عادي
قمة «بغداد 2» تطالب ببناء شراكات سياسية واقتصادية وأمنية موسعة

إجماع على دعم العراق وحل خلافات الإقليم بالحوار

01:57 صباحا
قراءة 4 دقائق

عمّان: «الخليج»، وكالات

جددت «قمة بغداد للتعاون والشراكة 2»، أمس الثلاثاء، دعمها للعراق، ودعت إلى قيام شراكات سياسية واقتصادية وأمنية موسعة وأكثر انفتاحاً مع العراق، وانتهاج الحوار لحل الخلافات الإقليمية، فيما أعلن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي عقد النسخة الثالثة في مصر العام المقبل.

أكد البيان الختامي للقمة، استمرار العمل للبناء على مخرجات الدورة الأولى والمضي في التعاون مع العراق دعماً لأمنه واستقراره وسيادته ومسيرته الديمقراطية وعمليته الدستورية وجهوده، لتكريس الحوار سبيلاً لحل الخلافات الإقليمية والوقوف إلى جانب العراق في مواجهة جميع التحديات، بما ذلك تحدي الإرهاب «الذي حقق العراق نصراً تاريخياً عليه بتضحيات كبيرة وبتعاون دولي وإقليمي» مع تجديد إدانة المشاركين التطرف والإرهاب بكل أشكاله. وجدد المشاركون دعمهم للعراق في جهوده ترسيخ دولة الدستور والقانون وتعزيز الحوكمة وبناء المؤسسات القادرة على مواصلة التقدم وإعادة الإعمار وحماية مقدراته وتلبية طموحات شعبه، وتحقيق التنمية الشاملة والعمل على بناء التكامل الاقتصادي والتعاون معه في قطاعات عدة تشمل الطاقة والمياه والربط الكهربائي والأمن الغذائي والصحي والنقل ومشاريع البنية التحتية وحماية المناخ.

وأكد المشاركون في هذا السياق أهمية آلية التعاون الثلاثي بين الأردن ومصر والعراق، والمشاريع الاقتصادية التي اتفق عليها في سياقها، بما في ذلك مشاريع الربط الكهربائي بينها، كما أكدوا أهمية مشاريع التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي والعراق وخصوصاً في مجالات الربط الكهربائي والنقل وغيرها من المشاريع الإقليمية التي تسهم في تحقيق التكامل الاقتصادي والتنمية وبناء الجسور مع الأسواق العالمية، وبما ينعكس إيجاباً على المنطقة برمتها. وشدد المشاركون على أن انعقاد هذا المؤتمر في دورته الثانية يعكس الحرص على دعم دور العراق المركزي في توسعة التعاون الاقتصادي الإقليمي وفي بناء الجسور وتعزيز الحوار الإقليمي، ما يسهم في جهود إنهاء التوترات وبناء علاقات إقليمية بناءة تحقق النفع المشترك. وأكدوا أن تحقيق التنمية الاقتصادية ونجاح مشاريع التعاون الإقليمي يتطلبان علاقات إقليمية بناءة قائمة على مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام القانون الدولي واعتماد الحوار سبيلاً لحل الخلافات وعلى التعاون في تكريس الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب وتحقيق الرخاء.

دور بغداد المحوري

وكان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني قد افتتح القمة، في مركز الحسين بن طلال بمنطقة البحر الميت جنوب غربي عمّان بمشاركة قادة وممثلو دول ومنظمات عربية ودولية. وأكد الملك عبدالله بحضور قادة وممثلي 11 دولة إلى جانب منظمات عربية وإقليمية ودولية ووزراء وسفراء أن استضافة الأردن للحدث تعكس المكانة الخاصة للعراق، لافتاً إلى دور بغداد المحوري في المنطقة وتقريب وجهات النظر لتعزيز التعاون الإقليمي.

وشدد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على أن حكومته تتبنى نهجاً منفتحاً يهدف لبناء شراكات إقليمية ودولية مبنية على المصالح المشتركة، بما في ذلك إنشاء المشاريع الاستراتيجية التكاملية لربط العراق مع محيطه الإقليمي. وأشار السوداني إلى أولوية مكافحة الفساد المالي والإداري على الصعيد الداخلي، لافتاً إلى أن حكومته طلبت من «الدول الشقيقة والصديقة مساعدتنا في استرداد أموال العراق المنهوبة والمهربة وتسليم المطلوبين الذين يتخذون من هذه الدول محل إقامة لهم».

ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، العراق إلى اتباع مسار آخر بعيد «عن نموذج يُملى من الخارج». وقال «أريد أن أؤكد لكم تمسك فرنسا عبر تاريخها وعملها الدبلوماسي... باستقرار المنطقة»، داعياً إلى اتباع «مسار بعيد عن أشكال الهيمنة والإمبريالية، وعن نموذج يُملى من الخارج».

تفعيل المشاريع المشتركة

وتحدث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عن «تحسن ملحوظ للأوضاع في العراق»، مؤكداً رفض مصر الكامل لأي تدخل في شؤون العراق مقابل دعم جميع الجهود لترسيخ أمنه الداخلي.

وأكد رئيس الوزراء الكويتي أحمد نواف الأحمد الصباح مساعي الدول العربية لاستعادة دور العراق الفاعل في المنطقة ودعمه في المجالات كافة. وقال «إن أمن الكويت والعراق لا يتجزأ وفي اتفاقية الربط الكهربائي مع العراق مثال للسعي إلى استعادة دوره وأهميته».

وأكد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان دعم بلاده للعراق في مواجهة التحديات واستعادة مكانته التاريخية، معرباً عن رغبة بلاده في استمرار مسيرة التعاون مع العراق وفتح آفاق جديدة ودعم تفعيل مشاريع الربط الكهربائي ومسيرة العراق الاقتصادية والتنموية ورفض أي اعتداء على أي شبر من أرض العراق.

وأكد وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني الحرص على تعزيز التعاون والشراكة الدولية مع العراق والمحافظة على أمنه واستقراره وسيادته ووحدة وسلامة أراضيه لاستعادة دوره المحوري كقوة فاعلة وإيجابية في محيطه العربي والإقليمي والدولي.

وقال أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربي نايف الحجرف «إن المجلس يولي اهتماماً كبيراً بتعزيز العلاقة مع العراق من خلال السعي لبناء شراكة استراتيجية بالعلاقات كافة». وأكد الحجرف أن تعزيز العلاقة يأتي انطلاقاً من العلاقات الراسخة المرتكزة على الجوار الجغرافي والدين واللغة وتعززها وشائج القربى والتاريخ المشترك.

التعاون الإقليمي

وقال وزير الخارجية الإيراني أمير عبداللهيان «إن الحوار والتعاون بين دول الإقليم ليس خياراً، بل هو ضرورة ملحة، وإن استقرار وهدوء إيران يرتبط باستقرار وأمن المنطقة بأسرها». وأضاف«إن سياسة إيران الثابتة هي تجنب الحرب والعمل على استعادة الأمن والاستقرار ومنذ بدء حكومة إيران الجديدة عملها طوّرت علاقتها مع الدول المجاورة ومنها العراق».

وأعلن نائب رئيس المفوضية الأوروبية الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل خلال «مؤتمر بغداد 2» عن التخطيط لاجتماع دعم على المستوى الوزاري بين الاتحاد الأوروبي والعراق. وقال «إن الاتحاد صديق حقيقي للعراق ومستعد لدعمه للقيام بالإصلاحات الشاملة». وأضاف «إن العراق الديمقراطي والآمن والمزدهر أساسي للمنطقة وأوروبا والعالم أجمع». وشدد على أنه «لا يمكن أن يكون العراق ساحة معركة بالوكالة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/26vhs88u

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"