تحقيق: آية الديب
تزامناً مع بدء إجازة الشتاء لطلبة المدارس التي تتواصل من 12 من ديسمبر، حتى الأول من يناير 2023، وعلى الرغم من أن الأنشطة المدرسية وتعزيزها يزيد انتماء طلاب للمدارس وتعلقهم بها، فإن الكثير من مدارس أبوظبي الخاصة لم تنفّذ أنشطة طلابية خلال إجازة الشتاء يستغل الطلاب فيها أوقات فراغهم. ورصدت «الخليج» شكاوى أولياء أمور طلاب مدارس خاصة، أكدوا فيها أن مدارس أبنائهم في السابق كانت تنظم للطلاب أنشطة مدرسية خلال إجازة الشتاء، لكن مدارس أبنائهم خلال الإجازة الحالية لم تنفذ أنشطة للطلاب صفّية أو لا صفية أو داخل المدرسة أو خارجها، وهو ما اضطر بعض أولياء الأمور إلى إشراك أبنائهم في مخيمات شتوية تنظمها مراكز تعليمية.
للوقوف على هذه الشكاوى تواصلت «الخليج» مع عدد من إدارات المدارس الخاصة في أبوظبي التي أكدت توقف الأنشطة المدرسية مؤقتاً، تزامناً مع إجازة الشتاء، حيث اكتفت مدارس بإبلاغ أولياء الأمور بأهمّ الفعاليات والمهرجانات في أبوظبي التي يمكن للأبناء المشاركة فيها، بينما أكدت مدارس أخرى أنها تنظم أنشطة عن بُعد. وأشارت مدارس إلى أن مرافقها التعليمية متاحة للطلاب.
مخيم مدفوع
وقالت هدى مصطفى، ولية أمر: «كنت أتطلع إلى مشاركة طفلي في أنشطة ترفيهية طلابية تابعة لمدرسته، لكن المدرسة لم تنظم أنشطة خلال الإجازة. وحرصاً على الاستفادة من وقت فراغه، في أنشطة إن لم تكن تعليمية، فيمكن أن تنمّي مهاراته المختلفة، فبحثت عن المراكز التي تستضيف الأطفال في مخيمات شتوية، واشتركت لطفلي في مخيم تابع لأحد المراكز مقابل 500 درهم لمدة 3 أسابيع».
وأضافت: «كان من الأفضل لديّ أن يتلقى طفلي هذه الأنشطة المهارية والترفيهية في حرم مدرسته، وإن كان ذلك مقابل رسوم أيضاً؛ لأن مدرسته ومعلميه بيئة مألوفة له، ويمكنه الانسجام فيها بسهولة، فضلاً عن أن معلميه يتعاملون معه منذ أشهر، ويعرفون نقاط قوته وضعفه».
دعوة فقط
وأكدت سارة عبد العزيز، أن ابنها كان يتلقى في مدرسته قبل 3 سنوات، أنشطة ترفيهية ومهارية، ويشترك في مسابقات خلال إجازة الشتاء، لكن العام الحالي لم تُخطرها المدرسة أو تدعوها إلى المشاركة في أي أنشطة مدرسية؛ بل دعتها وحثتها على اصطحاب طفلها إلى عدد من الفعاليات المناسبة لعمره والمقامة في أبوظبي.
الأم العاملة
وأشارت ياسمين أحمد، إلى أن تنظيم مدرسة طفلتها كان سيمثل منفذاً لها ومخرجاً تقضي ابنتها وقتها فيه خلال عملها، حيث تعمل في إحدى شركات القطاع الخاص، ويتواصل عملها بشكل طبيعي خلال إجازات المدارس المختلفة.
وبتواصل «الخليج» مع عدد من إدارات المدارس، رفض مسؤولون في مدرستين المشاركة والإجابة عن تساؤلات «الخليج»، حيث أشارت مديرة المدرسة الأولى إلى أنهم لا ينظمون أنشطة للطلاب سوى نشاط رياضي واحد، بينما أكدت مسؤولة الأنشطة في المدرسة الأخرى أنها اكتفت بإبلاغ عدد من أولياء الأمور بعدد من الفعاليات المقامة في أبوظبي، ويمكن لأبنائهم المشاركة فيها، بينما استجابت مدارس أخرى.
توقف مؤقت
وقالت أحلام أبوراضي، نائبة مدير مجموعة مدارس خاصة في أبوظبي: «بدأنا الأنشطة المدرسية تزامناً مع انطلاق العام الدراسي، حيث نظمنا أنشطة تهتم بالقراءة والموسيقى والفن، وركزت أنشطة أخرى على الروبوتات والدراما وغيرها، وتوقفت الأنشطة مؤقتاً خلال الأسبوع الأخير من نوفمبر الماضي، على أن تستأنف في مطلع يناير المقبل، تزامناً مع بدء الفصل الدراسي الثاني».
استثمار العطلة
وقال محمد نظيف: «تشجيع أولياء الأمور وتوجيههم لاستثمار عطلة الشتاء، من مهام المدارس ومن مستجدات العملية التعليمية، حيث إن ترك الطلاب دون أي دعم أو مراقبة أو متابعة أو توجيه أثناء العطلة، يؤثر في سرعة عودة الطالب نفسياً ومعنوياً إلى المدرسة، ويدفع الكثير من الطلاب إلى قضاء كثير من أوقاتهم أمام أجهزة الهواتف والأجهزة اللوحية، وضياع الوقت في أمور من دون جدوى».
أنشطة متنوعة
وقال علي محمود عرفة، مدير مدرسة خاصة: «تتميز الأنشطة الطلابية التي ننفذها بالتنوع، حيث تكون لدينا خطة أنشطة مدرسية سنوية، يوزّع تنفيذها على الفصول الدراسية الثلاثة، إلا أن إجازة الطلاب حالياً ننفذ فيها أنشطة للطلاب عن بُعد استناداً إلى أن المدرسة ومبانيها تخضع لعمليات صيانة».
