عادي
مستوى جديد من الشراكة يستند إلى الثقة المتبادلة والتعاون وطموحات التنمية

قمة الرياض تفتح أبواب المستقبل لتطور العلاقات العربية مع الصين

01:52 صباحا
قراءة 4 دقائق
13

انعقدت في الرياض، أمس الجمعة، القمة العربية الصينية بحضور القادة العرب والرئيس الصيني، وترأس صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الفجيرة، وفد الدولة إلى هذه القمة التي تنعقد للمرة الأولى.

وأكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز أن القمة العربية الصينية تؤسس لمرحلة جديدة من الشراكة بين الجانبين. وقال في كلمته الافتتاحية للقمة العربية الصينية للتعاون والتنمية، إن «العلاقة التاريخية بين الدول العربية والصين، قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون».

ولفت الأمير محمد بن سلمان إلى أن «التنمية الإقليمية والدولية تتطلب ظروفاً عالمية مستقرة». وعبر عن تقديره ل«موقف الصين الداعم لمبدأ حل الدولتين في ما يخص القضية الفلسطينية». كما ثمن «دور الصين في طرح مبادرات جادة لتعزيز الأمن الغذائي العالمي».

أعرب الرئيس الصيني شي جين بينغ، عن سعادته بعقد القمة العربية الصينية الأولى، معتبراً إياه حدثاً مفصلياً في تاريخ العلاقات الصينية العربية نحو مستقبل أفضل. وأضاف أن الصين والدول العربية تثق ببعضها بعضاً وتربطها مشاعر أخوية، وهناك تبادل ودعم ثابت في القضايا ذات المصالح الحيوية للشعوب، مشيراً إلى أن الشركة الاستراتيجية الصينية العربية القائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة لمستقبل أفضل قوية لا تنقطع. وشدد الرئيس الصيني على ضرورة مواجهة الإسلاموفوبيا ومكافحة التطرف، مؤكداً في الوقت ذاته، رفض مبدأ صدام الحضارات وتصارعها.

وفي كلمة في ختام القمة جدد شي جين بينغ، التزام بلاده بإيجاد حلول سياسية للقضايا الشائكة «وبالحفاظ على السلم والأمن في المنطقة». وأوضح أن «القمة العربية الصينية تكللت بالنجاح، والصين تحرص على أخذ هذه القمة كمنطلق جديد للعمل على تكريس روح الصداقة العربية الصينية».

وأكد الأمير محمد بن سلمان في كلمته في ختام القمة، أن «العرب سيسابقون على التقدم والنهضة مرة أخرى». وأعلن «اعتماد مشروع إعلان الرياض ومشروع وثيقتي التعامل الشامل والشراكة مع الصين».

وأكد الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، وزير الخارجية السعودي في مؤتمر صحفي أعقب القمة، أن «القمة العربية الصينية شكلت فرصة لبحث تعزيز الاستقرار في المنطقة».

وقال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط: «اتفقنا مع الصين على عدة قضايا في مقدمتها القضية الفلسطينية»، بينما أكد الدكتور نايف فلاح الحجرف، أمين عام مجلس التعاون الخليجي مواصلة عملية التكامل الاقتصادي والتنموي مع الصين. ولفت الحجرف إلى أن «التواصل مع الصين، امتداد لتواصل دول الخليج مع باقي دول العالم».

وهذه هي ثالث قمة انعقدت، أمس الجمعة، في السعودية، حيث سبقتها القمة السعودية الصينية، وأعقبتها القمة الخليجية الصينية. واستضافت الرياض القمم الثلاث تزامناً مع زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ للمملكة.

وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إن «الأزمة الغذائية أخطر ما يواجه العالم اليوم، وهذا يتطلب تعاوناً مشتركاً بين الجميع». وتابع أن «السياسات الصينية المتوازنة تجاه القضية الفلسطينية محل تقدير واحترام في العالم العربي».

وأشار رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، إلى التداعيات الكارثية للأزمة الإنسانية في اليمن، محذراً في الوقت نفسه من مخاطر أي تسرب من خزان صافر بسبب تعنت الحوثيين. وعبر رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني عن «الشكر لدولة الإمارات والسعودية على دعم بلاده في مواجهة الجرائم الحوثية».

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن «القمة الراهنة فرصة لمد مزيد من جسور التعاون الاقتصادي في إطار مبادرة الحزام والطريق». وقال رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان إن «التعاون الصيني السوداني يجسد معاني الصداقة بين البلدين، ونتطلع إلى تعزيز هذا التعاون عبر مشروع زراعي عربي صيني». وقال محمد شياع السوداني، رئيس وزراء العراق، إن «الشراكة المسؤولة والنوايا الحسنة تمهد لحلول واقعية للعديد من المشاكل».

وعبر الرئيس الموريتاني محمد الغزواني، عن تطلعه ب«أن تسهم القمة الراهنة في تعميق الحوار الاستراتيجي العربي الصيني للتغلب على مختلف التحديات التي نواجهها». ولفت إلى أن «ترسيخ الأمن في المنطقة مرتبط بحل القضية الفلسطينية وتسوية الأزمات في سوريا وليبيا واليمن».

ودعا الرئيس التونسي قيس سعيد، إلى «إرساء عالم جديد أساسه التنمية والسلام»، مؤكداً ضرورة أن تكون هذه القمة فرصة من أجل فتح طريق جديدة وتغيير الواقع، والبحث عن أفكار ومفاهيم جديدة ومختلفة. وأكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي أن التطورات الاقتصادية والسياسية المتسارعة في العالم، تتطلب مرونة أكثر في تحديد مفهوم الشراكات الاقتصادية والابتعاد عن القوالب التقليدية، مضيفاً أن هذه القمة ستكون علامة فارقة ومحطة تاريخية لتعزيز العلاقات الصينية في البلدان العربية، حيث بنيت هذه العلاقة على أساس احترام سيادة الدول والمصالح المشتركة، واحترام خيارات الشعوب.

وفي سياق متصل، عبر نجيب ميقاتي، رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، في كلمته عن «تطلعه إلى القمة العربية الصينية لتفعيل التعاون بين لبنان وأشقائه العرب والصين».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/329re5vn

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"