نصون التراث.. نحفظ الهوية

21:26 مساء
قراءة دقيقتين

التراث للإنسان كالجذور للشجرة، بثبات تلك الجذور، تثبت الشجرة وتبقى.
لقد وعت الشارقة أهمية التراث، وأدركت دوره المحوري في الربط بين الحاضر الذي نعيش، بالماضي الذي عاشه الأسلاف، ليعبر بنا إلى مستقبل مشرق منذ ما يربو على أربعة عقود.
فجاءت إدارة التراث في مطلع ثمانينات القرن المنصرم، لتعبر عن ذلك الوعي، وتضع النواة الأولى لجهة حكومية رسمية تعنى بالتراث وتنشغل به، تعمل تحت مظلة دائرة الثقافة.
وتنوعت أعمال تلك الإدارة، لتشمل جميع جوانب التراث من جمع ميداني، وترميم للمباني، وحفظ مقتنيات، وتأصيل الفنون والحرف والمهن، وإقامة الفعاليات - التثقيفية والإرشادية والتعليمية -، وإنشاء قواعد بيانات للكنوز المادية والبشرية، وتأهيل الكوادر لمواصلة أعمال الإدارة، فضلاً عن مساعيها الحثيثة في خلق شراكات استراتيجية في مجال التراث مع المؤسسات المحلية والإقليمية والدولية العاملة في ذات المجال، وذلك من أجل الاطلاع على آخر الممارسات في كل ما يتعلق بخدمة التراث وتبادل الخبرات العملية والعلمية، وكذلك من أجل تعريف الآخر بالتراث الإماراتي بشكل عام والشارقي على وجه الخصوص.
وكان وراء كل ذلك صاحب الفكر النيّر ذو الرؤية الإنسانية المستقبلية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي ارتأى بعد عشرات السنوات من العمل المتواصل في خدمة التراث من خلال تلك الإدارة أن يتطور عملها وتتسع خدماتها، وتتحول إلى أن تكون مؤسسة أكاديمية مستقلة.
ففي مثل هذا الشهر الثاني عشر من السنة الميلادية للعام 2014، وفي خضم احتفالات الشارقة بكونها عاصمة للثقافة الإسلامية، افتتح سموه صرح معهد الشارقة للتراث، لتعود علينا في هذه الأيام الذكرى الثامنة لتأسيسه.
اليوم وبعد قيام هذا الصرح - الإضافة الأكاديمية المهمة - في قلب المدينة الجامعية بالشارقة بات التعاطي مع التراث أكثر من كونه فعاليات ومقتنيات ومباني، بل أصبح أساساً علمياً تقدم من أجله الدبلومات الأكاديمية التي تسهم في رفد الساحة بالمتخصصين القادرين على حمل راية التراث للأجيال القادمة.
وذهب معهد الشارقة للتراث لأبعد من ذلك، ليحتضن مركزاً للمنظمات الدولية التي تعنى بالتراث الثقافي ومركزاً لحفظ التراث العربي، ليتوج بأن يكون مركزاً دولياً من الفئة الثانية لبناء القدرات في مجال التراث الثقافي غير المادي بالدول العربية.
وسيمضي معهد الشارقة للتراث، ما شاء الله له، في تأكيد رسالته التي استلهمها من رؤى صاحب السمو حاكم الشارقة والداعية إلى حفظ التراث وصون الهوية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr3hjncs

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"