«الرقص مع الإيقاع».. أداء على نغمات الإرادة والحب

الشارقة: عثمان حسن
تواصلت، مساء أمس الأول الأحد، في قصر الثقافة بالشارقة فعاليات مهرجان الإمارات لمسرح الطفل في نسخته ال 16 بعرض «الرقص مع الإيقاع» لجمعية دبا الحصن للثقافة والتراث والمسرح، وهو من تأليف عثمان الشطي وإخراج محمد جمعة.

والعرض من بطولة 19 ممثلاً معظمهم من طلاب أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية ممن برعوا في تقديم لوحات استعراضية عكست قوة في الأداء التعبيري الجسدي بالتناغم مع الغناء والموسيقى والألوان والإبهار البصري لمجمل عناصر السينوغرافيا.

قام بأداء الأدوار كل من: عادل سبيت، دلال الشرايبي، عيسى مراد، خليفة ناصر، عالية خالد، صلاح ضيه، يسرا كيبرون، دينا بدر، كريم النوري، فؤاد رضا، نبيل محمد، أنور حمراص، إغناسيا كوفري، وسارا بن عمار، وكليسيل أباتول، سيبا رعد، عبدالله عبد الرحمن، أحمد علي، ومحمد عبدالله.

بطلة العرض هي الفتاة الضريرة «بريق» التي تطمح إلى المشاركة في مسابقة تنظمها واحدة من الشركات الفنية، ولكنها تواجه برفض وتنمر شقيقها بسبب إعاقتها البصرية، خاصة أنه ينوي بدوره المشاركة في هذه المسابقة، التي تؤهل الفريق الفائز لكي يعرض في مسارح «برودواي» وتحقيق الشهرة العالمية، نقاش حاد بين الشقيق «مازن» وبريق يتطلب تدخل والدتهما، التي تقف بحزم مع ابنتها وتشجعها بقوة، لتحقيق حلمها، فالحلم كما طرحت المسرحية حق للجميع.

تخاطبها الوالدة: «لا تحزني يا حبيبتي، وسأكون أول من يساعدك للمشاركة ولن أسمح لأحد بأن يتنمر عليك، ما دمت على قيد الحياة».

يبدأ العرض بأغنية تترجم معاني الحب والسلام والجمال وقوة الإرادة، وهي العناصر التي اتكأت عليها فكرة العرض ومن كلمات الأغنية:

هيا لنكون نورا للحياة / هيا بنا لنسير بكل ثبات / هيا بنا بالحلم نحيا، هيا بنا للعزم نبني هيا بنا إلى الحياة.

بعد نجاح بريق في دخول المسابقة، يطلب «وديع»، وهو مدير المسابقة والذي يقوم بدوره الفنان عادل سبيت من المتنافسين تشكيل ثلاث مجموعات كما يعلن عن التحديات الثلاثة التي سيخوضها المتنافسون، وهي: الحب، والسلام، والنجاح، وأن يقوم أحد عناصر الفريق بترؤس المجموعة، والمجموعات هي: فريق الثعابين، وفريق الثعالب وفريق الأرانب.

تبدأ حبكة العرض بإقدام بريق على ترؤس مجموعة الأرانب، بغرض الوصول إلى العالمية، ولكن إصرارها على ترؤس المجموعة نابع في الحقيقة من قوة الإرادة وتحقيق الحلم، رغم الإعاقة الجسدية التي تعانيها، وما يزيد من إصرار بريق على المشاركة والفوز، هو أيضاً تنمر إحدى صديقاتها المشاركة بدورها في فريق آخر، وهو ما يزيدها أي «بريق» تصميماً على المثابرة والنجاح.

مفاجأة سارة

وهكذا يبدأ كل فريق بعرض ما لديه، وتحدث المفاجأة السارة حين يعلن مدير المسابقة بفوز مجموعة الأرانب في العرض الأول للمسابقة، وتأهل المجموعة لعرض اليوم الثاني.

في اليوم الثاني للعرض، تحدث المفاجأة الصادمة، فقد قامت صديقة بريق بحيلة ماكرة، ففي يوم ماطر وحين تضل بريق طريق عودتها إلى المخيم وهو المكان الذي ستجرى فيه المسابقة، تقوم هذه الصديقة بسرقة العصا التي تتوكأ عليها بريق، ما يتسبب في ضلال بريق وتعثرها في الطريق، وعدم تمكنها من الوصول إلى مكان المسابقة، وهو الذي يتسبب في هرج ومرج بين مجموعة الأرانب، بين مدع أنها أعلنت انسحابها من المسابقة، وآخر يريد الانتظار لقناعته بأن بريق لن تنسحب، وأن أمراً عارضاً قد حدث لها.

المتسابق المثالي

هنا، يبدأ التنافس بين فريقي الثعالب والثعابين، بعد انضمام فريق الثعالب إلى فريق الأرانب، وذلك التحول الذي حصل بعد مؤازرة مازن لشقيقته بريق بعد معرفة الجميع أن فريق الأرانب قد تعرض للخداع، وأن إحدى صديقاتها المتسابقة في فريق منافس كانت تحقد عليها، بسبب نجاح فريق بريق في الجولة الأولى.

بعد أداء الفريقين «الثعالب» و«الأرانب» للمسابقة النهائية، يعلن مدير المسابقة عن فوز فريق الثعابين وتأهله إلى برودواي، بسبب ما قدمه من أداء تعبيري وإبهار بصري، كما تحصل مفاجأة سارة أخرى بمنح جائزة خاصة للمتسابق المثالي الذي سيقود الفريق الوصيف «فريق الأرانب» في العام القادم إلى برودواي، وتكون الجائزة من نصيب المتسابقة المثالية «بريق» نظير من قدمته من مثال ناصع من الشرف والأخلاق الحميدة.

منافسة شريفة

تؤكد المسرحية أهمية العزيمة والإصرار، وأن الإرادة لا شك ستحقق المستحيل، وأن الفوز الحقيقي يكمن في المنافسة الشريفة وهذا ما جسدته «بريق» التي حصلت على وسام المثالية، وأنه لا عيب في الفشل، بل العيب في الاستسلام، وأن ما هو مهم هو الاستمرار في بذر قيم الحب والجمال، وإن الإعاقات مهما كانت شديدة ومؤلمة لن تحول دون تحقيق وفوز أصحابها، فهو الحلم الجميل الذي يجسد عبقرية البشر وطموحهم للتوق إلى الفوز والمراتب الأولى وقهر المستحيل.