عادي
احتفاء المملكة بيومها الوطني ال51 بشعار «البحرين قلبٌ وعَيْن»

البحرين والإمارات علاقات يوثقها تاريخ ومصير مشترك

00:34 صباحا
قراءة 6 دقائق
  • المؤسسان زايد وعيسى بن سلمان أرسيا العلاقة
  • 5 مليارات درهم واردات الإمارات من المملكة خلال 6 أشهر
  • محمد بــن زايــد: نشــارك مملكـة الخـير والمحبــة أفراحهــا الوطنيــة
  • محمـد بـن راشـد: 51 عامـاً مـن العــلاقـــة الدبلــوماســية والعـائلـيـة
  • 2.74 ملــيـار درهــم الصـــادرات الإمـاراتيــة للبحــريـــن بنمــو 29%
  • عبـدالله بـن زايـد: العلاقـة قديمـة ومتجـذّرة وامتــدادهـا تاريـخـــي

إعداد: جيهان شعيب

تشارك الإمارات شقيقتها مملكة البحرين اليوم، احتفاءها بيومها الوطني ال51، والذكرى الثالثة والعشرين لتسلّم الملك الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، مقاليد الحكم.

وبشعار «البحرين قلبٌ وعَيْن» تتجدد فرحة إمارات الخير قيادة وشعباً، بيوم المملكة الوطني، في ظل أخوة وثيقة تجمعهما، تستند إلى تاريخ مشترك وإرث ثقافي واجتماعي، ووحدة دين ولغة ودم ونسب، وأهداف ورؤى تنموية ومصير واحد، بدعائم راسخة أرساها المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، طيّب الله ثراهما، حيث كرّسا أسس علاقة مزدهرة، وعززا التلاحم والتكاتف بينهما، تحقيقاً لاستقرار أبناء البلدين.

وتعود تاريخية علاقات البلدين إلى عام 1966، حينما جاء إلى أبوظبي أول وفد رسمي بحريني، ينقل تهنئة أمير البحرين آنذاك الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، إلى الشيخ زايد بن سلطان، عندما أصبح حاكماً لأبوظبي، وتكرست العلاقة مع الأيام، حيث سار الخلف الصالح على نهج الأب المؤسس زايد الخير في توطيدها، بتواصل الزيارات بين المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وأسفرت اللقاءات المتبادلة عن التعاون والتنسيق الذي أدى إلى تنامي التطور والتقدم في المجالات المختلفة. وأكد الشيخ خليفة حينذاك، وقوف دولة الإمارات إلى جانب مملكة البحرين الشقيقة، بما يسهم في تنميتها، وتعزيز استقرارها.

مواقف مقدرة

ومع الاحتفاء باليوم الوطني البحريني، نتذكر مباركة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، للمملكة حين قال: «نشارك مملكة الخير والمحبة أفراحها الوطنية، ونسأله تعالى أن يديم عليها الخير والعزة والرفعة، وأن تحقق لشعبها مزيداً من التقدم والازدهار»، مؤكداً عمق الترابط بين البلدين بقوله: «ما يجمع مملكة البحرين ودولة الإمارات تاريخ طويل، وإن كانت العلاقات بين الدول تكون رسمية، لكن علاقاتنا مع البحرين خاصة، أثبتت نفسها عبر التحديات التي صادفتها قبل الاتحاد وبعد الاتحاد، ونقدّر مواقف مملكة البحرين الدائمة مع دولة الإمارات، وعملهما معاً من أجل الاستقرار والسلام في المنطقة والعالم».

كما سبق لصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، أن بارك قائلاً: «نبارك لشعب البحرين الشقيق يومهم الوطني، ونبارك لهم أيضاً ذكرى تسلّم الملك حمد بن عيسى مقاليد الحكم. البحرين قلب وعَيْن، أدام الله عليهم الخير والعزّ، والأمن والأمان والاستقرار». وعن عمق العلاقة الأخوية قال سموّه: «الملك الأخ والصديق حمد بن عيسى حفظه الله، واحد وخمسين عاماً من العلاقة الشخصية والدبلوماسية والعائلية، عمر وعشرة لا تزيد السنين صداقته إلا قيمة».

ترابط وثيق

وكانت العلاقات الدبلوماسية وثّقت عام 1971 الترابط بين الإمارات والبحرين، وشمل الأمر الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والعلمية، والإعلامية والثقافية، والبرلمانية كافة، وبلغت العلاقات الأخوية أوجها بإنشاء اللجنة العليا المشتركة للتعاون بين البلدين في أبريل 2000، وانعقاد دورتها التاسعة في مارس 2021 برئاسة وزيري خارجية البلدين، بينما أكد سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، خلال ترؤسه العام الجاري أعمال الدورة العاشرة للجنة العليا المشتركة، أن العلاقة بين البلدين الشقيقين قديمة ومتجذّرة، ولها امتداد تاريخي يشعر به المواطن في كلتا الدولتين، وتزخر بالكثير من الآمال والفرص.

وأضاف سموّه: «وصول التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين إلى 6.5 مليار دولار العام الماضي إنجاز، ولكن لا يعكس إمكاناتنا، فنحن نعتقد أن هناك إمكانيات وفرصاً كثيرة وكبيرة، وطموحات قيادتي البلدين صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، والملك حمد بن عيسى حفظهما الله، تجعلنا حريصين على هذه العلاقة، ولدينا الكثير من الرغبة لتحقيق طموحاتهما».

على صعيد ثانٍ وفي إطار التكاتف بين البلدين، شاركت دولة الإمارات ضمن قوات درع الجزيرة في البحرين عام 2011، للمساهمة في حفظ الأمن العام، ومواجهة الأحداث التخريبية التي شهدتها، وتعضيد ما يحقق الأمن والاستقرار في المملكة، والتصدي لمحاولات التدخلات الخارجية في شؤونها.

الصورة

زيارات رفيعة

وتسجل الزيارات الرسمية الرفيعة المتبادلة بين الإمارات والمملكة، نقطة مضيئة في مسار تلاحمهما، وتؤكد خصوصية العلاقات الأخوية بينهما، وهنا الزيارة التي قام بها صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد إلى المملكة، والتقى الملك حمد بن عيسى في أبريل الماضي، وأكدا خلالها دعم مسارات التعاون في المجالات الاقتصادية، والتجارية والاستثمارية، ودعم العمل الخليجي ووحدة الصف العربي.

وشهدت زيارة الملك حمد بن عيسى إلى الإمارات في سبتمبر الماضي، توقيع عدد من الاتفاقات، ومذكرات التفاهم، فضلاً عن زيارة سابقة للأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إلى أبوظبي، التقى خلالها صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، وأسفرت عن توقيع مزيد من الاتفاقيات، ومذكرات التفاهم، والبرامج التنفيذية للتعاون في التعليم العالي، والعمل والموارد البشرية والصحة، والتجارة والاستثمار والصناعة.

أوجه التعاون

ومن أوجه التعاون المختلفة أيضاً التي وثّقتها تلك الزيارة، التكنولوجيا المتقدمة، وأسواق الأوراق المالية والذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والنقل والمواصلات، والخدمات اللوجستية، وتغير المناخ وغير ذلك، حيث ترتبط البحرين والإمارات بكثير من اتفاقيات التعاون الدبلوماسي والقنصلي والخدمات الجوية، والنقل الدولي للركاب والبضائع، والمشاركة في تطوير حقل البحرين، وإنشاء مجلس رجال الأعمال المشترك بين غرفتي تجارة وصناعة البلدين، ومذكرات للتفاهم في: المشاورات السياسية والأكاديمية الدبلوماسية، والسياحة والإعلام والثقافة والتربية والتعليم، والتخطيط الحضري والكهرباء والماء والتنمية الاجتماعية، إلى جانب تعاونهما في التأمينات الاجتماعية وحماية المستهلك، والبيئة والمصارف، وأسواق الأوراق المالية، وبين معهد البحرين للتنمية السياسية، ومؤسسة وطني الإمارات، وفي المجال البرلماني، والشراكة الفاعلة بين المجلس الأعلى للمرأة، والاتحاد النسائي العام بدولة الإمارات، ومؤسسة دبي للمرأة، وغيرها من الاتفاقيات الموقعة في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، وغيرها.

وتنشد الإمارات والمملكة عبر سياستهما الخارجية، تعزيز أمن واستقرار المنطقة، وتحقيق المصالح المشتركة، في سياق اعتزاز المملكة بالمواقف الأخوية الإماراتية الثابتة إلى جانب أمنها واستقرارها، ودعمها الدائم لسيادة الإمارات على جزرها الثلاث، ومياهها الإقليمية، وتبنّيهما مواقف موحّدة في مواجهة التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية العربية، ورفض أي حملات مغرضة تحاول المسّ بمكانتهما الرائدة إقليمياً وعالمياً في مجالات الديمقراطية، واحترام حقوق الإنسان، فضلاً عن تشاركهما الرؤى نفسها في مختلف القضايا، والملفات العربية والإقليمية والدولية.

التبادل التجاري

ومن حيث حجم التبادلات التجارية الثنائية غير النفطية خلال النصف الأول من العام الجاري، فقد بلغ 12.1 مليار درهم بنسبة نمو 16%، مقارنة بالعام الماضي، وبلغت واردات الإمارات من البحرين 5 مليارات درهم بنمو وصل إلى 11%، وبلغ حجم الصادرات الوطنية الإماراتية إلى البحرين خلال النصف الأول 2.74 مليار درهم، بنمو وصل إلى 29%، بينما بلغ حجم إعادة التصدير للمدة نفسها 4.3 مليار درهم، بنمو 13%.

وتعدّ الإمارات ثاني أكبر شريك اقتصادي عربي لمملكة البحرين، بعد المملكة العربية السعودية الشقيقة، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين من 198 مليون دولار عام 2000 إلى 1.9 مليار دولار عام 2020، بحسب إحصاءات هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية.

وبلغ التعاون الاستثماري والمالي مستويات متقدمة في ظل ارتفاع قيمة رأس المال البحريني في شركات المساهمة العامة في الإمارات إلى 1.66 مليار دولار عام 2019 ب16 ألف مستثمر، مقابل 7,312 مستثمراً إماراتياً في البحرين، فضلاً عن أن هناك بنكاً بحرينياً عاملاً في الإمارات مقابل ثلاثة بنوك إماراتية في البحرين، و3,773 رخصة بحرينية لمزاولة أنشطة اقتصادية داخل الإمارات، مقابل 1704 رخص إماراتية في البحرين، مع ارتفاع عدد مالكي العقارات إلى 13,790 بحرينياً في الإمارات، مقابل 2,891 إماراتياً في البحرين، وفقاً لوزارة المالية الإماراتية.

26 مشروعاً

ويسهم صندوق أبوظبي للتنمية، وحكومة أبوظبي في تنفيذ 26 مشروعاً تنموياً واستثمارياً في مملكة البحرين منذ عام 1974، بتقديم قروض ميسّرة ومنح واستثمارات مباشرة بقيمة تجاوزت 10.6 مليار درهم (2.9 مليار دولار)، تمثل المنح نسبة 90% منها، ومن أبرزها تدشين مدينة الشيخ زايد الإسكانية (المرحلة الثانية ببناء 200 وحدة)، والوحدات السكنية في المدينة الشمالية، ومحطات كهرباء وماء في سترة والرفاع، ومعالجة مياه الصرف الصحي، ومشروعات زراعية، ومشروع الوحدات الصناعية الصغيرة، ودعم الخدمات الاجتماعية والصحية بإنشاء مركز القلب، ومعهد خليفة بن زايد، فضلاً عن تمويل شراء خمس طائرات «بوينغ» في قطاع النقل والمواصلات، وردم الميناء الجديد والمنطقة الصناعية في الحدّ، وطريق الشيخ زايد، ومشروع توسعة مطار البحرين الدولي، والمساهمة في دعم برنامج التوازن المالي وغيرها.

الصورة
الصورة
1

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2np5zhka

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"