عادي

السياحة الضائعة في صحراء النيجر

15:50 مساء
قراءة دقيقتين
(أ.ف.ب)
سياح في الصحراء (أ.ف.ب)
سياح في الصحراء (أ.ف.ب)
لم يدَع الغونج أحمد خضخضات شاحنة البيك-آب وهي تتقدم على دروب الصحراء الوعرة في شمال النيجر تنهكه، ولا الغبار الذي راح يلطخ بلونه الداكن ثوبه الأزرق الفيروزيّ يحبطه، بل أطلق العنان لفرحته حين لاحت أضواء واحة إفروان في الليل الصافي.
وصل موكب رئيس البلديّة أخيراً إلى قريته المستكينة بين الجبال والصحراء للمشاركة في مهرجان «آير»، أحد أكبر مهرجانات منطقة الصحراء الذي يحتفي بتراث الطوارق وثقافتهم، والذي أقيم هذا الأسبوع.
وخلال المهرجان الذي يحمل اسم سلسلة الجبال المهيبة المحيطة بالمنطقة، تتحوّل قلعة إفروان الواقعة على مسافة 1200 كلم من العاصمة نيامي، لثلاثة أيّام إلى واجهة سياحية.
قصد إفروان هذه السنة حوالي خمسة آلاف شخص معظمهم أعيان محليّون وبينهم بعض الأجانب، فبلبلوا سكينة الصحراء وخمول سكّانها بحركة متواصلة من السيارات الرباعيّة الدفع التي تعبر بكامل سرعتها تاركة خلفها سحابات كثيفة من الغبار.
إثر قتل ستّة فرنسيّين عام 2020 على مسافة بضعة كيلومترات من نيامي، أعلنت فرنسا النيجر «منطقة حمراء» وأوصت مواطنيها «بشدة» بتفادي الذهاب إليها، بعدما كانت في الماضي المصدر الرئيسي للسيّاح لهذا البلد. ونصحت باريس الفرنسيّين الراغبين في زيارة إفروان بتأجيل رحلتهم «المحفوفة بالمخاطر».
وحمل مساعد رئيس البلديّة حمادي يحيى على «هذه السفارات» التي «افتعلت هوساً»، في حين أن النزاع يجري على بعد أكثر من ألف كيلومتر من إفروان، مؤكداً أنه «تم تأمين كل المنطقة هنا».
وتفرض العاصمة نيامي على أيّ غربي يزور الصحراء مواكبة مسلّحة لقاء بدل ماليّ. وسأل عامل آخر في المجال السياحي، طلب عدم ذكر اسمه: «في أي بلد من العالم يتجوّل السيّاح مع رشاش أمامهم ورشاش خلفهم؟»
وقال رئيس جمعية حرفيّي إفروان قادر حمامدة الذي يصنع الحلي منذ 30 عاماً، إنّه لا بدّ من التسليم بأن مرحلة «ما قبل» انتهت، وأن «السياحة التي سنشهدها الآن ستكون على الدوام بمواكبة عسكريين»، مضيفاً، «لا أدري إن كان هذا يجذب السيّاح...»
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2pbej6v8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"