واحترام الطبيعة من أبرز المبادئ المتجذرة في الهوية الثقافية لدولة الإمارات العربية المتحدة، ويتجلى ذلك في تقنيات الصناعة الحرفية واستخدام المواد الطبيعية لابتكار منتجات مستدامة تترجم حيوية مشهد الطبيعة الصحراوية الفريدة».

وأضافت: «إن الالتزام الراسخ بالاستدامة اليوم يضعنا أمام عدد من التحديات، في ظل محدودية الوصول إلى الموارد الطبيعية، وهيمنة التقنيات المبتكرة على صناعة الحرف اليدوية في العصر الحديث، لكن تعزيز المعارف البيئية ونقلها إلى الأجيال القادمة، وتفعيل الممارسات المستدامة المتأصلة في تقاليد الحرف الثقافية سيعود بفوائد اجتماعية واقتصادية وبيئية كبيرة على المجتمعات، لا سيما أن الحرف الإماراتية تجسد علاقة شعبنا بالطبيعة، وسيبقى مجلس إرثي ملتزماً باستخدام المواد الصديقة للبيئة بطريقة تعود بالنفع على البيئة ولا تضرها».

توثيق مستمر للأبحاث

أشرف مجلس «إرثي» على نشر إصدارين لتوثيق أبحاثه المتعلقة بالسفيفة واستخراج سعف النخيل من الخوص وصباغته باستخدام تقنيات الصباغة الطبيعية، وركّز الإصدار الأول على أبحاث المنسوجات المصنوعة من سعف النخيل في الشارقة من خلال تجربة مختبرية أجريت بين الشارقة وأمستردام والمملكة المتحدة، بينما ركّز الإصدار الثاني على مشروع تعاوني مرتبط بكيمياء الصباغة وتوثيق الوصفات الطبيعية والمستدامة لصباغة أوراق سعف النخيل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3pvet24w

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"