عادي

ميثة العوضي: مكانة المرأة الإماراتية في مجال السينما رائعة

20:36 مساء
قراءة 6 دقائق
المخرجة ميثة العوضي فخورة بما حققته المرأة الإماراتية
المخرجة ميثة العوضي أثناء التصوير
ميثة العوضي مخرجة
المخرجة الإماراتية ميثة العوضي تؤكد شغفها بالإخراج السينمائي
المخرجة ميثة أبيض وأسود
  • * سيناريوهاتها شاركت في 40 مهرجاناً وفازت بـ13 جائزة

حوار: مها عادل

ميثة العوضي، مخرجة وكاتبة سيناريو إماراتية، اتخذت من شغفها بالسينما جواداً تمتطيه للوصول إلى هدفها، وتحقيق طموحها، وبرعت في تقديم العديد من الأفلام الروائية والتسجيلية، وشاركت في العديد من المهرجانات الدولية، وحصدت جوائز تقديرية عالمية، وتعد نموذجاً مشرفاً للمرأة الإماراتية المبدعة، وقدوة تحتذى لكل الشباب في المثابرة والاجتهاد وتطوير المهارات الإبداعية.

عن أهم المحطات والإنجازات بحياتها، تقول العوضي: «أعتقد بأن من أكبر إنجازاتي كان التمكن من المشاركة في المهرجانات الدولية واحدةً من صانعي الأفلام الإماراتيين، وأحياناً كنت الوحيدة التي تم اختيارها. حتى الآن، تم اختيار أفلامي وسيناريوهاتي للمشاركة رسمياً في أكثر من 40 مهرجاناً حول العالم، وفازت الأفلام بحوالي 13 جائزة في المجمل. من الإنجازات الأخرى التي أعتز بها مشاركتي في محادثات TEDx؛ حيث تحدثت إلى الشباب حول موضوع (الهوية) ومعرفة من أنت حقاً».

وتقول العوضي: «فن السينما يدور حول مشاركة أسوأ وأفضل ما في الإنسانية، وما يمكن للناس الارتباط به والتعلم منه، لهذا أردت أن أكون جزءاً من هذا العالم السحري، وحلمت بصنع أفلام تشارك قصص أشخاص لا تُسمع أصواتهم، أو مهمشين، أو قصص أولئك الذين لا يعتقدون بأن صوتهم قد يكون مهماً، ومن هنا قررت الانضمام لهذا العالم الواسع عبر الدراسة حتى أتمكن من إلقاء الضوء على موضوعات اجتماعية مهمة، وأن أساعد على زيادة الوعي بالقضايا المسكوت عنها أحياناً، وأعتبر أن هذه مهمتي ورسالتي صانعة أفلام».

وتتابع: «عندما بدأت رحلتي في صناعة الأفلام لأول مرة، لم أخضها بهدف أن أصبح مخرجة، لكن مصممة شخصيات لأفلام الرسوم المتحركة، أحببت الرسم، وأخذت أرسم وأصمم شخصيات من خيالي واستلهمت من الرسوم المتحركة التي نشأت عليها رسوم قناة سبيس تون، وأثناء دراستي كنت أميل لكتابة السيناريو والإخراج».

وعن دور الأسرة في دعم مشوارها الفني تقول: «عندما قررت متابعة هذا الشغف، شجعتني عائلتي، ووالدتي أحد الذين أناقش معهم أفكاراً حول الأفلام الجديدة، حتى أنها مولت بعض أعمالي وساعدتني من خلال قراءة نصوصي وإعطائي الملاحظات. الدعم الآخر كان من جدتي التي سمحت لي بالتصوير في منزلها، ليس مرة واحدة، لكن 3 مرات، فهي تحب أن ترى ما يدور وراء الكواليس، وأن تسمعني أقول (أكشن)، الدعم الآخر أتى من إخوتي، فقد كانت أختي بثينة على وجه التحديد من أوائل الناس الذين يقرؤون نصوصي وتعطيني ملاحظاتها على السيناريو، وقد ساعدتني هي وزوجها كمساعدي على إنتاج في أحد أفلامي. أما بالنسبة لإخوتي الآخرين، فقد كان لهم دور في التمثيل في أفلامي بينما كان والدي يشاهد كل عمل أقوم به. يمكنني القول إنني كونت شركة فنية عائلية، أنا ممتنة لهم حقاً على دعمهم لي وتشجيعي لتقديم المزيد».

وعن آليات تطوير مهاراتها بالبدايات تقول: «أتذكر سنواتي الأولى بعد التخرج في الجامعة، لم تكن عندي خطة واضحة المعالم حينها، وأتذكر ذهابي إلى مقابلة عمل لوظيفة مؤقتة، فتوظفت حينها مراسلة إذاعة لتغطية مهرجانات الأفلام في الإذاعة ومذيعة أتحدث على الهواء عن آخر أخبار السينما والتلفزيون».

وظيفتي في Dubai Eye 103.8 FM أعطتني حقاً فرصة لاستكشاف الجانب الآخر من صناعة الأفلام، ومن خلال عملي تمكنت من مقابلة صانعي أفلام وممثلين مشاهير. لقد تعمقت حقاً حينها في سرد القصص الصوتية والصحافة الاستقصائية وتقنيات الصوت، ما ساعدني على تعلم كيفية سرد قصة مقنعة بالصوت. هناك شخصان أشكرهما كثيراً في هذه المرحلة، كانا مرشدي، جيسون لامبر ومارك ليود اللذان علماني مقابلة النجوم على الهواء. يدعمني مارك والفريق في Dubai Eye 103.8 حتى يومنا هذا من خلال التحدث على الهواء عن أعمالي كلما دخل أحد أفلامي في مهرجان دولي.

وعن أهم أعمالها في مجال صناعة الأفلام تقول: «لدي عملان أعتبرهما أكبر إنجازاتي، الأول فيلم سينمائي من تأليفي بعنوان (نور)، وعملت على كتابته في عام 2016، تدور قصته في سوريا في زمن الحرب وتركز على عائلة ترغب في النجاة من الحرب. إنها قصة عن الصراع الذي يواجهه العديد من اللاجئين السوريين، لكن من وجهة نظر إنسانية مجردة من أية وجهة نظر سياسية. أشعر بتعاطف عميق تجاه هذا الموضوع باعتباره صراعاً تمت رؤيته مراراً وتكراراً في العديد من البلدان في الشرق الأوسط وأردت تسليط الضوء عليه حتى يتمكن العالم من سماع أصوات هؤلاء الناس. الإنجاز الآخر الذي حققته هو إنتاج فيلم عن العام الخمسين لاتحاد الإمارات جزءاً من العمل التطوعي الذي قمت به مع Creative Lab وImageNation، هذا الفيلم يعني لي الكثير لأنه طريقتي في الإشادة ليس فقط ببلدي الذي دعمني في تعليمي ومهنتي، لكن أيضاً بعائلتي التي ساعدتني في صنع الفيلم. كما تشرفت بالعمل في هذا الفيلم، مع إحدى الممثلات الإماراتيات المفضلات لدي والتي كنت أتطلع للعمل معها دوماً، فاطمة الحوسني. كان هذا الفيلم مشروعاً أحلم به، سعيدة جداً بالنتيجة.

وتؤكد العوضي أن «المكانة التي حققتها المرأة الإماراتية في مجال السينما رائعة، حيث إن العديد من النساء طرحن رؤى مبتكرة وجديدة للموضوعات التي لم تتم مناقشتها كثيراً في مجتمعنا. ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير لتحقيقه لترك بصمتنا والتأثير في المجال بسبب نقص الفرص وصعوبة العثور عليها، نحتاج أيضاً إلى بناء ثقافة تركز علينا نحن مجموعةً وليس أنا فرداً. يمكننا إحداث فرق أكبر سوياً رجالاً ونساء وليس بمفردنا، لذلك أشعر بأن الخطوة الأولى هي مساعدة بعضنا بعضاً على الارتقاء إلى القمة لأن كل إنجاز يحققه أحدنا يخلق فرصة للآخرين للنجاح أيضاً».

وتطمح العوضي إلى تحقيق أمنيتين في مجال تخصصها: «أحدهما أن أكون من أوائل الإماراتيين الذين يفوزون بجائزة الأوسكار، والأمنية الأخرى تتمثل في نشر ثقافة التعاون في صناعة السينما المحلية حتى نتمكن من إنشاء مجموعة جاهزة من المواهب. أرغب في دعم صانعي الأفلام بما أستطيع وتحفيز الطموحين على صنع أفلامهم الخاصة وبناء مجتمع من المتعاونين الذين يرفعون من شأن بعضهم بعضاً لتحقيق حلمهم. نحن صانعو أفلام مستقلون بدون أي هيئة تمويل، نحتاج إلى مساعدة بعضنا بعضاً من خلال التعاون لضمان ازدهار صناعة السينما الإماراتية ولتصبح مركزاً لصناعة الأفلام في المنطقة».

وعن حجم المواهب العربية وسبل دعمها للوصول للعالمية تقول: «لدينا مواهب سينمائية رائعة في منطقتنا، ومع ذلك، لم يتم منحهم فرصة لعرض أفكارهم أو مشاركة أصواتهم مع الجماهير بسبب نقص الفرص للقيام بذلك. نحتاج إلى توفير مكان آمن للمبدعين، ليتمكنوا من الإبداع بحرية دون قيود. نعم، تحتاج بعض الموضوعات إلى أن تكون مناسبة أكثر لثقافتنا، لدينا أصوات فريدة من نوعها تبرز بين القصص الغربية أو الآسيوية أو الأوروبية، فلنخبرهم بها، لكن نقص المواد التي لدينا أو قلة المساحات التي يمكننا مشاركتها فيها هو ما يعوقنا. لذلك دعونا ننشر رسالتنا وقصصنا بقدر الإمكان من خلال تسويقها في صناعات السينما الدولية وليس داخل منطقتنا فقط».

وتشير العوضي إلى أن «المهرجانات مفيدة للغاية ومهمة لصناعة السينما، المهرجانات منجم ذهب للفرص والموارد، يحتاج صانعو الأفلام إلى أن تكون هذه المهرجانات قادرة على تحسين حرفيتهم بناء على المراجعات والنقد البناء الذي يحصلون عليه من رواد المهرجان ولجان التحكيم. لقد اعتمدت شخصياً على مثل هذه المهرجانات لتحسين تقنيات السيناريو الخاصة بي، لأنها أعطتني نظرة ثاقبة لما تبحث عنه الصناعة، لقد اختبرت روعة مهرجان دبي السينمائي الدولي ومهرجان أبوظبي السينمائي عندما كنت على الأرض أغطي المهرجانين في الإمارات العربية المتحدة مراسلة ومذيعة. وساعد صانعو الأفلام خلال تلك الفترة على تمكينهم من الوصول إلى أسواق الأفلام العالمية والتواصل مع المنتجين والمخرجين والممثلين العالميين ويسمح لهؤلاء المحترفين باكتشاف صانعي الأفلام المحليين، علاوة على ذلك، فإنه يجلب للإمارات والمنطقة فرص إنتاج جديدة، حيث يعرض جمال الدولة وشعبها».

وتوضح العوضي أن «هناك العديد من صانعي الأفلام والمبدعين الموهوبين داخل مجتمعاتنا، لكنهم لا يعرفون كيف يحصلون على الفرص الأكثر شهرة والتي يمكن للآخرين الوصول إليها، لأننا نميل إلى تقديم مثل هذه الفرص لمواهب معروفة ونتجاوز المواهب الناشئة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mw82zxft

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"