عادي
أدى الأمانة ورفع راية الوطن

حصاد 2022: الإمارات تودّع خليفة.. قائد التمكين

00:32 صباحا
قراءة 5 دقائق
1

إعداد: جيهان شعيب
استيقظت الإمارات يوم 13 مايو، 2022 على خبر أدمى القلوب، وأبكى العيون، إثر إعلان وفاة قائد التمكين المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، عن عمر يناهز 73 عاماً، وأعلنت حكومة الدولة الحداد العام أربعين يوماً، وتعطيل الوزارات والدوائر والمؤسسات الاتحادية والمحلية، والقطاع الخاص لمدة 3 أيام، فضلاً عن تنكيس الأعلام.

وكان الراحل الكبير حريصاً طوال ترؤسه الدولة عقب وفاة الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، عام 2004، على استكمال المسيرة الطيبة، في مراعاة مصلحة أبناء الدولة، وقيادة مرحلة التمكين وإعلاء اسمها عالياً، والسعي إلى نهضتها، ورفعتها، دون أن يحيد لحظة على مدار 18 عاماً، عن الهدف الأساسي في تمكين مؤسسات الدولة، عقب مرحلة تأسيسها على يد الوالد زايد.

اليوم يواصل صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مسيرة الأب والأخ، في قيادة الإمارات الأصيلة بقوة، ومهارة واقتدار وحكمة، محافظاً على المكتسبات، وساعياً لمضاعفتها، مع النهوض بالمقدرات، والعبور بالدولة إلى آفاق رحبة، وسماوات أعلى في الإنجازات، والخطط والرؤى دونما سقف يحدّ، أو مظلة تعيق.

الصورة

المولد والمسيرة
ولد الراحل عام 1948 في قلعة المويجعي في مدينة العين، التي تعرف الآن باسم قصر المويجعي، وهو الابن الأكبر للمغفور له الشيخ زايد، ووالدته هي الشيخة حصة بنت محمد بن خليفة بن زايد آل نهيان، طيّب الله ثراها، ترعرع الراحل في مدينة العين، وقضى معظم طفولته في واحات العين والبريمي، وكان أغلب الوقت بصحبة والده الشيخ زايد الذي كان حاكماً لمدينة العين، واكتسب منه مع الوقت فنون القيادة والإدارة، والقرب من المواطنين، وتفقد أحوالهم، ومشكلاتهم، وحلها.

وفي أغسطس عام 1966، انتقل الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، إلى مدينة أبوظبي حاكماً لها، وأمر بتعيين الشيخ خليفة، رحمه الله، وكان عمره 18 عاماً، ممثلاً له في المنطقة الشرقية، ورئيس المحاكم فيها، ومن ثم عين المسؤول التنفيذي الأول لحكومة والده الشيخ زايد، وتولى مهام الإشراف على تنفيذ جميع المشاريع الكبرى.
وفي 1 فبراير 1969، عُيّن الشيخ خليفة ولياً لعهد إمارة أبوظبي، وفي اليوم التالي، تولّى مهام دائرة الدفاع في أبوظبي، ومن ثم أنشأ دائرة الدفاع، التي شكلت القوات المسلحة لاحقاً في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي 1 يوليو عام 1971، عيّن الشيخ خليفة، رحمه الله، حاكماً لإمارة أبوظبي، ووزيراً محلياً للدفاع والمالية فيها، وفي 2 ديسمبر 1971، قام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، ورُفع علم الإمارات، لأول مرة لتعلن بذلك الإمارات السبع دولةً مستقلة، وأصبح الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، رئيساً لها.

الصورة

المجلس التنفيذي
وفي 23 ديسمبر 1973، عيّن الشيخ خليفة، في منصب نائب رئيس الوزراء في مجلس الوزراء الثاني، وفي 20 يناير 1974 تولّى مهام رئاسة المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وأشرف على المجلس التنفيذي في تحقيق برامج التنمية الشاملة في الإمارة، وشملت بناء المساكن، ونظام إمدادات المياه والطرق، والبنية التحتية وغيرها.
وفي عام 1976، عُيّن الشيخ خليفة، رحمه الله، نائباً للقائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وفي العام نفسه أمر بتأسيس جهاز أبوظبي للاستثمار، لإدارة الاستثمارات المالية في الإمارة، لضمان توفير مصدر دخل ثابت للأجيال القادمة.
في 3 نوفمبر من عام 2004، انتخب الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتولى مهامه حاكماً لإمارة أبوظبي أيضاً، عقب وفاة والده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه في 2 نوفمبر 2004.
تنمية متوازنة
بعد انتخابه رئيساً لدولة الإمارات، أطلق الشيخ خليفة خطته الاستراتيجية الأولى لحكومة دولة الإمارات، لتحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة، وضمان الرخاء للمواطنين. كما أشرف على تطوير قطاعي النفط والغاز، والصناعات التحويلية، وقام بجولات واسعة في جميع أنحاء الدولة، لدراسة احتياجات الإمارات الشمالية، وأمر ببناء عدد من المشاريع السكنية، والطرق، ومشاريع التعليم، والخدمات الاجتماعية.
وأطلق مبادرة لتطوير السلطة التشريعية، بتعديل آلية اختيار أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، بالجمع بين الانتخاب والتعيين، ما يتيح اختيار نصف أعضاء المجلس، عبر انتخابات مباشرة من مواطني الدولة. وفي عام 2009، أُعيد انتخاب الشيخ خليفة بن زايد رئيساً للدولة، وتعهد بمواصلة تنفيذ استراتيجيات طموحة للتنمية السياسية، والإدارية، والاقتصادية، والاجتماعية والثقافية التي كان بدأ فيها.
كما حرص على انتهاج سياسة خارجية نشطة، وتعزيز العلاقات الدولية عبر استقبال قادة من دول آسيا، وأوروبا، والدول العربية الأخرى، فضلاً عن زياراته إلى دول آسيا الوسطى، لتوطيد علاقاته معها بعد تفكك الاتحاد السوفييتي، وانتهج كذلك سياسات إغاثية وإنمائية تدعم الدول والشعوب المحتاجة، حيث تعدّ «مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية» ثالثة أكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في الدولة، ووصلت مساعداتها المختلفة لأكثر من 70 دولة في مختلف أنحاء العالم، فضلاً عن المعونات الإغاثية للمتضررين والمنكوبين بعد كارثة «تسونامي» في المحيط الهندي عام 2004، وزلزال عام 2005 الذي دمر جزءاً كبيراً من شمال باكستان، والمناطق المجاورة في الهند.

مبادرات باقية

من أهم مبادرات المغفور له الشيخ خليفة، رحمه الله، جائزة الشيخ خليفة للامتياز (SKEA) وأطلقتها غرفة تجارة وصناعة أبوظبي عام 1999 خريطة طريق، ومنهجية للتحسين المستمر، لتعزيز القدرة التنافسية لقطاع الأعمال في الدولة.
ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، وأسست عام 2007 وتتمثل رؤيتها في مبادرات رائـــــدة لخدمــــة الإنسانية، وتتركز استراتيجيتها في الصحة والتعليم محلياً، وإقليمياً وعالمياً، وجائزة خليفة التربوية وبدأت عام 2007 لدعم التعليم، والميدان التربوي، وتحفيز المتميزين، والممارسات التربوية المبدعة، وإبراز التربويين، والممارسات العلمية الناجحة محلياً، وإقليمياً، وعربياً.
ومن مبادراته أيضاً، رحمه الله، إنشاء صندوق معالجة الديون المتعثرة، الذي أمر بإنشائه في 2 ديسمبر 2011 بمناسبة اليوم الوطني الـ 40 للدولة، وحدد للصندوق رأس مال أولي قيمته 10 مليارات درهم، ليتولى دراسة قروض المواطنين المتعثرة ومعالجتها، وفي عام 2014 بلغ عدد المستفيدين من إعفاء البنوك والصندوق 3482 مواطناً، وبلغت قيمة المبالغ المتنازل عنها 1.5 مليار درهم.
إحلال المساكن
وكذلك مبادرة إحلال المساكن القديمة قبل 1990، حيث أصدر الشيخ خليفة، رحمه الله، توجيهاته ببناء وإصلاح منازل المواطنين، وفي 2 ديسمبر 2012، وجّه بمتابعة سرعة تنفيذ إحلال المساكن القديمة لمواطني إمارات الشارقة، ورأس الخيمة، وعجمان، وأم القيوين، والفجيرة.
ويعدّ تطوير البنية التحتية في الإمارات عام 2005، من أبرز مبادرات المغفور له الشيخ خليفة بن زايد، حيث أمر وقتذاك بتنفيذ بُنية تحتية شاملة في جميع أنحاء الدولة، ووجه بتخصيص 16 مليار درهم لتطويرها.
وتضمنت مبادرات الراحل، مبادرة أبشر، واعتماد السياسة العليا للإمارات في مجال العلوم، والتكنولوجيا، والابتكار، وإعلان 2015 عام الابتكار، وإعلان 2016 عام القراءة، و2017 عام الخير، و2018 عام زايد، و2019 عام التسامح ومبادرة أقدر، وحملة الإمارات ضد شلل الأطفال، وغير ذلك الكثير.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yxz6ckaw

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"