الدورة الأفضل

00:19 صباحا
قراءة دقيقتين

عملت قطر، حسب منهج سليم ومدروس، فقدمت نموذجاً فريداً في تنظيم كأس العالم لكرة القدم، لم يسبقها إليه أحد، وبفكر وأسلوب فريدين دَعَوَا رئيس اتحاد الكرة العالمي (فيفا) إلى الإشادة بها علناً، مؤكداً أنها النسخة الأفضل في تاريخ دورات كأس العالم قاطبة، ودعَوَا جميع من شاهد افتتاح البطولة ومبارياتها أن يؤكد ذلك، بل ينبهر بكل ما قدم من أبعاد سواء تنظيمية أو سياحية أو إنسانية أو رياضية، وبكل اقتدار وتميز.
كل ما في كأس العالم كان جميلاً، واللعبة التي تعتبر الأكثر جماهيرية عالمياً، ازداد رونقها في الملاعب الأيقونية، التي شيدت بأرقى وأجمل المواصفات، ناهيك عن البنية التحتية التي خدمت مئات الآلاف من الجماهير، ووصلت بهم إلى وجهتهم دون أي تعب.
قطر أكدت بتنظيم كأس العالم الأفضل والأحسن، وعلى كافة الأصعدة، أن العرب يستطيعون، بل يمتلكون كل القدرة والإمكانية والأسلوب في التنظيم ليس الناجح فقط بل المميز، وتقديم حفل افتتاح مبهر بكل مقاييس الإبهار.
يكفي أنها الدورة الأولى لكأس العالم في كرة القدم التي تفتتح بآيات من القرآن الكريم، يكفي البعد الإنساني الذي قدمته، يكفي أن شعارها الغترة والعقال، يكفي أن علم فلسطين كان حاضراً في كل مباريات البطولة مؤكداً حضور القضية الفلسطينية في قلوب ليس العرب فقط بل أغلب دول العالم التي تملك المصداقية، يكفي أن أحداً لم يستطع رفع شعار الشذوذ الجنسي على أرضها، يكفي أن الفرق العربية والإفريقية والآسيوية أثبتت حضورها وفازت على مجمل أبطال كأس العالم عبر السنين، يكفي أن المغرب الفريق العربي الأول الذي يصل إلى المربع الذهبي في هذه الدورة بالذات ليقدم أبهى الصور الكروية، المغلفة بالتماسك الأسري، حيث تصدرت أمهات اللاعبين المشهد، مقدمات صورة للمجتمع العربي الجميل، يكفي أن الفرق العربية المشاركة قدمت أجمل أداء لها في هذه البطولة، مدللة على أنه بالعمل والاجتهاد والإيمان بقدراتنا نستطيع أن نصل ونتحدى ونفوز.
بلا شك أنها الدورة الاستثنائية لكأس العالم ممهورة بختم قطر العربي، ختم بكل تأكيد سيتعب من سينظم كأس العالم بعدها. 
قطر لك الشكر من القلب على كل هذا الإبهار، ولك التحية والمحبة.
البطولة التي اختتمت أمس، شهدت مباراة نهائية بين الأرجنتين وفرنسا، أشاد بقوتها القاصي والداني فأضافت إلى البطولة رونقاً خاصاً وجعلت من الكأس الذي حمله أبطال «التانغو» أمس، ذكرى لا تنسى في تاريخ البطولة الأغلى عالمياً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ew2brcjt

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"