دعم الروّاد

الدعم الحكومي لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، يشكل محطة مهمة للبدء بالمشروع التجاري، والاستمرار فيه، والدعم لا نقصد به المالي فقط؛ بل المستمر، المتمثل بالإرشاد والتوجيه والورش، ومنحهم الأولوية في العقود والمشتريات، فضلاً عن دعمهم للمشاركة في المعارض المحلية والخارجية، وهذا ما تقدمه «مؤسسة الشارقة لدعم المشاريع الريادية» (روّاد) للمقبلين على المشاريع التجارية.
جهود كبيرة يبذلها فريق «روّاد» لدعم أصحاب المشاريع التجارية، وخدمات متنوعة يقدمها لهم، تسهّل عليهم تجاوز التحديات، فقد اعتمدت لجنة تمويل المشاريع بالمؤسسة، قرارات تمويل جديدة، بقيمة تتجاوز 1.8 مليون درهم، لدعم مشاريع ناشئة لروّاد الأعمال المواطنين بالإمارة وتطويرها، لترتفع القيمة الإجمالية للتمويلات خلال عام 2022 إلى 3 ملايين و817 ألف درهم؛ وذلك الدعم لا يتوقف؛ حيث تستمر المؤسسة في تقديم ورش تدريبية للمنتسبين إليها، ودعمهم عبر تشجيعهم بالمشاركة في المعارض المحلية. 
إقبال الشباب على دخول عالم الأعمال، وبدء مشاريعهم التجارية الصغيرة، يشكلان قفزة نوعية لخدمة الاقتصاد الوطني للدولة، وفرصة للاستثمار والاستقلالية، وخلق فرص ومصادر دخل أخرى. 
التجارة الإلكترونية تحتل حيزاً كبيراً في السوق أخيراً، ومن الضروري تشجيع الشباب على الدخول في التجارة الإلكترونية، وتشجيعهم على طرح مشاريع جديدة، تفيد المستهلك والقطاع الحيوي الاقتصادي، والمشاريع الابتكارية الريادية. 
ولا يتم ذلك إلّا عبر تعليم الطلبة في المدارس والجامعات، وتعريفهم بأساسيات تعليمية واضحة لخوض التجارة الحرة، وتدريبهم منذ المراحل الأولى، وترويج منتجاتهم ضمن فعاليات محلية، ووضع أساسيات تتعلق بدعم هذه المشاريع، حتى ينخرط الشباب في ريادة الأعمال. 
تحديات كثيرة تواجه روّاد الأعمال، تتمثل في ارتفاع نسبة المخاطرة، وحجم المنافسة تغير عمّا كان عليه؛ فمع التطور التكنولوجي، أصبح عدد المنافسين أكبر، في ظل المنصات الرقمية الخاصة بالمشاريع التجارية، وأغلب الشباب يواجهون صعوبة في تسويق المشاريع، وفضاء التجارة الإلكترونية بحاجة إلى إتقان التسويق، وضخّ مال في أدوات التسويق، للوصول إلى أكبر شريحة من العملاء، فضلاً عن تحدّي التمويل، وإعطاء صاحب المشروع الفرصة لتسلّم العقود والمشتريات المتنوعة، والمنافسة بين الشركات الوطنية والأجنبية. 
توعية الشباب بأهمية البدء بخطوات سهلة، والاستثمار في مشروع تجاري صغير، يشكل مطلباً مهماً، وتعزيز تلك المفاهيم في جيل الصغار سيخلق شباباً متسلحين بثقافة العمل الحر، وقادرين على الاستثمار الأمثل في مرحلة شبابهم، والتوسع بمشاريعهم محلياً وعربياً وعالمياً.

[email protected]