المونديال ينصف التانجو

23:58 مساء
قراءة دقيقتين

محمد بن ثعلوب الدرعي

أخيراً وبعد 36 عاماً من الانتظار مصحوبة بلحظات الألم والحسرة، أنصفت كأس العالم المنتخب الأرجنتيني وخضعت لميسي الذي توج ملكاً لمونديال 2022، بعد نهائي درامي تلاعب بأعصاب الجماهير في لحظات توقفت فيها الحياة على كوكب الأرض، حتى جاءت صافرة نهاية المباراة التي شهدت تحولات درامية مجنونة، وامتدت لوقتين إضافيين، بعد أن انتهى الوقت الأصلي بالتعادل بهدفين، والوقت الإضافي بالتعادل بثلاثة أهداف أيضاً، لتدخل ركلات الترجيح التي قالت كلمتها الأخيرة في الأمسية التي حضرت فيها عدالة كرة القدم، عندما منحت الفريق الأجدر لقب البطولة الأغلى والأهم في مسيرة أي لاعب وكل عشاق كرة القدم في كل أرجاء كوكب الأرض.

ما حققه المنتخب المغربي في مونديال 2022 الذي خاض فيه سبع مباريات محتلاً المركز الرابع لأول مرة في تاريخ إفريقيا والعرب، وصنع تاريخاً جديداً، لم يكن بمحض الصدفة أو ضربة حظ، بل كان نتاج تخطيط طويل الأمد استند إلى عدة محاور في مقدمها وجود دائم للاعبين من المواهب والنجوم في صفوف المنتخبات المغربية. وقد كانت هناك مشكلة الانسجام المفقود بين اللاعبين المحليين والقادمين من أوروبا، وهي المعضلة التي أجاد في التعامل معها المدرب الوطني وليد الركراكي، الذي وحد صفوف المنتخب وأعاد له الروح التي فجرت طاقات اللاعبين، كما أن عملية الرصد للمواهب المنتشرة في أوروبا من اللاعبين المغاربة إلى جانب الخبرات المتراكمة للاعبين المحترفين المتواجدين في أشهر الأندية والدوريات الأوروبية، قلصت الفارق كثيراً من الناحية الفنية بين المنتخب المغربي والمنتخبات الأخرى، كما أن خطوة إنشاء أكاديمية محمد السادس لكرة القدم عام 2007 أحدثت نقلة نوعية في عملية اكتشاف المواهب التي انطلقت منها إلى أوروبا.

المنتخب المغربي صنع التاريخ في مونديال 2022 ومنح المنتخبات العربية والإفريقية وحتى الآسيوية الشجاعة التي كانت تفتقد إليها حتى تتقدم أكثر وتنافس الكبار وتتفوق عليهم. وإذا كان الحديث لا ينتهي عما قدمه أسود الأطلس فلا بد من التوقف عند أسطورة كرواتيا لوكا مودريتش، الذي قاد بلاده إلى وصافة المونديال 2018 وإلى المركز الثالث في 2022، إنجازان يلخصان مسيرة استثنائية للنجم الكرواتي الكبير الذي من الصعب أن يتكرر في المستقبل القريب.

آخر الكلام

مشهد الختام تصدرته رقصة التانجو التي كانت حاضرة في أمسية الختام بالتتويج بالنجمة المونديالية الثالثة، أما فرنسا فقد خسرت اللقب لأنها كانت غائبة حتى الدقيقة 80 في النهائي، واستحق المنتخب المغربي نجومية مونديال 2022 عن جدارة واستحقاق.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3wt4ds3b

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"