رأس الخيمة: عدنان عُكاشة
أكد أقارب الأب وابنه، ضحيتي «حُفرة الأمطار»، اللذين فارقا الحياة غرقاً في حُفرة مملوءة بمياه الأمطار، في وادي شحة برأس الخيمة، أمس الأول (الأربعاء)، أن الأب ضحى بحياته وقفز في المياه الغامرة والكثيفة، رغم عدم إجادته للسباحة، حيث تجلت عاطفة الأبوة في ردة فعل الأب الثلاثيني، ساعياً إلى إنقاذ حياة فلذة كبده وافتدائه بنفسه، والمُخاطرة على أمل اللحاق بالصغير، ليدفع حياته ثمناً لنجاة صغيره، قبل أن يُفارقا الحياة سويةً.
أقارب الضحيتين وشُهود عيان، كانوا في مكان الحادث، خلال الواقعة المُؤلمة، قالوا ل«الخليج»: إن الأسرة المفجوعة كانت في نزهة عائلية في وادي شحة، القريب من وادي البيح، نحو 20 كيلومتراً شمال شرق مدينة رأس الخيمة، للاستمتاع بالأودية والأمطار والأجواء الجميلة والطقس البارد، حيث كانت الأسرة تجلس في المكان الطبيعي وتفترش «حصيراً»، للاستمتاع بالطقس والمشاهد الطبيعية، على بعد نسبي من «الحفرة»، التي امتلأت بمياه الأمطار خلال الأيام الماضية، مُصطحبين معهم «دلة القهوة» ومستلزمات النزهة، التي تحولت إلى «مأساة» مؤلمة ومتكررة سنوياً، في مجاري الأودية والسيول.
خيمت حالة من الحُزن على رأس الخيمة والإمارات إجمالاً، عقب الحادث المأساوي، وأدى المُشيعون، ليلة أمس الأول (الأربعاء) صلاة الجنازة على الأب «سُلطان مرزوق القطيف الشحي»، 39 عاماً، وابنه البكر (محمد)، 13 عاماً، بمسجد في وادي شعم، حيث تعيش الأسرة، بحضور ومُشاركة حشد من المُشيعين من الأهل والأقارب والأصدقاء وغيرهم من أبناء الإمارات، ثم شُيعا إلى مثواهما الأخير بمقبرة وادي شعم، أقصى شمال إمارة رأس الخيمة.
وتتكون الأسرة، وفقاً لأقاربها، من ولدين وبنتين، أكبرهم إجمالاً الفتى الفقيد في «الحُفرة».
وأكدت شرطة رأس الخيمة أن الطفل تعرض للغرق داخل الحفرة، الملأى بمياه الأمطار، ليهرع والده في محاولة لإنقاذه، لكنهما فارقا الحياة سوياً، غرقاً في الحفرة، فيما باشر رجال الإنقاذ البحري، فور وصولهم، عملية البحث الواسعة باستخدام الزوارق المطاطية، إلى أن نجحوا في انتشال جثتي الطفل ووالده، اللتين نُقلتا إلى مستشفى صقر في رأس الخيمة.
