عادي

نيمار... ملك البرازيل من دون عرش

23:10 مساء
قراءة 4 دقائق

ابتعد العرش مرة أخرى عن النجم البرازيلي نيمار أصبح الجمعة «ملك الهدافين»، غير أنّ الاخفاق كان نصيب «ني» مرّة أخرى في مونديال قطر 2022، بعدما تعرّضت أحلامه بمعانقة الكأس المرموقة وبالاقتراب من جائزة الكرة الذهبية إلى ضربة كبيرة إثر الخسارة أمام كرواتيا بركلات الترجيح في ربع النهائي.

ورغم انه أصبح الهداف التاريخي للبرازيل برصيد 77 هدفاً بالمشاركة مع الملك بيليه، إلا انه خرج من المباراة وهو يبكي على حلم ضائع جديد.

بدأ نيمار مسيرته في كرة القدم في ساو باولو مع نادي سانتوس، على غرار الأيقونة بيليه، واعتُبر منذ فترة طويلة خليفة لـ«الملك» واللاعب القادر على منح البرازيل نجمة عالمية سادسة، بعد 20 عامًا من تتويج «أوريفيردي» للمرة الأخيرة في 2002.

إلا أنّ مهاجم باريس سان جيرمان الفرنسي (30 عامًا)، المراوغ المهاري الممتلك لجينات الفوتسال وايقونة التسويق العالمي، تعثر مرة أخرى في اسوأ الأوقات، رغم منحه التقدّم للبرازيل في الوقت الإضافي، وبات أسير الإصابات وخيبات الأمل.

في كأس العالم 2014 أصيب في العمود الفقري في الظهر، والتي كان من الممكن أن تصيبه بشلل نصفي، قبل الإذلال الذي لحق بمنتخب بلاده في ظل غيابه بعد الخسارة المدوية في نصف النهائي على أرضهم أمام ألمانيا (1-7).

وفي كأس العالم 2018 خروج مدوّ من الدور ربع النهائي أمام بلجيكا (1-2) والسخرية العالمية لميل البرازيلي صاحب الرقم 10 للتدحرج على الأرض عند أدنى احتكاك.

وأخيرً، انتهى مونديال 2022 بفشل جديد، بعدما استهله نيمار بشكل صعب: التواء في الكاحل في المباراة الأولى، وسباق مع الزمن للشفاء. غاب عن مباراتين ثم خاض مباراة كوريا الجنوبية في ثمن النهائي وسجّل. وفي مواجهة كرواتيا الجمعة، افتتح التسجيل معادلاً الرقم القياسي لعدد الأهداف مع البرازيل المسجّل باسم الاسطورة بيليه (77)، لكن كرواتيا عادلت وانتصرت بركلات الترجيح.

غرور

بعد وصفه بالغرور قبل البطولة لنشره شعار النبالة البرازيلية تعلوه نجمة سادسة افتراضية، فإن نيمار وهو أب لطفل يدعى لوكا (11 عامًا) وقع مرة أخرى تحت الضغط.

وإضافة إلى ذلك، تعرّضت صورة نيمار في البرازيل لتشوّه قد لا يستطيع ازالته سريعاً. إذ لاقى دعمه للرئيس المنتهية ولايته جايير بولسونارو سخط قسم كبير من الرأي العام البرازيلي.

وأعاد إحياء النقاد الذين لا يرون في «نيمار جونيور» سوى مجرد طفل مدلل بعدما لم يرتق أغلى لاعب في التاريخ (222 مليون يورو دفعها سان جيرمان في عام 2017) إلى مصاف الوعود التي حملها.

نيمار الذي حقّق نجاحات في حقبته مع برشلونة الإسباني (2013-2017)، الأمر الذي افسح المجال له لينتقل بصفقة خيالية الى نادي العاصمة الفرنسية، غالبًا ما يُصاب في مباريات حاسمة فضلاً عن دخوله في خلافات مع كيليان مبابي من اجل هوية «منفذ» ركلات الجزاء.

في عام 2019، عندما خرجوا على يد مانشستر يونايتد في دوري أبطال أوروبا، أهان نيمار حكام اللقاء على مواقع التواصل الاجتماعي. بعد شهرين، صفع المتفرج الذي استفزه بعد خسارة نهائي كأس فرنسا ضد رين.

وخلال الفترة نفسها، اتهمته امرأة بالاغتصاب، لكن المحاكم البرازيلية لم تباشر الإجراءات لعدم كفاية الأدلة.

أما القضاء الإسباني، فهو يحاول مقاضاته بتهمة مخالفات مزعومة حول صفقة انتقاله إلى برشلونة، قبل أن يسحب الادعاء التهم الموجهة إليه في أكتوبر الماضي.

أيقونة التسويق

وصل الامر بإدارة سان جيرمان للتفكير بالسماح له بالرحيل الصيف الماضي، بعد الاداء غير المنتظم وأسلوب الحياة المشكوك فيه، لكنّ نيمار حقّق بداية موسم رائعة.

يُعدّ نيمار ايقونة التسويق إذ ينشط على جميع شبكات التواصل الاجتماعي، بما فيها «تويتش» فهو أحد اللاعبين القلائل الذين يبثون ألعاب الفيديو الخاصة بهم على الهواء مباشرة، كما يملك نيمار 191 مليون متابع على إنستغرام... لكن سجله يكافح لمتابعة.

ورغم أن نيمار سبق ان توّج بألقاب عدّة بما فيها دوري أبطال أوروبا (2015) وعدد من الألقاب المحلية في إسبانيا وفرنسا، فإن المهاجم المولود في موجي داس كروزيس، بالقرب من ساو باولو، لم يفز أبدًا بالكرة الذهبية التي بدت عصية عليه، ولا جائزة دولية كبيرة، ولم تشكّل الميدالية الذهبية الأولمبية (2016) أو كأس القارات (2013) تعويضا كافيا.

هل سنرى نيمار في قميص البرازيل في مونديال 2026 في كندا والولايات المتحدة والمكسيك؟ حتى اشد المعجبين به ليسوا على يقين من ذلك.

قال المهاجم في عام 2021 على منصة دازون للبث التدفقي «لا أعرف ما إذا كان لا يزال لدي الوضع الذي يسمح، القدرة العقلية، لتقبل المزيد من كرة القدم».

لا يزال بإمكان «ني» تغيير رأيه، خصوصا أنه يبلغ من العمر 30 عامًا فقط، كما يملك عقدا طويلا مع سان جرمان حتى عام 2027 ورغبة كبيرة في الثأر.

وكتب في نهاية نوفمبر وقت إصابته «لم أحصل على أي شيء في حياتي وكان سهلًا، كان علي دائمًا السعي وراء أحلامي وأهدافي».

وتابع «هل أنتظر كل هذا الوقت حتى يهزمني العدو بهذه الطريقة؟».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yyrfpu58

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"