عادي
واحة لتغذية العقل والروح

«بيت الحكمة» رحلة ثرية إلى المستقبل

19:27 مساء
قراءة 4 دقائق
بيت الحكمة
بيت الحكمة
بيت الحكمة
بيت الحكمة
بيت الحكمة
بيت الحكمة
بيت الحكمة
بيت الحكمة من الخارج
بيت الحكمة
بيت الحكمة
  • متنفس أسري ثري للمعرفة والمتعة في ظل حضارتنا العريقة
  • 355 كتاباً ورقياً وإلكترونياً في الآداب والفنون والمعارف

الشارقة: مها عادل

تمثل مكتبة «بيت الحكمة» في الشارقة، صرحاً ثقافياً وتنويرياً مبتكراً واستثنائياً بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فإلى جانب ما يزخر به المبنى من كنوز معرفية وكتب ومؤلفات قيّمة، فإنه يعد واحة رائدة للاسترخاء والاستمتاع وتغذية العقل والروح، فهذا المبنى الرائد في المنطقة، تتجسد فيه كل الرؤى والطموحات المستقبلية، لما يجب أن تتمتع به المكتبات والصروح الثقافية من إمكانات ومواصفات لتكون قادرة على جذب اهتمام وكسب ولاء الزوار من كل الأعمار والجنسيات، لضمان نشر الثقافة والوعي بين كل فئات المجتمع، ما يسهم في دفع عجلة التقدم والازدهار للبلاد.

يقع «بيت الحكمة» على مساحة 12 ألف متر مربع، وشيّد احتفاء باختيار منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) للشارقة عاصمة عالمية للكتاب لعام 2019، ونجح على مدى السنوات القليلة الماضية في ترسيخ مكانته مركزاً للمبدعين والمبتكرين وطلاب العلم والمعرفة، من خلال توفير منظومة خدمات وبيئة اطلاع، تجعل منه مجتمعاً معرفياً متكاملاً يقدم فرصاً فريدة للتعلم واكتساب المعارف المتنوعة.

ويوفر 355 كتاباً ورقياً وإلكترونياً، في مختلف مجالات الآداب والفنون والمعارف، بما فيها كتب الأطفال، ويمكن الوصول إليها من خلال محطات الخدمة الذاتية الرقمية التفاعلية، إضافة إلى مساحات لتعزيز المهارات الإبداعية والابتكار، ورفع الوعي الاجتماعي والثقافي والفكري، وإثراء التجربة المتكاملة للزوار من كل الأعمار، ما يجعله متنفساً راقياً وممتعاً ومفيداً لكل أفراد الأسرة.

يجمع مبنى بيت الحكمة بين أرجائه، كل عناصر المتعة والجمال والهدوء والراحة، بداية من أساليب توزيع الإضاءة الطبيعية فيه، إلى توفير المساحات الشاسعة المخصصة للقراءة والتركيز والتأمل، وصولاً إلى تصميمه الهندسي المبتكر الذي يمزج بين جماليات العمارة العربية العريقة والهندسة المعاصرة، وتوفير المساحات الخارجية الممتدة من الخضرة ونوافير المياه التي توفر بيئة محفزة على الاسترخاء والهدوء النفسي والمتعة الفكرية والبصرية.

يستقبل المبنى الأنيق زواره بمشهد مهيب لنصب «المخطوطة» التذكاري الذي يبلغ ارتفاعه 36 متراً، وصممه على شكل «شعلة»، النحات البريطاني جيري جودا، ليجسد تصوراً معاصراً للمخطوطة العربية القديمة.

ويتميز الفناء المركزي الداخلي المعروف باسم «ميدان الحكمة» بلوحة جمالية فريدة؛ حيث استوحى تصميمه من البيوت التقليدية في مدينة العين، التي تشمل حديقة كاملة داخل المنزل. وتزخر ساحة الميدان بالنباتات والأشجار، إلى جانب وجود ممرات مائية تتلألأ عليها أشعة الشمس التي تشع من السقف المفتوح، ما يوفر مشهداً ممتعاً ومبهراً للزوار، ليجدوا أنفسهم داخل جنة خضراء، تضفي إحساساً بالهدوء وتعكس جماليات المكان، وتتم الاستفادة من الإضاءة الطبيعية؛ حيث يتضمن تصميم المبنى الداخلي حديقة ذات سقف مفتوح؛ بحيث يسمح التصميم لأشعة الشمس بأن تضيء المبنى، ما يقلل من الاعتماد على الطاقة الصناعية، للحصول على مصادر للضوء.

ويضم المبنى 15 قاعة وردهة يمكنها تلبية احتياجات الزوار، تشمل «صالة ابن دريد» التي سميت باسم أحد أبرز الشعراء واللغويين في التاريخ العربي، و«قاعة الرشيد» للمؤتمرات المجهزة بأحدث الوسائل الصوتية والبصرية، و«معرض الخوارزمي» وهو المساحة المخصصة لاستضافة العديد من المعارض والفعاليات الفنية التي تقام في المكان. ويكرس هذا المبنى الرائد إحياء لتراث مكتبات العراق التي تعرضت لخسارة ثقافية فادحة في فترة الحرب والغزو التتري.

القارئ الصغير

من أبرز المساحات التي يحتضنها بيت الحكمة، ساحة «القارئ الصغير» المخصصة لتعليم الأطفال وترفيههم من خلال الكتب والألعاب وورش العمل المعنية بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والأنشطة العملية الأخرى التي تتم في بيئة آمنة وممتعة، ما يرسي دعائم الثقافة وحب القراءة والمعرفة في نفوس وعقول الأجيال القادمة، وتسهيل مهمة الأهل في تحفيز أبنائهم على القراءة وقضاء وقت فراغهم فيما يفيد.

ويمكن للزوار مشاركة أبنائهم متعة تمضية هذا الوقت بالقراءة والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الساحرة ومساحات الحدائق الشاسعة المحيطة بالمكان التي تمنحهم فرصة للتنزه في الهواء الطلق في بيئة آمنة تزخر بالحدائق التي تضم 331 شجرة، ونوافير مائية، وهي أجواء قد تغير مزاجك وتجذبك في جولة استثنائية بين رفوف تضم أكثر من 300 ألف عنوان في مختلف التخصصات منها 11 بلغات مختلفة، و105 آلاف كتاب ورقي ونحو 250 ألف كتاب إلكتروني.

كما يهتم مبنى هذه المنارة الثقافية بتوفير مساحة للأطفال، وهناك حرص كبير على توفير مساحة مخصصة للسيدات بعنوان «ديوان السيدات»؛ حيث تتضمن أقسام «بيت الحكمة» مساحة خاصة للسيدات اللاتي يرغبن في الخصوصية، للاستمتاع بالقراءة في الأجواء المريحة.

ومن أقسام بيت الحكمة البارزة أيضاً، «مختبر الجزري» المخصص لخدمة أصحاب المواهب الإبداعية الذين يمتلكون أفكاراً مبتكرة، وهو مختبر مجهز بأحدث التقنيات، ويشتمل على أحدث الطابعات ثلاثية الأبعاد، وقواطع الليزر، وآلات التحكم الرقمي للمساعدة في تطوير مهارات حل المشكلات والعمل ضمن فريق.

«إسبريسو الكتب»

من الخدمات المبتكرة التي يقدمها هذا المركز الثقافي الرائد، «إسبريسو الكتب» التي يمكن للمبدع الذي انتهى من تأليف كتابه الأول استخدام مميزاتها الحديثة؛ حيث يمكن له من خلال هذه الخدمة رؤية عمله على شكل كتاب مطبوع، وتمتاز محطة الخدمة الذاتية بقدرتها على طباعة وتغليف الكتب بسرعة قياسية لا تتجاوز 5 دقائق، ما يتيح للزائرين إمكانية طباعة أي كتاب من رفوف بيت الحكمة والاحتفاظ به لأنفسهم.

ويتسنى لزوار المكتبة، السير في الحدائق المنسقة، والاستمتاع بالبيئة الطبيعية لمئات الأشجار التي تنتمي إلى أنواع مختلفة، تشمل أنواعاً محلية وأصيلة من بيئة الإمارات، ما يمنح شعوراً بالهدوء والسلام خلال التجول في محيط المكتبة والمركز الثقافي.

وبعد التنزه والقراءة واستكشاف المعارف، بإمكان الزوار تناول أفضل المأكولات من خلال الوصول إلى قائمة أشهر المطاعم العالمية، والاستمتاع بالمأكولات في المكان.

وبالفعل تعد زيارة بيت الحكمة رحلة إلى المستقبل تحت ظلال من حضارتنا العريقة، هذه المكتبة العصرية بشكلها المستقبلي الذي تتحرك فيه الروبوتات في الممرات تستند إلى ذاكرة وتاريخ ثقافة عميقة وكبيرة قدمتها الحضارة العربية للإنسانية في مختلف مجالات المعرفة والأدب والفن.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/48mbm2e8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"