عادي

عذب الكلام

22:10 مساء
قراءة 3 دقائق
1

إعداد: فوّاز الشعّار

لُغتنا العربيةُ، يُسر لا عُسرَ فيها، تتميّز بجمالياتٍ لا حدودَ لها ومفرداتٍ عَذْبةٍ تُخاطب العقلَ والوجدانَ، لتُمتعَ القارئ والمستمعَ، تُحرّك الخيالَ لتحلّقَ بهِ في سَماءِ الفكر المفتوحة على فضاءات مُرصّعةٍ بِدُرَرِ الفِكر والمعرفة. وإيماناً من «الخليج» بدور اللغة العربية الرئيس، في بناء ذائقةٍ ثقافيةٍ رفيعةٍ، نَنْشرُ زاوية أسبوعية تضيءُ على بعضِ أسرارِ لغةِ الضّادِ السّاحِرةِ.

في رحاب أمّ اللغات

من جماليات البلاغة، قولُ ابن الرّوميّ:

أأسْماءُ أيُّ الواعدينَ تَرَيْنَهُ

أشدَّكُما مَطْلاً فإنّيَ لا أدْري

أأنْتِ بِنَيْلٍ مِنْك يُبْردُ غُلَّتي

أمِ النَّفْسُ بالسُّلْوانِ عَنْكِ وبالصَّبْرِ

تساءل واستغرب في البيت الأول، ثمّ أجابَ بالأسلوب نفسه في البيت الثاني.

وقولُ إبراهيم الصّولي:

وما لَبِسَ العُشّاقُ ثَوْباً مِنَ الهَوى

ولا بَدّلوا إلّا الثِّيابَ التي أُبْلي

وما شَرِبوا كَأساً مِنَ الحُبِّ مُرَّةً

ولا حُلْوةً إلّا وشُرْبُهمُ فَضْلي

فهو يقول إنّه مصدر ملهم لكل العشّاق.

دُرر النّظم والنّثر

يا غَزالاً

مَنْجَك اليوسُفي

(بحر الخفيف)

يا غَزالاً يَقِلُّ مِسْكاً فَتيقا

في فَمٍ يُخْجِلُ المُدامَ الرَّحيقا

قَدْ سَقاكَ الجَمالُ ماءَ نَعيمٍ

مُنْبِتٍ في الخُدودِ مِنْكَ شَقيقا

لا تَذَرْني فَدَتْك رُوحي فَريداً

أَشْتَكي غُرْبةً تُسيءُ الصَّديقا

أَنا أَسْعى وَفي سَلاسِلِ صَدْغَيْ

كَ فُؤادي فَاِرحَمْ أَسيراً طَليقا

جَرَحَتْ مُقْلَتاكَ عَقْلي لِهَذا

دُرُّ دَمْعي قَدِ اِسْتَحالَ عَقيقا

لَوْ ذَكَرْنا لَماكَ عِنْدَ حُضور الرّا

حِ باتَتْ فَلَمْ تَجِدْ مُسْتَفيقا

بِكَ أَرْواحُنا تُسَرُّ وتَرْتا

حُ فَتَخْتاركَ الرَّفيقَ الرَّفيقا

الصَّبوحَ الصَّبوحَ قَبْلَ مَشيبِ الحَ

ظّ مِنّا أَو الغُبوقَ الغُبوقا

نَجْتَني زَهْرَةَ الشَّبابِ ونَلْهو

حَيْثُ نَلْقى الأَشْواقَ رَوْضاً أَنيقا

بَيْنَ وَعْدٍ آمالُنا ووَعيدٍ

مِنْكَ تَسْتَنْظِرُ الكَذوبَ الصَّدوقا

من أسرار العربية

في تَفْصِيل أمْكِنَة النَّاسِ: المَحَلَةُ: مَكانُ الحُلُولِ. الثَّغْرُ: مَكانُ المَخَافَةِ. الموْسِمُ: سُوقُ الحَجِيجِ. المَدْرَسُ: دَرْسُ الكُتُبِ. المَحْفِل: اجْتِماعُ الرِّجالِ. النَّادِي والنَّدْوَةُ: اجْتِمَاعُ النَّاسِ للحدِيثِ والسَّمَرِ. المَصْطَبَةُ: اجتِمَاعُ الغُرَبَاءِ؛ ويُقَالُ: بَلْ مَكَانُ حَشْدِ النَّاسِ للأُمُورِالعِظَام. المَجْلِسُ: اسْتِقْرَارُ النَّاسِ في البُيُوتِ. الخانُ: مَبِيتُ المُسَافِرِينَ. الحانُوتُ: للشِّرَاء والبَيْعِ. المِشْوارُ: الذي تُشَوَّرُ فِيهِ الدَّوَابُّ أي تُعْرَضُ. المَعْرَكَةُ: للقِتَال. النَّامُوسُ: للصَّائِدِ. القُوسُ: للرَّاهِبِ. المَرْبَعُ: للحَيِّ في الرَبِيعِ.

الطِّرازُ: الذِي تُنْسَجُ فِيهِ الثِّيَابُ الجِيَادُ. المَأْتَمُ: للنِّسَاءُ يَجْتَمِعْنَ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ

وقالَ أَبُو حَيَّةَ النُّمَيْرِيُّ:

رَمَتْهُ أَنَاةٌ مِنْ رَبِيعَةِ عَامِرٍ

نَؤُومُ الضُّحَى فِي مَأْتَمٍ أَيِّ مَأْتَمِ
هفوة وتصويب

كُثُر يجمعون «بَحْث» على «أبْحاث»، وهي خطأ، والصّوابُ: «بُحُوثُ». والْبَحْثُ: أَنْ تَسْأَلَ عَنْ شَيْءٍ وتَسْتَخْبِرَ. وبَحَثَ عَنِ الْخَبَرِ وبَحَثَهُ يَبْحَثُهُ بَحْثاً: سَأَلَ.

ويقول آخرون «حَرَمَ فلانٌ أخاهُ مِنْ حَقّهِ»، وهي خطأ، والصواب «حَرَمَهُ حقَّهُ»، لأنّ فعل حَرَمَ يتعدّى بنفسه. وفي اللغة: حَرَمَهُ الشَّيْءَ يَحْرِمُهُ حِرْماناً وحِرْماً وحرِيماً وحِرْمَةً.

بعضهم يقولون: «فلان ذو خُصلةٍ حميدة» (بالخاء المضمومة)، وهي غيْرُ صحيحة، والصّوابُ «خَصْلة»؛ لأنّ الخُصْلةَ: قِطعةٌ من الشَّعَر، وتجمع على خُصَل. أما الْخَصْلَةُ، فهي الْفَضِيلَةُ أوالرَّذِيلَةُ تَكُونُ فِي الْإِنْسَانِ، وقَدْ غَلَبَ عَلى الْفَضِيلَةِ، وجَمْعُهَا خِصالٌ. والْخَصْلَةُ: الْخَلَّةُ. وحالَاتُ الْأُمُورِ، تَقُولُ: فِي فُلَانٍ خَصْلَةٌ حَسَنَةٌ وَخَصْلَةٌ قَبِيحَةٌ، وخِصَالٌ وخَصَلَاتٌ كرِيمَةٌ.

من حكم العرب

لا تَجْعَلِ الهَزْلَ دَأباً فَهْوَ مَنْقَصَةٌ

والجِدُّ تَعْلو به بَيْنَ الورى القِيَمُ

فلا يَغرّنْك مِنْ مَلْكٍ تَبَسُّمُه

ما تَصْخَبُ السُّحْبُ إلّا حينَ تَبْتَسمُالبَيْتان لابن الدَّهّانِ، يشدّد فيهما على أهمّيةِ عَدمِ أخْذ الهَزْل والمُزاح، دَيْدناً في الحَياة وعادةً، والتحلّي بالجدِّ، لأنَّ المزاح، إذا زادَ، قد يؤدّي إلى نتائج لا تُحمدُ عقباها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n6ma7km

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"