عادي

لغة الحرف العصي

23:18 مساء
قراءة دقيقتين

بقلم: نورة الخيال

اللغة العربية.. كلمة الله، (وَكَلِمَهُ اللهَِّ هِيَ الْعُلْيَا)، وبذلك العلو فإننا نجزم بأنها الهوية والانتماء لكل عربي.. فهي تميزه؛ إذ إنه ينتمي للغة العربية، التي كانت وما زالت من أقدم لغات العالم، والتي استندت عليها كثير من الحضارات، التي تميزت بثقافات وديانات وعلوم شتى، وعليه نستطيع أن نقول بأنها لغة الحياة.. أي أنها هي اللغة الحية، التي تتطور مع الزمن، وتعاصر بمفاهيمها ومعانيها تفاعل الحاضر وتجدد المستقبل.

تقول اللغة العربية عن نفسها في قصيدة لحافظ إبراهيم: «أنا البحْرُ في أحشائِهِ الدرُ كامنٌ... فهلْ سألوا الغواصَّ عنْ صدفاتِي».. إن للغة العربية أسساً وقواعد وتراكيب، كالحقيقة، والمجاز، والاستعارة، والكناية، والتشبيه، وهذا دليل على نقاوة اللغة وفصاحتها ووضوحها.. ولن يتمكن أحد من الوصول إلى استخراج مكامن جمالها ومعرفة أسرارها.. إلا الذي يتعمق في بحرها الواسع.. وإننا حين جزمنا بأنها الهوية وجب علينا تعلمها والحفاظ عليها، وصونها من الخلطة والتشابك والضعف.. فقد غلب على اللغة الصحيحة تأثرها باللغة العامية أولاً، ومن ثم اللغات الأخرى، كما أصبح جلّ اهتمام العرب في دراسة اللغات الأجنبية الأخرى وإهمال لغتهم، مما أدى إلى اتهام البعض باهتزاز أركان الخصائص العربية اللغوية، وهوان مفرداتها، واندثار صيتها المعهود.. ولا ضير، إذ لم تكن أهدافهم في دراسة تلك اللغات إلا الاستزادة في العلم لمجاراة العصر والانفتاح المعرفي والثقافي والتواصل مع شعوب العالم في كافة ميادينه.

وإن كان ثمة تقصير في الاهتمام باللغة العربية، فذلك يرجع إلى العولمة والغزو الفكري، ولكن لا يصل ذلك الإهمال إلى حد اندثار وضياع اللغة، كما يزعم البعض.

‏قال المستشرق الفرنسي رينان: «من أغرب المدهِشات أن تنبت تلك اللغة القومية، وتصل إلى درجة الكمال وسط الصحارى، عند أمة من الرُحّل، تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرة مفرداتها، ودقة معانيها، حسب نظام مبانيها، ولا نكادُ نعلم من شأنها إلا فتوحاتها وانتصاراتها التي لا تُبارى، ولا نعرف شبيهاً بهذه اللغة، التي ظهرت للباحثين كاملة من غير تدرج، وبقيت حافظة لكيانها من كل شائبة».

يحق علينا جميعاً أن نكتب شيئاً بسيطاً يسيراً في فضل لغتنا العربية وأهميتها، احتفالاً بيوم اللغة العربية العالمي، والذي يصادف الـ 18 من ديسمبر/كانون الأول من كل عام؛ حيث أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1973 قراراً يقرّ بموجبه إدخالها ضمن اللغات الرسمية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4unz3nby

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"