حوار: مها عادل
صاحب الحلم وصدَّقه، اتبع شغفه، واتخذ من الصعود مساراً لحياته، إنه المغامر، ومتسلق الجبال الأردني، مصطفى سلامة (52 عاماً) الذي نجح في تسلق أعلى قمم العالم، وخاض الكثير من المغامرات في القطب الشمالي والجنوبي، واتخذ من شغفه بالمغامرة وسيلة فعالة لخدمة الإنسانية والتعبير عن القضايا المهمة، وحرص أن تكون رحلة صعوده نموذجاً يحتذى لكل الشباب العربي الباحث عن التميز والنجاح.
يقول مصطفى سلامة: «أنا من مواليد 1970 في الكويت، بعد حرب الخليج انتقلت مع أسرتي إلى الأردن، حيث أمضيت فترة في مخيم للاجئين وعملت في وظائف عدة، لأتمكن من إعالة والدتي وأسرتي أولها كانت بطفولتي كبائع حلوى بالمخيم، ثم أتممت دراستي بالأردن في مجال الفندقة، ثم جاءتني فرصة للعمل في بيت السفير الأردني بلندن كمساعد بالمطبخ والضيافة، ثم عملت سبع سنوات في غسل الصحون وأشغال متنوعة من هذا القبيل بأماكن متفرقة بعاصمة الضباب، وكنت أرسل نصف راتبي لإعانة أسرتي، وكان هدفي هو ضرورة النجاح لأستطيع مساعدة عائلتي، وعندما نجحت في ادخار نقود تكفي للدراسة، التحقت بجامعة في اسكتلندا، حيث حصلت على بكالوريوس الفندقة الدولية، وانضممت لفريق شيراتون هناك، وتدرجت في المناصب حتى وصلت إلى منصب مدير الأغذية والمشروبات لتتغير حياتي بعدها وتتوجه إلى طريق مختلف.
قمة إيفرست
عن سبب اختياره تسلق الجبال، يقول: «بدأ الموضوع بحلم رأيته، ورأيتني أقف على قمة إيفرست، وأرفع الأذان هناك، واستيقظت، كان هذا عام 1994، حينها لم يكن لديّ أي خبرة بالتسلق، ولم أكن حتى أتمتع باللياقة البدنية اللازمة لهذه المهمة، وكان عمري 34 سنة، لكنني من وقتها أصبح هذا هو هدفي وطموحي في الحياة، وقررت تغيير أسلوب حياتي تماماً، فقد توقفت عن التدخين تماماً بعد أن كنت أدخن بكثافة وبدأت أمارس الرياضة، وأطور مهاراتي البدنية، ولياقتي، وقررت أن أغير ما بنفسي من نقص حتى يعينني الله على تحقيق هدفي، وبالفعل غيرت حياتي تماماً، واستعدت لياقتي، وبدأ مشواري في التسلق منذ عام 2004، ونجحت في تسلق أعلى قمة في كل قارة بالعالم ومشيت القطبين الجنوبي والشمالي على مدار الأعوام الماضية حتى تم تصنيفي كواحد من 16 شخصاً بالعالم ينجحون في القيام بهذه التحديات».
وعن أهم المبادرات الإنسانية التي تبناها يقول: «قمت بمبادرة عام 2012 بعنوان (من أخفض نقطة لأعلى نقطة من أجل السرطان)، ونظمت رحلات على متنها مشاهير ورجال أعمال لدعم مرض السرطان بالأردن والعالم العربي.
