أمطرت روسيا شبكة الكهرباء الأوكرانية بوابل من الصواريخ، أمس الجمعة، ما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل، فضلاً عن إلحاق أضرار بتسع منشآت للطاقة وإجبار سلطات كييف على قطع طارئ للتيار الكهربائي في أنحاء البلاد وسط برد قارس، بينما جددت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» أن واشنطن ليست في حالة حرب مع موسكو، بالتوازي مع استمرار الدعم الأمريكي لكييف.
وسمعت صفارات الإنذار في كل أنحاء الأراضي الأوكرانية، ولاذ كثيرون بالملاجئ خلال ساعة الذروة الصباحية للاحتماء من أحدث هجوم واسع تشنه روسيا على البنية التحتية الحيوية منذ أكتوبر/تشرين الأول، والذي وصفه مسؤول في كييف بأنه إحدى أكبر الهجمات الصاروخية منذ بدء الحرب في فبراير/شباط.
وتحدث عمدة مدينة خاركيف ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا عن أضرار هائلة تهدد بحرمان كثيرين من التدفئة وسط أجواء شديدة البرودة.
وكتب وزير الطاقة غيرمان غالوشتشنكو على فيسبوك صباح أمس: «موجة جديدة مكثفة من القصف الروسي تستهدف البنى التحتية للطاقة ومنشآت سبق أن تضررت في شرق وجنوبي البلاد».
وقال فاليري زالوجني القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية إن بلاده أسقطت 60 من أصل 76 صاروخاً أطلقتها روسيا على البنية التحتية، فيما قال يوري إهنات المتحدث باسم سلاح الجو إن موسكو حاولت عمداً تشتيت الدفاعات الجوية بتسيير طائرات حربية قرب أوكرانيا.
وانقطعت الكهرباء عن مدينة بولتافا في وسط البلاد وأجزاء من كييف. واستهدفت الهجمات أجزاء من البنية التحتية الأساسية في منطقة خاركيف في الشمال الشرقي، وأوديسا على البحر الأسود وفينيتسيا في الغرب الأوسط.
وقال شهود من «رويترز» إن ثلاثة انفجارات دوت في العاصمة الأوكرانية. وقالت الشركة المشغلة للسكك الحديدية الأوكرانية إن عدداً من الخطوط واجهت انقطاعاً في الكهرباء.
وقال إيهور تيريخوف رئيس بلدية خاركيف «هناك أضرار جسيمة في البنية التحتية، لا سيما شبكة الطاقة... أطلب منكم التحلي بالصبر على ما يحدث الآن. أدرك أن منازلكم لا يوجد فيها إضاءة ولا تدفئة ولا إمدادات مياه».
وأعلن كيريلو تيموشينكو نائب رئيس مكتب زيلينسكي، بدء عمليات قطع طارئة للتيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد لإفساح المجال لعمليات الإصلاح.
وفي وقت تكثف فيه واشنطن مساعدتها لكييف، قالت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون»، إن واشنطن ليست في حالة حرب، ولا تسعى إلى صراع مع روسيا، مشيرة إلى أنها تركز على تقديم المساعدة لأوكرانيا فقط، وفقاً لما ذكره السكرتير الصحفي للبنتاغون بات رايدر.
وتابع رايدر: الولايات المتحدة لن تسمح بتعليقات من روسيا تملي المساعدة الأمنية التي نقدمها لأوكرانيا، وذلك رداً على سؤال بشأن رد فعل واشنطن على تعليقات روسيا بشأن تقارير حول الصادرات الأمريكية المحتملة لأنظمة الدفاع الجوي «باتريوت» إلى أوكرانيا.
(وكالات)
الناتو: بوتين يحضّر روسيا لحرب طويلة
أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، أمس الجمعة، أن روسيا تستعد لحرب طويلة في أوكرانيا التي ينبغي على الحلفاء في «الناتو» أن يواصلوا مدها بأسلحة، مؤكداً أنه «ما من مؤشر إلى أن بوتين تخلى عن هدفه بالسيطرة على أوكرانيا». ومضى ستولتنبرغ يقول «يجب ألا نستخف بروسيا. فهي تستعد لحرب طويلة. وتحشد مزيداً من القوات وهي مستعدة لتكبد خسائر كبيرة وتحاول الحصول على مزيد من الأسلحة والذخائر». وأضاف «يجب أن ندرك أن الرئيس بوتين مستعد لأن يستمر في هذه الحرب لفترة طويلة ويشن هجمات جديدة».
وتابع ستولتنبرغ «من المرجح جداً أن تنتهي هذه الحرب على طاولة المفاوضات كغالبية الحروب. وأي حل يجب أن يضمن لأوكرانيا أن تبقى دولة سيدة ومستقلة».
واعتبر أن «السبيل الأسرع للتوصل إلى ذلك هو دعمها عسكرياً لكي يدرك الرئيس بوتين أنه عاجز عن الفوز على أرض المعركة وأن عليه أن يجلس ويتفاوض بحسن نية».
وقال ستولتنبرغ إن «ثمة محادثات جارية» لتسليم أنظمة باتريوت، لكنه شدد على أن دول حلف شمال الأطلسي يجب أن تتحقق من وجود كميات كافية من الذخيرة وقطع الغيار لتستمر الأسلحة التي أرسلت حتى الآن في العمل.
(أ ف ب)
