عادي
البابا يندد بـ «نهم الإنسان للثروة والسلطة» ويدعو للسلام ووقف الحرب

تداعيات الحرب والمناخ تعكّر أعياد الميلاد

00:02 صباحا
قراءة 3 دقائق
1
1

احتفلت الشعوب في أوروبا والأمريكيتين بأعياد الميلاد، وسط أجواء قاسية تعانيها بعض الدول، سواء على المستوى المناخي كما هي الحال في أمريكا وكندا جراء العاصفة الشتوية غير المسبوقة، أو على المستوى السياسي والاقتصادي كما هي الحال في بريطانيا وفرنسا وألمانيا، جراء تداعيات الحرب الأوكرانية من جهة والأزمات الناجمة عن نقص الطاقة وسلسلة الإضرابات العمالية المطلبية من الجهة الأخرى، فيما دان البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، نهم الإنسان للثروة والسلطة، ودعا بحرارة إلى وقف الحرب ودعم السلام.

وقرعت أجراس الكنائس وسُمعت التراتيل في أنحاء العاصمة الأوكرانية، حيث حضر مسيحيون أرثوذكس قداديس عيد الميلاد، في تحدٍ للزعماء الدينيين الروس الذين سيحتفلون بالعيد بعد نحو أسبوعين. وبدا رئيس الكهنة ميخائيلو أوميليان في دير القديس ميخائيل في كييف، وكأنه يلمّح إلى انقطاع التيار الكهربائي والتدفئة من جراء الحرب. وقال رئيس الكهنة إن «الشعب السالك في الظلمة أبصر نوراً عظيماً والمقيمون في بقعة الظلام أشرق عليهم النور». وبينما يحتفل 1,3 مليار كاثوليكي بميلاد يسوع المسيح، سافر الكاردينال البولندي كونراد كراجيفسكي إلى أوكرانيا لقضاء عيد الميلاد إلى جانب السكان المتضررين من الحرب.

وأوكرانيا تتبع دينياً القيادة الروحية الروسية منذ القرن السابع عشر على أقرب تقدير، لكن قسماً من الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية انشق عن موسكو في عام 2019 على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم ودعمها انفصاليين في الشرق الأوكراني. في مايو من هذا العام، أي في الشهر الثالث لبداية الحرب، أعلن فرع الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المدعومة من روسيا أيضاً قطع العلاقات مع موسكو.

 تشارلز يستعيد ذكرى والدته 

واستعاد العاهل البريطاني الملك تشارلز ذكرى والدته الراحلة الملكة إليزابيث في رسالته الأولى للأمة ملكاً بمناسبة عيد الميلاد، وتحدث عن إيمانه بالإنسانية في وقت تسوده «المصاعب والمعاناة». وقال تشارلز: «وفي هذا الوقت الذي تسوده المصاعب الشديدة والمعاناة، سواء بالنسبة لمن يواجهون صراعات أو مجاعات أو كوارث طبيعية في أنحاء العالم، أو من يسعون جاهدين في الداخل لتسديد فواتيرهم وتوفير الطعام والدفء لأسرهم، نرى السبيل في إنسانية البشر».

عالم يتوق إلى السلام

وركزت رسالة البابا التي وجهها يوم عيد الميلاد من شرفة كنيسة القديس بطرس على السلام ووقف الحروب. ونسج البابا عظته حول موضوع الجشع والاستهلاك على مستويات مختلفة، طالباً من الناس أن ينظروا إلى ما وراء النزعة الاستهلاكية التي «غلّفت» العيد، وإعادة اكتشاف معناه، وتذكر من يعانون الحرب والفقر. 

وقال: «الرجال والنساء في عالمنا، في جوعهم للثروة والسلطة، يستهلكون حتى جيرانهم وإخوتهم وأخواتهم». 

وأضاف: «عصرنا يعيش حالة مجاعة للسلام في مناطق أخرى أيضاً، وفي مسارح أخرى يعيش الناس ويلات الحروب»، مشيراً إلى بلدان عدة تجد صعوبات في عيد الميلاد هذه السنة بينها أفغانستان وسوريا وبورما، إضافة إلى النزاع الفلسطيني الإسرائيلي ولبنان وهايتي.

وصلى البابا من أجل «الأطفال الذين تلتهمهم الحروب والفقر والظلم». ودعا  إلى «ترك حرارة الدنيا» و«إعادة اكتشاف معنى عيد الميلاد»، داعياً إلى كنيسة خيّرة في خدمة الفقراء. وقدّر الفاتيكان عدد الحاضرين الأحد، بحوالي 70 ألفاً، بينما حضر 7000 شخص قداسٍ ليل السبت، بينما تابعته أعداد أكبر عبر الشاشات العملاقة المثبتة في الخارج. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2wsb67ex

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"