عقلية المواطن

00:59 صباحا
قراءة دقيقتين

عام 2023 على الأبواب والثابت الوحيد هو أن التغيير لا مفر منه، وهي الحقيقة التي يحاول ملايين البشر حول العالم التعايش معها منذ فترة ليست بالقصيرة، فالسنوات الأربع الأخيرة التي مرت عجافاً في كثير من دول العالم، أثبتت أننا لم نكن مستعدين اقتصادياً واجتماعياً ولا حتى نفسياً، لاحتمالات عدم الاستقرار الوظيفي وتغير نماذج العمل، وتذبذب المداخيل وما قابلها من تضاعف الاحتياجات في مجالات الحياة الأساسية كالغذاء والصحة، فكيف أثر ذلك في نظرة الموظفين للعمل؟
أظهر استطلاع رأي حول سوق العمل الإماراتية أجرته «يوغوف وزيورخ سيرفي» في أكتوبر ٢٠٢٢، أن ٥٢٪ من أرباب العمل في الإمارات يواجهون تحدي فجوة المهارات، كما أن ٨٩٪ من الموظفين يغادرون إلى شركات أخرى في حال توفر مزايا أفضل، ما يعكس أننا نواجه حراكين أساسيين: الأول أن مهارات المستقبل تفرض نفسها بقوة على خيارات التوظيف وآلية استقطاب الكفاءات، والثاني أن تحولاً بدأ يظهر في ميزان القوى حيث تقوم الكفاءات بإملاء المزايا المطلوبة على الشركات، وهو أشبه بحرب المواهب التي أوجدت بيئة ديناميكية غير مسبوقة لإيصال أصوات الموظفين في ما يتعلق بما يحتاجون إليه لإنجاز مهامهم، وتحقيق التوازن بين حياتهم المهنية والشخصية.
في ظل أهمية استدامة القوى العاملة في القطاعات المختلفة، فإن خطط رفع مستوى المهارات إلى جانب تقدير الكفاءات والإنجازات تعتبر من العوامل الحاسمة لضمان الاستمرارية والتقدم المؤسسي والوظيفي، خاصة مع ما يلوح في الأفق من مؤشرات لتحديات اقتصادية عالمية مؤكدة ولا يمكن تجاهل تأثيراتها، ورغم أن الاستطلاع يشير إلى أن ٨٢٪ من الشركات تعتقد أنها توفر فرصاً تطويرية كافية، إلا أن ثلث الموظفين المشاركين في الدراسة يرون أن هناك افتقاراً لهذا العنصر، و٥٣٪ يؤكدون عدم رضاهم عن الوضع الحالي، أما بعض النقاط اللافتة للنظر في احتياجات الموظفين، فهي تتمثل في عنصر «المبادرة الاجتماعية» وما يرتبط بها من قضايا مثل: التصدي لتغير المناخ والحد من النفايات والعمل المرن.
علينا أن ندرك أن سوق العمل الإماراتية ناضجة ومصدرة لآلاف الفرص، الأمر الذي حولها إلى قبلة جاذبة لأصحاب المواهب من كل أنحاء العالم، ورغم ذلك فقد كشف هذا المسح عن عدم تطابق بين تعريف أصحاب العمل للمزايا وما يراه الموظفون مهماً بالنسبة لهم، أما السؤال فهو: كيف تستفيد المؤسسات والشركات المختلفة من هذه الفرص اللامتناهية لتنمية المواهب الإماراتية والحد من تسربها؟ وإلى متى تقوم بعض المؤسسات بهدر هذا المورد البشري الثمين بسبب ممارسات تعطيل القدرات، والحرمان من فرصة المشاركة الحقيقية في مسيرة هذا الوطن بدعوى أن عقلية المواطن لا تصلح لمواكبة المستقبل؟

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n622jrs

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"