عادي
رفوف إماراتية

عبدالله الطابور يؤرخ لأعلام اليقظة الثقافية

19:42 مساء
قراءة 4 دقائق
د. عبدالله الطابور
غلاف
  • أول مطبعة في دبي تأسست عام 1959

الشارقة: عثمان حسن

«أوائل المثقفين في الإمارات» هو مؤلف صدر حديثاً عن هيئة الشارقة للوثائق والأرشيف للكاتب الدكتور عبدالله الطابور، وميزة هذا الكتاب أنه يطلع القارئ على 15 أديباً ومثقفاً إماراتياً، ممن وصفوا برواد اليقظة الفكرية والتنوير في الإمارات، وهم: مبارك بن سيف الناخي، وجمعة بن محمد المطوع، وعبدالله بن علي المحمود، وسيف بن محمد المدفع، وعبدالله بن صالح المطوع، وإبراهيم بن محمد المدفع، وعبدالله بن محمد بن يوسف الشيبة، وحميد بن أحمد المطروشي، وأحمد بن علي المناعي، وحميد بن سلطان الشامسي، ومحمد بن سعيد بن غباش، وعمر بن عبيد الماجد، وأحمد بن حمد الشيباني، وأحمد بن عبدالله بن ظبوي، وهاشم بن السيد رضا الهاشمي.

وهؤلاء فضلاً عن دورهم الثقافي والتنويري فقد كانت تربط الكثير منهم علاقات وطيدة مع قادة وحكام وشيوخ إماراتيين عاصروا معهم أبرز التحولات التي مرت بمنطقة الخليج والإمارات على مدى قرن من الزمن.

ملأت أشعار مبارك بن سيف الناخي، ربوع الوطن، وكان على اتصال وثيق بالعديد من دور النشر والمجلات والصحف العربية، وكان على اتصال مع رواد الفكر، وهو من أكثر شعراء الإمارات حماساً لوطنيته وقوميته.

وقد تميز الناخي بنكهة خاصة، وكان ذا عطاء أدبي متألق. ولد في الحيرة سنة 1900، وكانت له علاقات واسعة بالصحف العربية التي تفاعل مع ما تنقله من أحداث، وقد حظي بصداقات كبيرة مع الأدباء والوجهاء ورجال الفكر والسياسة العرب، ومنهم شكيب أرسلان «أمير البيان».

يقول في إحدى قصائده:

كم ذا على الضيم أيها العرب

ما ذا الشقاء وما ذا الذل والنصب

بئست حياتكم يا قوم فانتبهوا

من الرقاد فإن القوم قد وثبوا

كان جمعة المطوع ممن غرسوا في تراب الوطن فسيلة البناء والعمل، وأحد القلة ممن قدموا الكثير من الجهد والعرق حتى آخر يوم من حياتهم، كما كان خبيراً في تجارة اللؤلؤ في الشارقة، وعلى علاقات واسعة مع كبار التجار في الخليج العربي، وتربى في كنف والده محمد بن جمعة المطوع الذي غرس فيه التنشئة الصالحة، وتوفي عام 1971.

الثقافة العربية

أما عبدالله بن علي المحمود، المولود في الشارقة سنة 1909، فيعتبر شخصية متميزة برزت في منطقتنا وامتد تأثيرها الإسلامي إلى أنحاء واسعة من أرجاء العالم، وكان ذا ريادة معرفية، أسس مكتبة عرفت باسمه، واشترك في كثير من الصحف العربية، وكانت مكتبته خير شاهد على عطائه المستمر ورسالته السامية في نشر الثقافة العربية والإسلامية في ربوع الوطن.

مخطوطات

أما المؤرخ عبدالله بن صالح المطوع، فيعرّفه الكتاب بأنه صاحب المخطوطات المعروفة في تاريخ الإمارات، وواحد من المثقفين الكبار الذين ظهروا في المنطقة قبل 60 عاماً، وأحد رواد اليقظة الفكرية والحركة الثقافية في الإمارات، من أبرز مخطوطاته في تاريخ الإمارات: «الجواهر واللآلئ في تاريخ عمان الشمالي» و«عقود الجمان في أيام آل سعود في عمان».

وإبراهيم بن محمد المدفع، من أعلام الإمارات الذين أفنوا أعمارهم في وضع اللبنات الأولى في مجال الثقافة والأدب والصحافة، ويعتبر من وجهاء الشارقة الكبار ورائد الصحافة في الإمارات. وفي عام 1927 أسس إبراهيم المدفع أول صحيفة في تاريخ الإمارات أطلق عليها اسم «صحيفة عمان» وكانت صحيفة حائطية، كما أسس صحيفة أخرى باسم «صوت العصافير» في 1933.

ويواصل عبدالله الطابور الحديث عن سيرة عبدالله بن يوسف الشيبة، وهو من رموز إمارة عجمان، حيث تبوأ مكانة عالية في العلم، وهو رائد من رواد اليقظة، تولى الإمامة والقضاء، وكان من مؤسسي معهد عجمان الإسلامي، كما ارتبط بعلاقات وطيدة مع كثير من علماء عصره، وله كذلك مكتبة رائدة احتوت على كتب إسلامية وأخرى في الفقه والأدب والقصص.

مصادر

حميد المطروشي، هو أيضاً من رواد التنوير في عجمان، استقر في رأس الخيمة، وعمل معلماً وخطيباً وقاضياً ومصلحاً اجتماعياً.. له مكتبة كانت تحتوي على أمهات المصادر الدينية والفقهية والتاريخية، عدا عن الدواوين الأدبية لكبار الشعراء كالفرزدق وجرير والنابغة الذبياني، وحافظ إبراهيم وأحمد شوقي.

الشاعر أحمد بن علي المناعي، عين قاضياً في السعودية بين 1945 و1946، وفي سيرته فقد تولى أمر القضاء في جزيرة أبوموسى 1949، وفي 1951 أصبح مدرساً في المعهد الديني في قطر، وكان له الكثير من القصائد نحو 100 قصيدة في الإرشاد والإصلاح الاجتماعي.

أما حميد بن سلطان الشامسي فولد في أم القيوين 1896، وهو من أعلامها ومن أبرز الشخصيات في مجال التاريخ وتتبع الأحداث، اطلع على دواوين الشعر وكتب السيرة، إلى جانب ما تميز به من ذكاء وقدرة عجيبة على الحفظ. وقد اهتم بكتب تاريخ المنطقة، وكان له دفتر ذكريات دوّن فيه العديد من الخواطر والملاحظات والأحداث، وكانت له مكتبة خاصة تحتوي على عناوين في الفقه والتفسير والتاريخ، وألف كتاباً عنوانه «نقل الأخبار في وفيات المشايخ وحوادث هذه الديار».

وفي الكتاب حديث عن شخصية استثنائية التصق اسمها بتأسيس أول مطبعة في الإمارات، وهو هاشم بن السيد الهاشمي، وهو أديب ومثقف، كان مولعاً بالطباعة وصناعة الكتب في وقت لم تظهر فيه الطباعة الحديثة بعد.

ولد في دبي 1909، والتحق في 1926 بمدرسة السعادة، وقد أسس الهاشمي أول مطبعة في دبي 1959، عرفت باسم المطبعة العمانية التي تحول اسمها لاحقاً إلى مطبعة الساحل، التي كان من ثمارها طباعة ديوان ابن ظاهر في عام 1959.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bda6fef2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"