الإرث الخالد

هنا الشارقة
01:49 صباحا
قراءة دقيقتين

عيسى هلال الحزامي

* أشياء كثيرة ستبقى محفورة في ذاكرة العالم من بعد أن حط المونديال رحاله في قطر، وفي تقديري أن ما أخذه من المحطة العربية أكثر بكثير مما تركه، دعونا من الإحصاءات والمعلومات التي يسجلها العاملون عليها من دورة إلى أخرى، فهذه ستحفظ للمونديال القطري حقه في جملة من الأرقام القياسية لم يحفل بها أي مونديال سابق، إنما الذي أعنيه والذي جال بخاطري وأنا أتابع المنتخب المغربي في آخر ظهور له في البطولة أمام كرواتيا، هو تلك «الرسالة الثقافية الشاملة» التي خطتها العقول العربية قبل الأقدام، من القيم والمثل والمبادئ والأعراف التي ارتبطت بنا عرباً، والتي كان المونديال بمنصته العالية موصلاً جيداً لها إلى كل شعوب العالم في لحظة تاريخية فارقة، فمفردات هذه الرسالة الثقافية هي الإرث الخالد، مع كامل التقدير لبطل المونديال ووصيفه، ولكل أصحاب الألقاب والجوائز من هداف وحارس وخلافه، ممن احتفينا بهم في حفل الختام الباهر.

* إنه التأثير الثقافي عندما تتلاقى الشعوب على أرض واحدة فيحدث التواصل، ومن ثم يحدث التفاعل الذي رأينا محصلته في اختلاف المعتقدات والرؤى والأفكار من بداية المونديال إلى منتهاه، ومحصلة هذا التفاعل هي ما أعنيه بذاك الإرث الذي جمع في تفاصيله تعاليم ديننا وسمات عروبتنا وقيم أجدادنا التي نتوارثها من جيل إلى جيل، فهذه الرسالة وصلت بحذافيرها إلى العالم على أحسن ما يكون، وما كانت لتصل هكذا لولا عنصرين لا ثالث لهما:

* الأول: هو التنظيم القطري الرائع الذي لم يترك شيئاً للمصادفة، واتسم بالاحترافية في التعامل مع كل صغيرة وكبيرة داخل الملاعب وخارجها، والأهم في هذا التنظيم أنه كان بوعي وحرص كبيرين على عدم التفريط في مفردات ثقافتنا فلم يسمح بتغييبها أو تغريبها في حضرة جماهير العالم.

* أما العنصر الثاني فتمثل في إنجاز المنتخب المغربي بوصوله إلى الدور قبل النهائي وتحقيق المركز الرابع لأول مرة في تاريخ العرب وإفريقيا، فهذا الإنجاز الذي توج وأكمل ما حققه شقيقاه السعودي والتونسي، اختزل في معانيه ما يستحيل على خطب وندوات ومؤتمرات أن تؤديه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4v7nwkpk

عن الكاتب

إعلامي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"