دام عزّك يا وطن

انطلاقاً من الشعار الإماراتي العام «تُراثنا هُويتنا»، وبمناسبة احتفالات الدولة بعيد الاتحاد الحادي والخمسين، بقيادة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وتزامناً مع الإجازة الطلابية المدرسية، افتتح الشيخ المهندس سالم بن سلطان بن صقر القاسمي، على كورنيش الرمس، الدورة ال11 لمهرجان القرية التراثية لسموّ ولي عهد رأس الخيمة، تحت شعار «دَامْ عِزّكْ يا وَطَنْ»، بمشاركة فنية لفرقتي «العيّالة» بجمعية الرمس للفنون الشعبية والتجديف، وجمعية رأس الخيمة للفنون والتجديف والتراث الشعبي؛ حيث قدمتا أهازيج شعرية شعبية وفنوناً تراثية مرتبطة بهذا الفن الخليجي الأصيل، وفرقة موسيقى شرطة رأس الخيمة التي قدمت معزوفات موسيقية استعراضية، ألهبت حماس الحضور من جميع فئات المجتمع بكافة الفئات العمرية، من مواطنين ومقيمين.
كعادتها في مثل هذا التوقيت من كل عام، تبذل جمعية الرمس للفنون الشعبية والتجديف ما بوسعها من أجل ترجمة شعار «الرمس الأسرة الواحدة» إلى واقع ملموس، سواء من خلال احتواء الطاقات الشبابية الطلابية، بإقامة مثل هذا المهرجان السنوي الذي يعزز مفهوم الهوية التراثية الوطنية لديهم، بما يقدم لهم من فعاليات ومسابقات وحكايات تراثية ذات صلة بالتراث الشعبي العربي الإماراتي بكافة بيئاته، أم من خلال استقطاب الأُسَر المواطنة المنتجة من أهالي الرمس، بإقامة قرية تراثية ثرية بمعالمها المستوحاة من البيئة الإماراتية القديمة، بما يعكس حياة الأمس ليكون حاضراً اليوم بعراقته وأصالته، وهو ما يدفع الأسر إلى تقديم منتجاتها من حِرفِ يدوية، ومأكولات ووجبات شعبية متنوعة، وفق لمسات تميز كل أسرة عن زميلتها من الأُسر المشاركة، بما يحافظ على هذا الجنس التراثي ويعرف أجيال اليوم، والجاليات المقيمة في البلاد، العربية منها وغير العربية، إليه، ويحببهم فيه ويجعلهم يُقدمون على تناوله باختيار ما يناسبهم من الأطعمة المقدمة في المهرجان الذي يتيح للزوّار التّعرّف إلى عادات وتقاليد أهل المنطقة.
هذا الفعل السنوي، من شأنه أن يسهم في المحافظة على التراث الثقافي العربي الخليجي الإماراتي، المتوارث أباً عن جَدْ وأُمّاً عن جَدّة، كما يسهم في الترويج السياحي والثقافي والتراثي لدولة الإمارات عامة، ولإمارة رأس الخيمة بصورة خاصة، فإقامة المهرجان بالتزامن مع العطلة المدرسية ستتيح لأكبر عدد من الزّوّار الاستمتاع بالبرامج المتنوعة التي تمثل مزيجاً بين الماضي والحاضر للمحافظة على تراث الآباء والأجداد، بما يمثله من قيمة وطنية، تستوجب المحافظة عليها في كل زمان ومكان.
[email protected]