عادي
بمشاركة الشرقي.. بكين ودول التعاون تنشئ مركزين مشتركين للأمن النووي والاستثمار

القمة الخليجية - الصينية تؤسس لمرحلة تاريخية جديدة للتعاون

01:36 صباحا
قراءة 4 دقائق
ولي العهد السعودي والرئيس الصيني في افتتاح القمة الخليجية الصينية بالرياض(أ ب)

اتفق قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والرئيس الصيني، على تعزيز الشراكة الاستراتيجية القائمة بين دول المجلس والصين، وأكدوا دفعها نحو آفاق جديدة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، واعتمدوا خطة العمل المشترك للفترة القادمة (2023-) لتحقيق ذلك، وفق البيان الختامي لقمة الرياض«الخليجية الصينية للتعاون والتنمية» التي انعقدت أمس الجمعة، برئاسة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الصيني شي جين بينغ.
ترأس صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة وفد الدولة إلى أعمال القمة، بمشاركة قادة دول مجلس التعاون وممثلي عدد من الهيئات والمنظمات الدولية.

وأكد الأمير محمد بن سلمان أن القمة الخليجية الصينية تؤسس لمرحلة تاريخية جديدة في التعاون الخليجي الصيني.

تحديات استثنائية

وقال الأمير محمد بن سلمان في كلمة افتتاحية للقمة «نجتمع في ظل تحديات وظروف استثنائية تحتم علينا التعاون». وأضاف «بحثنا إنشاء منطقة تجارة حرة خليجية صينية، ونستكشف فرص التعاون مع الصين في مجالات الأمن الغذائي وسلاسل الإمداد». كما أكد الاتفاق مع الصين على ضرورة مواجهة التحديات المشتركة التي تواجه الإنسانية.

كما قال إن دول مجلس التعاون تؤكد استمرار دورها كمصدر موثوق للطاقة لتلبية احتياجات العالم والصين. وشدد على أن تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة لن يتحقق إلا بخروج «الميليشيات» من المنطقة، ووقف التدخلات الخارجية في شؤونها.

من جانبه، أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ، في كلمته، أن بلاده سنواصل دعمها الثابت لأمن دول الخليج، وستواصل استيراد النفط بكميات كبيرة من دول الخليج. وثمّن جهود السعودية لاستضافة أول قمة خليجية صينية.

تحقيق التكامل الاقتصادي

وتابع أن «مجلس التعاون الخليجي نجح في تخطي التحديات العالمية»، مشيراً إلى أن الدول الخليجية والصين يمكنها تحقيق التكامل الاقتصادي والصناعي.

وأكد أن بلاده تتواصل مع مجلس التعاون منذ نشأته، مبيناً أن على بلاده تعزيز شراكتنا الاقتصادية وتحقيق التكامل ودفع التنمية.

وأشار إلى قيام بلاده بإنشاء مجلس استثمار مع دول الخليج، وإنشاء المركز الخليجي الصيني للأمن النووي. كما أكد أن بكين ستعزز التعاون مع دول الخليج في الاستثمار بالطاقة النظيفة. وأوضح أن جهود الصين تتضافر مع دول الخليج لتفعيل نظام المدفوعات بالعملات المحلية.

ضمان مرونة سلاسل الإمدادات

إلى ذلك، أكد البيان الختامي للقمة أن القادة وجّهوا باستمرار الحوار الاستراتيجي بين الجانبين على جميع المستويات، والعمل على ضمان مرونة سلاسل الإمدادات، وأمن إمدادات الغذاء والطاقة. كما أكد القادة أهمية الدعم المتبادل بما يحقق المصالح المشتركة للجانبين، حيث تدعم الصين جهود دول المجلس لصيانة سيادتها ووحدة أراضيها والحفاظ على أمنها واستقرارها، وتحقيق التنمية المتكاملة، كما تدعم دول المجلس جهود الصين لتنمية اقتصادها وصيانة سيادتها وسلامة أراضيها، والالتزام بمبدأ الصين الواحدة.

وأكدوا أهمية مواصلة تعميق التعاون بين الجانبين، بما في ذلك استكمال مفاوضات التجارة الحرة بينهما. وأعربوا عن حرصهم على تعزيز الحوار بين الحضارات. وأشادوا بنجاح قطر في استضافة بطولة كأس العالم 2022، واستنكروا الحملات الإعلامية المغرضة الموجهة ضدها. ورحبوا باستضافة قطر لاجتماعات الجزء الثاني من مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بالبلدان الأقل نمواً في مارس 2023م.

وعبّر القادة عن إدانتهم للإرهاب أياً كان مصدره، والعمل على تجفيف مصادر تمويله، وعبروا عن عزمهم على تعزيز الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف، ومنع التمويل والتسليح والتجنيد للجماعات الإرهابية، والتصدي لجميع الأنشطة المهددة لأمن المنطقة واستقرارها.

وناقش القادة القضايا الإقليمية والدولية، حيث توافقت الرؤى حول أهمية تضافر كافة الجهود لتحقيق السلام والأمن والاستقرار والازدهار في جميع أنحاء العالم، وأولوية استتباب السلم والأمن الدوليين.

وأكدوا ضرورة دعم معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل في منطقة الخليج، وضمان الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني، وأكدوا دعوة إيران للتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأكد الجانبان ضرورة أن تقوم العلاقات بين دول الخليج وإيران على اتباع مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، واحترام استقلال الدول وسيادتها وسلامة أراضيها، وحل الخلافات بالطرق السلمية. وأكد القادة على دعمهم لكافة الجهود السلمية، بما فيها مبادرة ومساعي دولة الإمارات للتوصل إلى حل سلمي لقضية الجزر الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وذلك من خلال المفاوضات الثنائية وفقاً لقواعد القانون الدولي، ولحل هذه القضية وفقاً للشرعية الدولية.

وأكد القادة ضرورة التوصل لحل عادل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وفق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية. ووقف الاستيطان وكافة الإجراءات الأحادية، واحترام الوضع التاريخي القائم في مدينة القدس ومقدساتها.

دعم مجلس القيادة الرئاسي في اليمن

وأكد القادة دعمهم لمجلس القيادة الرئاسي في اليمن، برئاسة الرئيس رشاد العليمي، معبرين عن أملهم في التوصل إلى حل سياسي وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن 2216. ودعوا جميع الأطراف اليمنية إلى البدء الفوري في المفاوضات المباشرة برعاية الأمم المتحدة، وإلى الالتزام باستمرار الهدنة، ودعم الحاجات الإنسانية والإغاثية والتنموية للشعب اليمني.

وأكد القادة دعمهم الكامل لسيادة العراق وأمنه واستقراره، كما أكدوا ضرورة تكثيف الجهود للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية، ووقوفهم مع الشعب اللبناني ودعمهم المستمر لسيادة لبنان وأمنه واستقراره. كما أكدوا دعمهم للجهود الساعية لحل الأزمة الليبية وفق قرارات مجلس الأمن، وتشجيع كافة الأطراف الليبية على عقد الانتخابات وتوحيد مؤسسات الدولة، وخروج جميع المقاتلين الأجانب والمرتزقة. وأكدوا مواقفهم الداعمة لكافة الجهود الدولية الرامية إلى التهدئة وإيجاد حل سياسي لإنهاء الأزمة في أوكرانيا.(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/32x6aj2p

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"