الشارقة: جيهان شعيب
حفل العام الجاري على مدار ال12 شهراً بتوجيهات كريمة، واعتمادات سخية، وقرارات إنسانية من صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، ربت بها على أكتاف مواطني الإمارة، فرسم البسمة على وجوههم، وأدخل الفرحة في قلوبهم، والسعادة في بيوتهم، وأزاح بها بعض منغّصات اعترضتهم، وهموم أرقتهم. ولأن مبادرات سموّه المتوالية طوال العام، كانت من الكثرة، والتنوع، والأهمية، فليس من السهل حصرها في أسطر وإن طالت، أو كلمات مهما تعددت؛ لذا سنحاول طرح عدد منها، فيما جميعها ترتكز على الهدف السامي بتعزيز استقرار البيوت، وطمأنة الأسر، وتكريس ترابطها، وتماسكها، في ظل أمان حياتي ويسر مادي وراحة معيشية، ومستقبل واعد.
بالنظر في التوجيهات الرشيدة، يأتي توجيه سموّه بالبدء في المرحلتين الثانية والثالثة من «مشروع سلطان للتوطين في القطاع الخاص»، الذي انطلقت مرحلته الأولى منذ عامين، بتعيين معلّمي اللغة العربية، والتربية الإسلامية في المدارس الخاصة، على كادر حكومة الشارقة، ضمن البرنامج الرائد «معلّم وافتخر»، وتنطلق المرحلة الثانية بالتعاون مع «جامعة الشارقة» بتخصص «الطفولة المبكرة»، والثالثة ستكون في «أكاديمية الشارقة للتعليم»، لمن لم تؤهلهم معدلاتهم التراكمية، للحصول على الماجستير.
وكانت المرحلة الأولى من المشروع السامي، انطلقت منذ عامين، تنفيذاً لتوجيهات سموّه، بدعم المواطنين في القطاع الخاص، فيما سيعملون على كادر حكومة الشارقة، ويتسلّمون رواتبهم منها؛ حيث تحوّلها المدارس إلى الحكومة وفق سلم الرواتب المحدد في كل منها، ثم تصرف الحكومة رواتب كاملة للمعلمين، بالحقوق والامتيازات نفسها، الخاصة بموظفي الإمارة، كونهم انتدبتهم حكومة الشارقة للقطاع الخاص.
مزرعة القمح
ولأهمية تواصل مشروعات الأمن الغذائي في الإمارة، وتوفير الاحتياجات بسهولة، أطلق سموّه المرحلة الأولى من مشروع «مزرعة القمح» في منطقة مليحة بمساحة 400 هكتار، ومن المقرر حصادها في مارس/ آذار المقبل. مشيراً في ذلك إلى أهمية هذه المشروعات في ظل المتغيرات التي يشهدها العالم، وقد تؤثر في توافر المواد الغذائية، وكذلك توفيرها لكثير من الوظائف والمرافق والخدمات الأخرى.
ونثر سموّه، حينذاك، بذور القمح بمشاركة المسؤولين وأعيان المنطقة، إيذاناً بانطلاق المرحلة الأولى من المشروع الذي سيكتمل على ثلاث مراحل، الأولى على مساحة 400 هكتار، والثانية عام 2024 بمساحة 880 هكتاراً، وتكتمل المرحلة الثالثة عام 2025 لتصل إلى 1400 هكتار. فيما انتهى تجهيز البنية التحتية للمزرعة، التي تتضمن خطوط الري بما يوازي 13 متراً طولياً، وأعمال الكهرباء، بما يوازي 10 آلاف متر طولي.
مرعى النزهة
وخلال تدشين المشروع، وقع سموّه ثلاثة مراسيم أميرية باعتماد تأسيس جمعيات لمربي الثروة الحيوانية، ومزارعي الخضراوات، ومزارعي القمح، إيماناً منه بأهمية المحافظة على الموارد الزراعية، والثروة الحيوانية، وتنظيم استغلالها تجارياً، لتعزيز مساهمتها في تحقيق الاكتفاء الذاتي في الإمارة، والارتقاء بالموارد وتحسين الإنتاج.
ودشن سموّه، كذلك، مرعى النزهة بمنطقة المدام، الذي يقام على مساحة 9 ملايين متر مربع، ويوفر الكثير من العزب لأهالي المناطق المجاورة؛ حيث يضم مجمّعات للعزب لمناطق الثميد، وفِلي، والخوالد، وطوي فاطمة، لتشجيع الأهالي على الرعاية الصحيحة والعناية بمواشيهم، وتوفير ما يلزمهم لإنتاج أفضل السلالات، والعناية بها.
دعم الفواتير
وامتدت أيادي سموّه البيضاء، لتخفف عن ذوي الدخل المحدود، بتوجيه سامٍ حنون لهيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة، بتقديم دعم فوري قدره 400 درهم، تخصم من قيمة كل فاتورة خاصة بذوي الدخل المحدود، ليتوافر بذلك الدعم الاجتماعي في مرحلته الأولى ل 4500 مستفيد في مدن الإمارة، وصولاً إلى عشرة آلاف مستفيد من الإعانات الاجتماعية، من ذوي الدخل المنخفض.
واعتمد سموّه، 20 مليون درهم لتتولى الهيئة رفع كفاءة الأجهزة الكهربائية في منازل متلقّي المساعدات الاجتماعية، لتوفير الطاقة، ويستعاض عن المصابيح الحالية، مصابيح إنارة أحدث، فضلاً عن تقنيات أخرى حديثة، تسهم في إحداث وفرة في الطاقة الكهربائية لديهم بنسبة 40%.
التأمين الصحي
ويعد توفير العلاج المجاني المتكامل من أولويات سموّه، وفي ذلك وجّه بالبدء في المرحلة الثالثة من منظومة التأمين الصحي، وتشمل إضافة والدي الموظف المواطن في حكومة وشرطة الشارقة، مع شمول العلاج المجاني بمستشفى الجامعة لمواطني الشارقة كافة من عمر 55 فما فوق.
ويبلغ عدد المستفيدين من المرحلة الثالثة للمنظومة نحو 50 ألفاً من مواطني الإمارة، وتأتي بعد المرحلة الأولى التي شملت توفير التأمين الصحي لموظفي حكومة الشارقة، والمرحلة الثانية التي توافر فيها العلاج المجاني لكبار السن في مستشفى الجامعة بالشارقة.
160 مليوناً للرصف
يتصدر الاهتمام بطرق الإمارة خطط حكومة الشارقة، وهنا جاء توجيه سموّه برصد 160 مليون درهم، لرصف الطرق والمحاور الرئيسية حول الأراضي التجارية، والصناعية، الممنوحة لمواطني الإمارة، وبذلك بلغت موازنة الرصف لهيئة الطرق والمواصلات في حكومة الشارقة للعام الجاري، مليار درهم، وجرى عمل طرق بنحو 800 مليون درهم، وهناك 200 مليون درهم لاستكمال المتبقي من مشاريع الطرق حتى نهاية العام، إلى جانب توجيه سموّه بإنشاء مقرّ لنادي الصقّارين في منطقة هراسة، جنوب محمية الظليمة في الشارقة.
إحلال 1060 وظيفة
ومن جانب ثانٍ، وبناء على توجيهات سموّه، نفذت القيادة العامة لشرطة الشارقة إحلال 1060 وظيفة العام الجاري، من واقع 3 آلاف وظيفة مستهدفة، مع استمرار التعيينات، فضلاً عن توجّيه سموّه دائرة الموارد البشرية، بمواصلة عملية التوظيف.
وتمكنت الدائرة منذ بداية العام الجاري، وحتى نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، من توظيف 1200 مواطن ومواطنة في دوائر حكومة الشارقة وهيئاتها، وفي خطتها توظيف 400 حتى نهاية العام الجاري.
فرعان «لفيكتوريا»
وتجلى الوعي السامي بأهمية توفير معاقل تعليمية متطورة، بتوجيه سموّه بإنشاء فرعين ل«مدرسة فيكتوريا» في مدينتي الذيد، ودبا الحصن، لاستقبال الطلبة العام الدراسي المقبل، وتوسعة فرع المدرسة الحلقة الأولى الحالي في مليحة، والبدء بإنشاء الحلقتين الثانية والثالثة فيه، وهما الإعدادية والثانوية، على مساحة مليون قدم مربعة.
وكانت دائرة الأشغال العامة في الشارقة انتهت من الأعمال في فرعي المدرسة في مدينتي خورفكان وكلباء، وبناء على توجيهات سموّه، اختيرت مواقعها قريبة من المناطق السكنية، لتسهيل حركة أولياء الأمور في نقل الطلبة إلى المدرسة، ورجوعهم إلى منازلهم، فيما وصل عدد الطلبة المسجلين في خورفكان إلى 400 طالب، وراوح في كلباء بين 250 و300 طالب، فضلاً عن 600 طالب في فرع مليحة، فيما افتتح سموّه في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، «مدرسة فيكتوريا الدولية» في منطقة الغيل بمدينة كلباء، وتضم 4 من المباني الرئيسية، على مساحة 10 آلاف متر مربع.طريق السيارات
وتنفيذاً لقرار حكيم من سموّه، تعمل هيئة الطرق والمواصلات في الشارقة حالياً على مشروع إبعاد طريق السيارات عن شلال ومدرّج خورفكان، لتوفر الراحة، والاستمتاع للسياح خلال جولتهم بمعالم المدينة، ووجه سموّه، كذلك، بزيادة الطرق، وتوسعة الطرق الجانبية كافة ورصفها حول مضمار سباقات الهجن بمدينة الذيد، وإنارة المضمار بالكامل، للتسهيل على المتسابقين متابعة الهجن خلال السباقات. كما اعتمد سموّه مشروع إعادة تخطيط منطقة الحومة الحالية، وستتحول إلى حديقة، تخدم الضاحية، وتتكامل مع جملة الخدمات الموجودة في هذا القطاع، وستكون هناك مساكن متكاملة تبنى في منطقة أخرى، وكل صاحب منزل سيحصل على آخر بديل. والمشروع سينجز قريباً، بعدما اعتمدت تصاميمه، وأحيل إلى جهات التنفيذ، فضلاً عن تنسيق بلدية خورفكان مع دائرة الأشغال، بالعمل على تنفيذ توجيه من سموّه، بإنشاء شبكة صرف صحي في مدينة خورفكان.
الدعم السكني
ولتعزيز الاستقرار الأسري، وتوفير المسكن الملائم للأسر المواطنة، اعتمد المجلس التنفيذي، بناء على توجيهات سموّه، الدفعة الثانية لعام 2022، للمستفيدين من الدعم السكني، وضمت 519 مستفيداً، بمبلغ 370 مليون درهم، وشملت الدفعة المستفيدين من القروض، والمنح، في الإمارة، وتنوعت أغراض المساعدة من أجل البناء الجديد، والاستكمال، والإضافة، والصيانة، والحصول على مسكن حكومي، ووحدة سكنية مصغرة.
كما اعتمد المجلس قائمة المعفيين من سداد القروض السكنية؛ حيث بلغت قيمة الإعفاء من سداد القروض السكنية للعام الجاري 25 مليوناً و600 ألف درهم للحالات التي تنطبق عليها شروط الإعفاء ممّن انخفض دخلهم الشهري بصفة دائمة عن السقف المحدد.
36 مجلداً من المعجم التاريخي ل «العربية»
في إطار جهود صاحب السمو حاكم الشارقة، في دعم اللغة العربية، أطلق سموه في مقر «مجمع اللغة العربية» بالشارقة، 19 مجلداً جديداً من «المعجم التاريخي للغة العربية»، وتشمل أربعة أحرف؛ هي (الحاء والخاء والدال والذال)، ليصبح العدد الكلي للحروف التي حرّرت حتى الآن 9 أحرف، من الهمزة إلى الذال، وبذلك ارتفع عدد المجلدات المنجزة من المشروع إلى 36 مجلداً، أصدرتها، وجلّدها، وأخرجتها، وطبعتها «منشورات القاسمي» بالشارقة، في إنجاز غير مسبوق.
وأعلن سموّه وقفاً يُخصصُّ لدعم هذه المجامع على أداء رسالتها على الوجه الأكمل، على أن يكون الوقفُ بإمارة الشارقة، مؤكداً أهمية إقامة مراكز خاصة تعود ملكيتها للمجمع.
27 مليون درهم مكافأة لأندية الإمارة
للتشجيع على الاجتهاد، والتميز، والتألق في المجال الرياضي، اعتمد صاحب السمو حاكم الشارقة 27 مليون درهم، لمكافأة أندية الإمارة التي حققت إنجازات رياضية، تثميناً لعطاءات شباب الأندية، وتحفيز فرقها على التطور والإبداع، وشملت المكرمة السخية لاعبي فرق 17 نادياً بالإمارة، الذين حققوا ألقاباً وبطولات في الموسمين الماضي والحالي.
ومن مبادرات سموّه الأصيلة في المحافظة على ريادة اللغة العربية، وتسيّدها، وجّه دائرة الثقافة في الإمارة بتنظيم ملتقيات شعرية دورية في القارة الإفريقية، في السنغال، وغينيا، وساحل العاج، ومالي، ونيجيريا، وتشاد، وجنوب السودان، ووجّه بطباعة دواوين لشعراء من هذه الدول لتشجيعهم، ودعم إبداعاتهم.
