هندسة العلاقات

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

يقول واسيني الأعرج: كنتُ أخافُ من العلاقات التي تنبُت بسرعة فهي مثلُ الأزهارِ ما إنْ تتورّد حتّى تموت.
تعمل العلاقات الاجتماعيّة على بناء التّواصل الفعّال وتحقيق الثّقة، وبالتّالي إطالة أمد الحياة بسبب السّعادة الّتي تُبث فيه، مما يُساهم في تشكيل الدّعم النّفسي وإحساس الفرد بالهدوء والطّمأنينة، فالأصدقاء المُقربون يمنحونا القوة لتجاوز أقسى المِحن ليحولوها إلى بارقات أملٍ، والّذي بدوره يُكسبنا خبرات قيّمة من تجارب الآخرين مما يجعلنا قادرين على مواجهة تحديات مثيلة في المُستقبل.
ومن مُقويات العلاقات، فيتامين السّين والصّاد، فالسّين مثل إسعاد الطّرف الآخر، الابتسامة، حُسن العبارة، مُسارعته عند الخير، مُسايرته عند الغضب، الاستماع إليه، رد السّلام، مؤانسته عند الحزن، وفيتامين الصّاد، كتقوية الصّلة، الصّراحة، نُصرته، الصّبر عليه، التّواصل معه، فزيادة رصيدك من هذه المُقويات تضمن لك علاقات طويلة المدى تتسمُ بالإيجابية والدّيمومة مع الآخرين.
من الأمور الّتي تجعل من الآخرين ينجذبون إلينا (استشعارهم بالأهمية)، فعندما تطلب من الأشخاص خدمة مُعينة عليك أن تشكُرهم لأنّ ذلك يزيد من ثقتهم بأنفسهم، (تقدير إنجازات الآخرين) ومدحهم بحيث يكون لائقاً وملائماً، ومُجاملتنا لهم يجب أن تكون دون تملقٍ، (الإنصات الجيد) فمقاطعةُ المُتحدثين أثناء كلامهم يُشبهُ الدّوس على أقدامهم أثناء مشيهم أمامك، وبالتالي عدم فرض نفسك على الآخرين أثناء حديثهم وإنما علينا مُعاملة الشّخص المقابل على أنّه أفضل شخصٍ بالعالم.
وهُناك فيروسات ( مُدمرات للعلاقات)، ومنها( العصبيّة) فهيّ تُحرِق خُطوط الرّجعة وتجعل الإنسان يخسر الكثير من العلاقات، فهي إمّا أن تكون معامل لإنتاج الطّاقة أو أسباب لاستهلاكها، فمُعاملة الأشخاص بكثرة التّدقيق في تصرفاتهم وأفعالهم تتسبب في إضعاف الرّوابط بدلاً من بنائها، (وكثرة اللوم) تُفسِد أجواء الودّ بين النّاس وتجعلها في أسوأ حالاتها، (سوءُ الظّنّ) فالأصل في بداية تعارفنا هو أنْ نُحسن الظّنّ بالآخرين، والتّجاهل ضروري لبقاء الودّ.
ولا بُدّ للعلاقات من هندسةٍ تُنظمُها، (كتحمل الألم)، فالكثير من الأشخاص سيجدون في كُرههم لنا سبيلاً حتّى لو كنّا في أسمى أخلاقياتنا، فهؤلاء الأشخاص سيطعنونك بكلامهم فلا يروقُ لهُم نجاحاتك، فالعلاقات الدّائمة كالزّواج علينا عدم البدْء بها قبل أخذ وقتنا الكافي بالتّفكير من جميع جوانبها لأنّها ستكون الوعاء الّذي سنسكبُ فيه مُعظم أسرارنا،(لا نحتاج للكثير من الأصدقاء المُقربين) وكما يُقال (أي شيء يزيد عن حده ينقلبُ إلى ضدّه)، فحتّى الأدوية التي تشفينا إذا تناولناها أكثر من المُعدل فإنها تضرُنا وهذا ينطبق على الأصدقاء لأنّهم صناديق لأسرارنا فالتّحدث بها قد يُصيب العلاقات بالانهيار.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2jhwkc6f

عن الكاتب

منى عبدالله كاتبة إماراتية، حاصلة على درجة الماجستير في علوم المكتبات والمعلومات العام 2015. عملت بالعديد من الجامعات الأكاديمية في الدولة: كليات التقنية العليا، جامعة زايد، وحالياً تعمل كأمينة مكتبة في جامعة خليفة بأبوظبي. أصدرت أول كتاب لها في العام 2022 بعنوان:«أيها الفارس الجميل لست بصديق عادي».ومؤلفات أخرى قيد الإصدار.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"