عادي

ضعف الإنسان وقوة الوقاية

22:48 مساء
قراءة دقيقتين
منى تهلك
منى تهلك

د. منى تهلك

بعض أهم المشاكل الصحية التي يتعرض لها الإنسان، هي من صنع يديه، أو هي نتاج مباشر لخطأ بشري يتم ارتكابه، على سبيل المثال على المستوى الفردي، يقوم أحدهم، بارتكاب خطأ بحق صحته، من خلال الإفراط في تناول الطعام، وعدم ممارسة الرياضة، مما قد يسبب له السمنة المفرطة، والكثير من الأمراض مثل السكري والضغط ونحوهما، والحال نفسها تنطبق على مستوى دول ومجتمعات، عندما يتعثر الاقتصاد، ولا توضع خطط تنموية قوية، ولا يتم بناء بنية تحتية بشكل قوي؛ حيث جاء في تقرير التحليل والتقييم لعام 2022، الذي يعرض أحدث التفاصيل عن حالة نظم المياه وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية، على مستوى العالم، ونشرته منظمة الصحة العالمية: «يستخدم نحو ملياري شخص على الأقل في العالم، مصادر مياه شرب ملوثة. ويمثل تلوث مياه الشرب بالميكروبات، نتيجة لتلوثها أكبر خطر تتعرض له مأمونية مياه الشرب، ويسبب بانتقال أمراض مثل الإسهال والكوليرا والزحار والتيفود وشلل الأطفال، وتشير التقديرات إلى وفاة نحو 829000 شخص سنوياً، بسبب الإسهال نتيجة لعدم مأمونية مياه الشرب وخدمات الصرف الصحي وعدم المحافظة على نظافة اليدين. ومع ذلك، يعد الإسهال مرضاً يمكن الوقاية منه إلى حد كبير ويمكن تلافي وفاة 297000 طفل دون سن الخامسة كل سنة في حال التصدي لعوامل الخطر هذه. فعندما لا تتوافر المياه بسهولة، قد يقرر الناس أن غسل اليدين لا يشكل أولوية مما يزيد احتمال الإصابة بالإسهال وغيره من الأمراض».

ولكم أن تتخيلوا أنه يمكن إنقاذ 829 ألف إنسان، من الموت بسبب الإسهال الذي يتعرضون له، بمجرد تقديم مياه مأمونة ونقية وصالحة للشرب، والحال نفسها مع 297 ألف طفل دون الخامسة من أعمارهم، يمكن إنقاذهم، بتوفير البيئة الصالحة للحياة البشرية.

عندما تقرأ عن أمراض متواضعة، ويمكن تجنبها، ومع هذا تحصد آلافاً من الضحايا، تدرك مباشرة أن تلك المجتمعات متعثرة تماماً في التنمية، وتعاني تدهوراً اقتصادياً، وتحتاج إلى خطط إنقاذ سريعة، وأيضاً ندرك حقيقة واضحة عن مدى ضعف الإنسان، وحاجته الملحة إلى الوقاية، وخاصة الحاجة البشرية المُلحة إلى النظافة والبيئة النقية.

استشاري أمراض نساء وولادة مدير تنفيذي _ مستشفى لطيفة

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/338uade3

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"