لماذا الفضاء؟

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

الإمارات تشيّد مجداً جديداً في الفضاء، هكذا يراها العالم في أعقاب انطلاق المستكشف راشد إلى القمر، ومن قبله مسبار الأمل لاكتشاف أسرار الكوكب الأحمر، ومشروع مدينة المريخ 2117، والزهرة الذي دخل دائرة الطموحات، والأقمار الصناعية التي تحلق هنا وهناك، في إعلان صريح بأن الإمارات دخلت سباق الفضاء العالمي بقوة وثبات.
عزيمة وهمة وثقة تأخذنا من إنجاز إلى إنجاز؛ ليزخر ملف الإمارات في قطاع الفضاء بمنجزات تستحق أن يسطرها التاريخ؛ ولكن ما زال البعض يتساءل لماذا الفضاء؟ وما سبب اهتمام الإمارات بهذا القطاع؟ وهل التنافسية تشكل قيمة مضافة للدولة في هذا المجال؟ وكيف تفيد الأجيال؟
عند الحديث عن الفضاء، نستحضر سيرة علماء مؤثرين كالخوارزمي وابن الهيثم وغيرهما؛ إذ ظلت بصماتهم مضيئة في علوم الفضاء، لتعود بنا الأذهان إلى زمن ريادة العلم والمعرفة في بلاد العرب، في دلالة على أن الانخراط في مضمار المنافسة في قطاع الفضاء، وتحقيق إنجازات تؤثر في العالم، أمرٌ ليس مستحيلاً.
وإذا نظرنا إلى الأرقام التي تجسد دائماً حقائق تحسم الجدل، نجد أن إجمالي اقتصاد الفضاء العالمي بلغ حوالي 370 مليار دولار في عام 2021، وتأخذنا التوقعات إلى نموه بنسبة 75% بحلول 2030، ليصل إلى 642 ملياراً، وبحلول 2040 من المتوقع أن يصل إلى تريليون دولار، وهذا يعني أن الفضاء قطاع لا يستهان به، ولا يجوز لأي اقتصاد العمل بمعزل عنه.
اهتمام الإمارات بعلوم الفضاء والفلك، تشهد عليه سبعينيات القرن الماضي عندما التقى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» مع فريق وكالة ناسا المسؤول عن رحلة أبولو إلى القمر، لتكون أبرز نتائجه ولادة قطاع وطني للفضاء، بتأسيس شركتي «الثريا للاتصالات، والياه للاتصالات الفضائية.
الإمارات نجحت في وفترة وجيزة في تحويل «حلم المؤسس» إلى حقائق ووقائع وإنجازات مشهودة، وفق مسارات متنوعة، بدءاً من تأسيس أول وكالة عربية للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء، مروراً ببرنامجي الإمارات والعرب لرواد ونوابغ الفضاء، ومشروع المريخ 2117، وصولاً لأول مسبار فضائي عربي إلى المريخ، ومشروع اكتشاف القمر، وأقمارها الصناعية.
الفضاء «علوم ومعارف» لم تُكتشف بعد، وتعتبره دول العالم كنزاً تنهل منه لريادة المستقبل، واستشراف حلول ومعالجات تحقق الاستدامة للبشرية والكوكب، والإمارات بدأت المشوار ولن تتراجع؛ لإيمانها بأهميته لمواجهة الأزمات الإنسانية، ومكافحة تغير المناخ، وحماية الأرض، ودعم الاقتصاد المعرفي ودفع عجلة التنمية لخدمة المنطقة والعالم، وضمان مستقبل أمثل للأجيال القادمة، وتحقيق المزيد من التقدم والازدهار.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdhyc7dw

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"