أبطال المشهد

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

«ساعدوا النشء على النهل من معين المعرفة، فهي سند الأمم ومدادها الأول في ترسيخ أسس نهضتها».. كلمات مأثورة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، تضع تعريفاً عميقاً لأهمية المعرفة للأجيال والدول والحكومات والمجتمعات.
إن ما يشهده العالم من تطورات وثورات علمية وتكنولوجية متوالية، وأزمات اقتصادية واجتماعية، أدى إلى رفع سقف التسابق العالمي إلى تطوير المعرفة بأنواعها، لضمان تحقيق النمو والاستدامة والتنمية البشرية الشاملة، والتمكين من القدرة التنافسية.
وهنا تكمن أهمية قمة المعرفة 2022 التي تنظمها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، بطابع خاص هذا العام؛ إذ رصدت تحديات الوضع المعرفي، ووضعت حلولاً ومعالجات، وسجّل شباب المعرفة فيها حضوراً لافتاً، بقصص نجاح ملهمة نوعية، اكتشفنا من خلالها رواداً جدداً في المجالات كافة.
سنوات طويلة والإمارات تجوب العالم بحثاً عن المبدعين وصناع المعرفة، أصحاب الإسهامات المؤثرة في تطوير ونقل ونشر وإنماء المعرفة، لتتوِّجهم جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، ويحتفي بهم العالم كل عام، في خطوة جادة لتحفيزهم وتوظيف قدراتهم وإبداعاتهم لخدمة البشرية، فأصبحنا نترقب مولد فرسان جدد من علماء المعرفة سنوياً.
الإمارات تتقدّم معرفياً بخطى واثقة، ووصلت إلى «قائمة الكبار» في مجتمعات المعرفة العالمية هذا العام، لتوثّق إنجازاً جديداً في مسيرتها المعرفية، لاسيما أن أداءها متميز، وبنيتها التحتية المعرفية قوية وقادرة على المنافسة برصانة وقوة، فباتت ضمن 60 دولة ذات تنمية بشرية مرتفعة جداً.
الشباب أبطال المشهد المعرفي هذا العام، وعلى الرغم من صغر سنّهم، فإنهم كانوا نماذج حقيقية ملهمة، وعقولاً لا يستهان بها في مجالات حيوية نادرة أبهرت العالم، ويكفي أن اتجاهاتهم المطورة غيّرت النظرة النمطية في اختيار نوعية الوظائف، لتخاطب المستقبل في عقر داره، وتجعل التميز رهانهم الوحيد.
إنجازات الإمارات في مجال المعرفة لا تعد ولا تحصى، ويكفي أنها صاحبة المؤشر الوحيد الذي يقيس الوضع المعرفي في جميع دول العالم؛ إذ تقدّم سنوياً حقائق وبيانات وإحصائيات وتقييمات دقيقة وعادلة وشفافة، تستند إلى 7 مؤشرات، تلخّص أداء البلدان في 6 قطاعات حيوية، يتصدّرها التعليم (المدرسي والجامعي والتقني والمهني)، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والبحث والتطوير والابتكار، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والاقتصاد، والبيئة التمكينية.
في الواقع تعد الإمارات لاعباً أساسياً في ملف المعرفة؛ إذ تساعد دول العالم على تشخيص حالتها المعرفية، والتعرّف إلى واقعها الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والصحي والبيئي، من خلال مؤشر المعرفة العالمي ومحتوياته، وما يُفرزه من مخرجات ونتائج ومعالجات تمثل خريطة طريق للحكومات لتعديل أوضاعها، والارتقاء بمجتمعاتها وأجيالها.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2d9mejdn

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"