توعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الجمعة، بمحو أي دولة تتجرأ على مهاجمة روسيا بأسلحة نووية من على وجه الأرض. كما هدد الدول الغربية ب «خفض إنتاج» النفط الروسي «إذا لزم الأمر»، بعد أيام على تحديد الاتحاد الأوروبي ودول مجموعة السبع وأستراليا سقفاً لسعر برميل النفط الروسي عند 60 دولاراً، معتبراً أن الآلية التي وضعها الغرب «قرار غبي»، «لا يؤثر في روسيا»، متهماً الولايات المتحدة بتدمير هيكل الاستقرار الاستراتيجي.
وقال بوتين، خلال مؤتمر صحفي على هامش قمة إقليمية في بشكيك عاصمة قيرغيزستان، إن روسيا ليس لديها تفويض لشن ضربة نووية وقائية، على عكس الولايات المتحدة، لكن الأسلحة الروسية المتقدمة التي تفوق سرعة الصوت ستضمن لروسيا الرد بقوة إذا تعرضت للهجوم.
وأوضح الرئيس الروسي أن موسكو لن تتعرض للخسارة بسبب تحديد سقف السعر الذي فرضته الدول الغربية على صادرات النفط الروسي، وإن الأوضاع المالية لبلاده ستصمد بشكل جيد، مشيراً إلى أن الخطوة ستؤدي إلى ارتفاع «حاد للغاية» في أسعار الطاقة بالنسبة لمن فرضوا هذا السقف. وقال «سنفكر في احتمال خفض الإنتاج إذا لزم الأمر». وكرر أن بلاده لن تبيع النفط لمن ينصاعون لهذا السقف المحدد بستين دولاراً أمريكياً للبرميل والذي فرضه الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى وأستراليا. وقال إن موسكو تجهز رداً ستعلنه في الأيام القليلة المقبلة.
وبخصوص الأزمة الأوكرانية، أكد الرئيس الروسي أنه «سيكون من الضروري، في نهاية المطاف، التوصل إلى اتفاق».
وتساءل بوتين «كيف يمكن التوصل إلى اتفاق؟ وهل يمكن أن نتفاهم مع أحد؟ وبأي ضمانات؟»، مضيفاً «من الواضح أن هذا هو بيت القصيد (...) لكن في نهاية المطاف سيكون من الضروري التوصل إلى اتفاق. سبق أن قلتُ ذلك مرات عديدة: إننا مستعدون لهذه الترتيبات، نحن منفتحون، لكنّ ذلك يرغمنا على التفكير لمعرفة مع من نتعامل».
ورأى الرئيس الروسي أنه «كان على موسكو التحرك إزاء الوضع في أوكرانيا في وقت أبكر»، مؤكداً أن «الأمل كان معقوداً على حل الوضع هناك بطريقة سلمية». وأضاف «على ما يبدو، لقد تأخرنا في توجهنا، لنكن صادقين. ربما، كل هذا كان يجب أن يبدأ في وقت سابق، لقد عوّلنا ببساطة على حقيقة أننا سنتمكن من التوافق في إطار اتفاقيات مينسك على إحلال السلام، لكن ماذا تقول في هذا؟». وأوضح بوتين، أن «وزارة الدفاع تعمل بشفافية للإبلاغ عن التقدم المحرز، والنجاحات في العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا».
وفي رسالة مصورة لقمة وزراء الدفاع من منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة من الدول السابقة في الاتحاد السوفييتي، قال بوتين إن الغرب يريد الحفاظ على هيمنته بكل الوسائل، واللجوء إلى العقوبات والثورات الملونة، وتعمد مضاعفة الفوضى وتفاقم الوضع الدولي. وأضاف أن «احتمال نشوب صراعات في العالم يتزايد بسبب محاولة الغرب الحفاظ على دوره المهيمن بأي وسيلة، حيث تعمد مضاعفة الفوضى وتفاقم الوضع الدولي»، متهماً الولايات المتحدة وأقمارها بتدمير هيكل الاستقرار الاستراتيجي والعمل الجاد لتوسيع جغرافية الناتو. وقال بوتين «إنهم يتعمدون زيادة الفوضى ومفاقمة الوضع الدولي». (وكالات)
