يعد العام 2022، أحد أفضل الأعوام التي شهدتها أسواق المال الإماراتية، حيث سجلت التداولات ارتفاعات قياسية، فيما تتواصل الإدراجات والاكتتابات الجديدة التي تعزز من عمق سوقي أبوظبي ودبي الماليين، لتتجاوز القيمة السوقية للأسهم المدرجة في أسواق الإمارات حاجز ال 3 تريليونات درهم، للمرة الأولى في تاريخ أسواق الدولة.
وحقق سوق أبوظبي للأوراق المالية إنجازات كبرى، وكان طوال العام الأفضل أداء بين الأسواق العالمية، ووصل اليوم إلى مصاف الأسواق في المنطقة والعالم، متجاوزاً 10500 نقطة، وبرسملة سوقية 2.5 تريليون درهم.
ويستعد السوق لمرحلة جديدة من التطور والنمو، حيث يتوقع أكثر من 13 عملية طرح أوّلي جديدة قبل نهاية العام 2023. ولدى أبوظبي صندوق بقيمة خمسة مليارات درهم هدفه تعزيز الإدراج العام.
في يونيو/ حزيران 2022، تجاوزت القيمة السوقية لأسهم الشركات المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية عتبة التريليوني درهم لأول مرة في تاريخه. والسوق هو الثاني من حيث القيمة السوقية بين الأسواق المالية في منطقة الشرق الأوسط.
ويأتي ارتفاع القيمة السوقية للسوق بنسبة 25% في 2022 مدفوعاً بموجة الاكتتابات العامة وعمليات الإدراج التي شهدها مؤخراً، والتي شملت «موانئ أبوظبي» و«بروج» و«فيرتيغلوب» و«أدنوك للحفر»، و«ألفا ظبي»، و«ملتيبلاي»، و«بيانات»، وغيرها.
كل ذلك يأتي في إطار استراتيجية السوق ADX One الرامية إلى تعزيز سيولته عبر مبادرات متنوعة، ومنها تقديم حوافز للشركات الراغبة بالإدراج وخفض رسوم وعمولات التداول وطرح منتجات وخدمات مبتكرة.
سوق دبي
وفيما يخص سوق دبي المالي، الذي دشن مرحلة جديدة من التطور مع إدراج أسهم «ديوا»، ما دفع السوق إلى المركز الخامس عالمياً بعائدات الإدراجات، حيث وصلت قيمة الأسهم المدرجة في السوق إلى 572 مليار درهم، بعد اكتتاب هيئة كهرباء ومياه دبي (ديوا) في السوق.
ورحب سوق دبي المالي أيضاً بإدراج أسهم «سالك»، و«إمباور»، و«تيكوم»، و«تعليم»، في إطار الخطوات المتسارعة لتنفيذ استراتيجية تطوير الأسواق المالية في دبي، حيث جمعت الشركات أكثر من 34 مليار درهم، كما وصل إجمالي المبالغ المكتتبة إلى مستوى قياسي تجاوز 660 مليار درهم.
تماشياً مع رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ومتابعة سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، تمضي دبي بخطى ثابتة لتصبح مركزاً اقتصادياً عالمياً رائداً.
وأصبح سوق دبي المالي، بفضل التنفيذ السريع لبرنامج الخصخصة وإدراجات الشركات الحكومية والخاصة، واحداً من الأسواق المالية الأكثر نشاطاً على مستوى العالم من حيث عمليات الاكتتاب العام والإدراج الجديدة.
وأصبحت دبي اليوم مركزاً مالياً دولياً حافلاً بالفرص؛ حيث يستقطب اقتصادها المتنامي وأسواقها عالمية المستوى المستثمرين الأفراد والمؤسسات من داخل الدولة وخارجها.
وتجاوزت قاعدة المستثمرين في سوق دبي المالي حاجز المليون مستثمر للمرة الأولى بنهاية سبتمبر 2022. وازداد عدد المستثمرين الجدد 41 ضعفاً ليصل إلى 155,060 مستثمراً.
أرباح قوية
وقفزت أرباح 38 شركة وطنية مدرجة في أسواق الإمارات إلى 82.7 مليار درهم خلال تسعة شهور بنهاية سبتمبر/ أيلول 2022، مقارنة مع أرباح قدرها 53.3 مليار درهم في الفترة المقابلة من العام الماضي، بزيادة 55%، حصة البنوك منها 46.75%.
وارتفعت أرباح 13 بنكاً وطنياً مدرجاً في الأسواق إلى 38.67 مليار درهم في تسعة شهور، مقارنة مع أرباح بلغت 29 مليار درهم في الفترة ذاتها من عام 2021، بارتفاع 33.34%.
وعلى مستوى العام الماضي 2021، حققت 109 شركات مدرجة في أسواق الأسهم المحلية بما فيها الشركات الخاصة أرباحاً صافية مجمعة خلال عام 2021 تلامس 100 مليار درهم (98.4 مليار درهم)، مقارنة مع أرباح بنحو 54.2 مليار درهم خلال عام 2020، بنمو قوي بلغ 81.5%.
واستحوذت 10 شركات مدرجة على 71.4% من إجمالي الأرباح المجمعة خلال عام 2021، أي بما يعادل 70.24 مليار درهم تقريباً، حيث تصدر «أبوظبي الأول» قائمة الشركات الأكثر ربحية بين الشركات المدرجة في الأسواق على مستوى دولة الإمارات، ثم «العالمية القابضة»، ثم «اتصالات»، ثم «الإمارات دبي الوطني»، ثم «طاقة»، ثم «أبوظبي التجاري»، ثم «ألفا ظبي»، ثم «دبي الإسلامي»، ثم «إعمار العقارية»، ثم «إعمار للتطوير».
9 شهور من ذهب
وكان من أكبر الشركات تحقيقاً للأرباح في 9 شهور، «بنك أبوظبي الأول» بقيمة 10.9 مليار درهم، بارتفاع نسبته 19%، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، وبلغ العائد على السهم الأساسي 1.29 درهم.
بينما حلّقت أرباح شركة «ملتيبلاي» إلى 9.74 مليار درهم، تلتها أرباح بنك «الإمارات دبي الوطني» بقفزة 25%، إلى 9.1 مليار درهم، ما يجعلها تناهز مستوى الأرباح المعلن عنه لعام 2021 بأكمله. وارتفعت ربحية السهم بنسبة 28% لتصل إلى 138 فلساً، ما يشكّل زيادة أساسية بنسبة 63%.
كما أعلنت شركة «ألفا ظبي القابضة» تسجيل صافي ربح بلغ 9 مليارات درهم، بزيادة 150% على أساس سنوي، ارتفاعاً من 3.6 مليار درهم.
بدورها حققت مجموعة «إي آند»، أرباحاً صافية بلغت 7.3 مليار درهم، بارتفاع 2%، بينما بلغت الإيرادات الموحدة 39.3 مليار درهم.
وارتفع صافي أرباح بنك أبوظبي التجاري بنسبة 22% ليصل إلى 4.65 مليار درهم، كما ارتفع صافي الدخل من الفوائد بنسبة 10% ليصل إلى 7.27 مليار درهم، وارتفع الدخل من غير الفوائد بنسبة 13% ليصل إلى 2.66 مليار درهم.
كما حافظت «بروج» على أرباح قدرها 4.25 مليار درهم، على الرغم من تراجعها 5.5%. وسجل «دبي الإسلامي» نمواً قوياً 34% إلى 4.1 مليار درهم.
وسجل مصرف أبوظبي الإسلامي نمواً ب53% إلى 2.45 مليار درهم. وسجل بنك المشرق 2.6 مليار درهم، بينما ارتفع الدخل التشغيلي 24.3%.
وأعلنت مجموعة «الدار العقارية» تحقيق أرباح 2.13 مليار درهم بنمو 38%. وسجل بنك دبي التجاري أرباحاً صافية مقدارها 1.32 مليار درهم، مرتفعة 25.8%، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
