نداء القارات البعيدة

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

في تسعينات القرن العشرين، أطلقت الشاعرة الإماراتية الهنوف محمد العنان لبوحها الشعري ممثلاً بقصيدتها القصية العصية على النسيان «نداء القارات البعيدة»، ضمن باكورتها الشعرية «سماوات». وعلى حس ذلك النداء الشاعري، نتقصى أثر النداءات البشرية القادمة من مختلف بقاع قارات العالم الحديث، متكبدة عناء الوصول إلى مسامع القلوب الرحيمة الحليمة، مستغيثة بالنخوة الإنسانية للدول التي أنعم الله عليها، والتي تُوْلي دول العالم الفقيرة أو المنكوبة كل رعاية واهتمام، وتمد لها يد العون والغوث، نجد دولة الإمارات في مقدمة الركب الإنساني، فهي من أوائل الدول المغيثة للملهوف في كل زمان ومكان، المستجيبة لنداءات القارات البعيدة والقريبة على السواء، المنطلقة في نهجها من الحديث النبوي «ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء»، ومن الفطرة العربية الخليجية الإماراتية المتوارثة أباً عن جدٍ.
الإمارات بلد خير وتسامح، بما جبلت عليه من «سنعٍ» سوي، وسلوك أصيل تجاه شعبها الأبي الوفي، وافر السمعة الطيبة ومكارم الأخلاق، وتجاه من يعيش في كنفها من جنسيات وأجناس بشرية من كل بقاع العالم، الإسلامي منه والعربي والغربي، منذ عهد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه، مروراً بالقائد المُمكّن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان طيّب الله ثراه، وصولاً إلى قائد المرحلة الإماراتية الذهبية الثانية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، انطلاقاً من العام الجاري الذي شارفت أيامه على الانتهاء والرحيل إلى حيث يريد الله سبحانه وتعالى، تاركاً بصمات البشر في سجل الأيام وفي ذاكرة الأجيال في مشارق الأرض ومغاربها.
الإمارات، التي تم رفع علمها في 9 ديسمبر 1971 في ساحة الأمم المتحدة، لتصبح العضو رقم 132 انطلقت مسيرة شراكتها التاريخية مع الأمم المتحدة، واستمرت في المسير المزدهر يوماً بعد يوم، القائم على تضافر جهودهما معاً تحت مظلة المساعدات الإنسانية العالمية والسلام والأمن والمناخ والتنوع البيولوجي والشراكات، من أجل عالم أفضل آمن وصحي وصحيح، عاملة على الالتزام بالمبدأ الذي اختطته لنفسها إزاء المساعدات الإنسانية من خلال مساهماتها الكبيرة في مشاريع الإغاثة والتنمية في جميع أنحاء العالم، دون ارتباط ذلك بالتوجهات السياسية للدول المستفيدة منها، ولا البقعة الجغرافية، أو العرق واللون والطائفة، أو الديانة، بل تراعي في المقام الأول الجانب الإنساني الذي يتمثل في احتياجات الشعوب.
هذا هو دأب الإمارات التي أعلنت منذ ثلاثة أيام عن دعمها لأوكرانيا بنحو 2500 مولد كهربائي للمدنيين المتضررين نتيجة للأزمة المستمرة، وذلك لمساعدتهم على مواجهة قسوة الشتاء وطقوسه المرعبة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/429tdn5r

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"