عادي

بيت الشعر يحتفي بلغة المجاز

00:27 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد البريكي يتوسط حضور الأمسية

الشارقة: «الخليج»
نظَّم بيت الشعر في الشارقة، أمسية احتفاء باليوم العالمي للغة العربية، أحياها الشعراء: د. حسين الرفاعي من الإمارات، وفاء جعبور من الأردن، حسن المطروشي من سلطنة عمان، و د. أسامة تاج السر من السودان، بحضور مدير البيت محمد عبدالله البريكي.
قدم الأمسية الشاعر عبدالله الهدية، الذي حيا الحضور، وأشاد بجهود البيت وانتظام برنامجه السنوي المواكب لأهم المناسبات والمتمثلة فـي الـــيوم الوطني، يوم الشعـــر العالمي ويوم اللغة العربية وغيرها، مشيراً إلى احتفاء البيت الدائم باللغة العربية عبر ما يقوم به من جهود تعنى بالشعر الفصيح وأهله، كما هنأ بفوز بيت الشعر بالشارقة بجائزة الأمير عبدالله الفيصل في دورتها الرابعة عن أفضل مشروع لخدمة الشعر العربي.
تغنى الشعراء بجمال اللغة العربية، لغة القرآن ومعين البلاغة الذي لا ينضب، حيث تنوعت اشتغالاتهم بين الإشادة بجماليات اللغة وكنوزها الأدبية، وبيان أهمية دورها في إثراء الشعر، حارسها الأمين، وفي الحفاظ على الهوية العربية، إضافة للدفاع عنها، حبا فيها واعتزازا بها. حلقت فيها قصائدهم بأجنحة الخيال واللغة العالية.
افتتح القراءات حسين الرفاعي الذي أشاد بخلود واخضرار شجرة اللغة عبر العصور، وجزيل عطائها، وعمق جذورها الذي زاده ارتباطها بالقرآن رسوخاً ومجداً، يقول فيها:
تَمُــــرُّ بِــهَـــــا الْأَحْــــقَـــــابُ وَهـْــيَ أَبِـيَّــــةٌ
وَيَبْقَـى طَـوَالَ الدَّهْـرِ يُـوْرِقُ عُوْدُهـَا
أَيَــا مَـنْ لُــغَـــاتُ الْعَـــالَمِـيْنَ عَــنَـتْ لَـهَــــا
ويا مَنْ مِنِ (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) عِيْدُهَا
وَيَا مَنْ إِذَا أَعْطَتْ أَفَاضَتْ وَأَدْهَشَتْ
وَيَـا مَـنْ إِذَا أَلْقَـتْ أَصَـابَ سَـدِيْـدُهَــا
وفاء جعبور التي ابتدأت قراءتها بالشدو للغة العربية، بلسان الأنثى/ القصيدة التي تدلل اللغة وتؤنسها ملبسة عباراتها أرق أثواب المجاز، جاء فيها:
لغةٌ تلـمّ الشمـلَ لو عصفـت بنـا
ريــــح التّــفـــــرّقِ والـغـــيــابِ المــوجِـــعِ
فـــبــأي آلاء الكــــلامِ سنـحــتـفـــي
جئناكِ عطشى في الهوى لا ندّعي
يامن على أرض القصيدِ تضمـنا
اليـوم عـيـدك يا حبيبـــة فاسطعــي
أسامة تاج السر حدق في مرايا اللغة، وأبصر هويته وانتماءه، وملامح حضارة وتاريخٍ أورثاه العلم والحكمة، يقول:
لغتي مرايايَ انعكاسُ هُويتي
وكــــأنّ أخيلتي غصـــونُ المــــاءِ
رتّقــتُ ثـوبـي بالفــنونِ جميعِهــا
وخُصِصتُ من كُلّ الورى بِرَوائي
كلُّ الحضارات القديمة في يدي
وحـدي ورثـتُ حضــارة القـدمــاءِ
حسن المطروشي شدا للغة، أنثى الضياء، أمه التي لقنته الحكمة، وأنارت طريقه، ليصبح قدوة تُتَّبع، يقول:
أمّي الفصيحــةُ والبليغـةُ بِاسْمِهـا
لُــقِّـــنْـــتُ طفــلاً حكمــةَ الأشــياءِ
مَـلِكٌ أنـــا فـي عَـــرْشِــهـــا ومُــتَــوَّجٌ
بـالـكـــبـريـاءِ، أُطِــلُّ مِـنْ عَلـيـائـي
أنا مُذْ حَمَلْتُ الضادَ قنديلَ المدى
أمضي ويمضي الآخرون ورائي
وفي الختام كرَّم محمد عبدالله البريكي الشعراء المشاركين ومقدم الأمسية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4rh858m5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"