عادي

«وحيداً في المنزل» شعار يرفعه البعض ليلة رأس السنة

20:26 مساء
قراءة 3 دقائق

الشارقة: زكية كردي

«وحيداً في المنزل» عنوان يذكرنا بالفيلم الكوميدي الذي حظي بإعجاب ملايين المشاهدين حول العالم، حتى بعد مرور أكثر من ثلاثين عاماً على إنتاجه، إلا أنه ما يزال يستحوذ على رغبة الكثيرين بإعادة مشاهدته في موسم الأعياد، كما يوحي لنا بالتحدث هنا عن الاحتفال برأس السنة وحيداً.

«لا شك أن الاحتفال برأس السنة عادة مهمة لدى كثير من الناس»، حسب رنا عبدالحميد، موظفة، مضيفة: «جربت الاحتفال بجميع الطرق، لذا، قررت أن أجرب الاحتفال وحيدة في منزلي هذا العام».

وتضيف: «الحديث عن قضاء ليلة رأس السنة وحيداً في المنزل يوحي للبعض بالميل للكآبة، لكن الأمر ليس هكذا على الإطلاق، في الحقيقة، أردت تجربة الاحتفال برفقة نفسي فقط، أن أكرس هذه المناسبة لقضاء وقت مميز مع نفسي، وأن أدلل نفسي بكل الأشياء التي أحبها مثل شراء الهدايا ومتابعة فيلم وأنا مسترخية أمام الشاشة، العناية بالمنزل وبشكلي، تناول الحلوى التي أحبها من دون التفكير بالسعرات الحرارية».

ويعتقد محمد جمال، صاحب محل، أن الاحتفال في المنزل وحيداً قرار يتخذه الكثيرون للتخلص من خيبة الأمل من الأصدقاء، ويقول: «كوني أعيش وحيداً في شقة صغيرة كان من الصعب أن أخطط لسهرة تجمع عدداً كبيراً من الأصدقاء لقضاء ليلة رأس السنة، حاولت أن أخطط للأمر مع البعض، لكن يبدو أن معظم الناس يدرسون خططهم للحفل، فيفاضلون بين الدعوات والحفلات المحتملة ليختاروا الأنسب في النهاية، ما جعلني أقضي ليلة رأس السنة وحيداً وغاضباً، وحتى لا أكرر الشعور السيئ ذاته، قررت أن أتخلص من جميع التوقعات المتعلقة بالآخرين لأحتفل وحدي وعلى طريقتي، وأستمتع بالأمر».

وتتفق سلوى مطر، ربة منزل، مع محمد جمال، مؤكدة أن الاحتفال فقد مضمونه الحقيقي بالفرح، وصار يميل إلى الاستعراض أكثر، خصوصاً عندما تتسع المجموعة المدعوة للحفل، وتقول: «أفترض أن الناس ينبغي أن يتوقفوا على ما حققوه في السنة الماضية ليحتفلوا بأنفسهم، لكن معظم البشر أصبحوا يكتفون بالاحتفال بالأمنيات والمخططات التي يتنازلون عنها عادة، أنا أفضل الاحتفال بهدوء مع زوجي وطفلي الصغير، والتخطيط لعامي القادم ومستقبلي، وعادة ما أكتب كل سنة اعترافاتي بأخطائي التي جعلتني أعجز عن تحقيق تطلعاتي لهذا العام، وأضع أهدافاً جديدة ومنطقية للعام القادم، هذا أكثر ما يشعرني بالمتعة في رأس السنة».

أحياناً يكون الاحتفال برأس السنة وحيداً أمراً تضطر إليه كأن تستضيف أحد والديك في هذه الفترة، كما حصل مع دانا جابر، موظفة، وتقول: «فاجأتني والدتي بأنها قادمة لزيارتي قبل رأس السنة بأيام، ولأنها كبيرة سناً، لا يمكنني اصطحابها لأي حفل، كما لا يمكنني تركها وحيدة في المنزل، مع أنها تنام مبكراً، ولا تكترث لأمر الاحتفال، لهذا أحاول التخطيط لإيجاد طريقة أسعدها بها، وأسعد نفسي باحتفال بسيط ومختلف في المنزل، كأن أعد لها مائدة مغربية، وأجعلها تجرب أطباقاً جديدة.

وتضيف أنها وجدت أن أجمل بداية للسنة الجديدة هي أن نعمل على تغيير أنفسنا، ولهذا قررت أن تبدأ بقراءة الكتب التي تؤجل قراءتها منذ سنوات بسبب الاعتياد على تضييع الوقت وتقديم الأولويات».

ويقرر البعض الاحتفال وحدهم في المنزل بسبب تجارب سابقة تجعلهم يعتقدون بأنهم غير محظوظين بالاحتفال مثل لانا قاسم، ربة منزل، وتقول: «في كل مرة أخطط فيها للاحتفال برأس السنة مع الأصدقاء يحصل شيء غير متوقع يفسد عليّ الحفلة، مرة دعوت أصدقائي إلى منزلي فوصلوا بعد الساعة الواحدة ليلاً، لأنهم علقوا في الازدحام لأكثر من ثلاث ساعات، في السنة التي تلتها حصل الأمر ذاته معنا أنا وزوجي ونحن متجهان للاحتفال برفقة أصدقائنا، فقضينا الوقت في الشارع، في مرة أخرى أصيب أحد الأصدقاء بأزمة فأسعفناه إلى المستشفى وأفسد الحفل، وفي سنة أخرى ارتفعت حرارة ابنتي ذات العامين فاضطررت لملازمتها والاعتذار عن عدم الذهاب».

بينما يتعلق أمر الاحتفال الهادئ البسيط في المنزل بالحنين للماضي والأشياء الصغيرة التي تجلب السعادة أيام الطفولة حسب عمار عيسى، مدرس، ويقول: «قد أشعر بالسعادة بالاحتفالات العفوية التي تقام دون ترتيب مسبق، لكن حفلات رأس السنة أصبحت مكررة، وغالباً ما تكون مخيبة للآمال لأننا نتوقع منها الكثير، وأحياناً نرهق أنفسنا لتحقيق هذا ونفشل لأتفه الأسباب، لهذا أصبحت أفضّل استعادة الذكريات في منزل العائلة عندما كنت صغيراً، والاحتفال بهدوء مع الأبناء لأكرس لديهم هذه الذكريات الغالية، بدلاً من تركهم وحدهم في المنزل من أجل الالتحاق بالأصدقاء، ويذكر أنه يستمتع كثيراً بأن يعيد الألعاب البسيطة والممتعة التي كانوا يلعبونها ليلة رأس السنة، والتحديات المضحكة، وأيضاً المفاجآت الغريبة مثل اختيار الهدايا المضحكة للأبناء والزوجة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/588w6wxt

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"