عادي
مستويات إشغال فندقية بين 60 و70%

سياحة الإمارات «تنطلق» على طريق التعافي السريع

22:44 مساء
قراءة 8 دقائق
جزيرة النور - الشارقة تصوير يوسف الامير

دبي: أنور داود

يمضى قطاع السياحة في دولة الإمارات خلال عام 2022، على طريق التعافي والانتعاش، بفضل المكانة المميزة التي تتمتع بها الدولة، بفضل المقومات السياحية المتنوعة، وتحولها إلى وجهة عالمية المستوى، خاصة بعد الجهود التي بذلتها في مواجهة «كوفيد-19»، لتصبح بين أكثر الوجهات تفضيلاً، وتنقل إلى عام 2023، ليصبح عام التعافي الكامل.وسجل القطاع الفندقي في مختلف إمارات الدولة، مستويات إشغال مرتفعة خلال عام 2022 بنسبة تتراوح ما بين 60 وأكثر من 70%، مع استقبال فنادقها ملايين الزوار التي يتوقع أن تتجاوز أكثر من 20 مليون نزيل فندق مع نهاية العام الجاري، مقارنة مع العام الماضي الذي سجلت فيه الدولة نحو 19.2مليون نزيل.

سجل القطاع السياحي في الدولة أداء استثنائياً خلال النصف الأول من العام الجاري، وحقق نقلة نوعية في النتائج والمؤشرات التي أكدت التعافي من جائحة «كوفيد- 19» والدخول في مرحلة جديدة من النمو والازدهار، حيث تجاوزت إيرادات القطاع 19 مليار درهم، فيما فاق عدد نزلاء الفنادق ال 12 مليون نزيل.

كما ساهم تنوع المنتج السياحي في الدولة، لأغراض الترفيه، والأعمال والمؤتمرات، والفعاليات الرياضية وغيرها، في تعزيز النشاط السياحي في الدولة، فخلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، كان «إكسبو 2020»، الحدث الأبرز في استقطاب الزوار والسياح، إلى جانب نشاط قوي للفعاليات والمؤتمرات، فيما جاء «كأس العالم» لكرة القدم، في أواخر العام، حاملاً معه الآلاف من المشجعين، الذي اختاروا الإمارات نقطة انطلاقهم لحضور المباريات.

وتعكس المؤشرات الريادية مدى الثقة المتزايدة بقطاع السياحة الوطني، والسمعة الرائدة التي حققتها بيئة السياحة في الدولة، سواء على مستوى السياحة الداخلية، أو من قبل السياح والزوار الدوليين، كما تؤكد كفاءة السياسات السياحية المستدامة التي تتبناها دولة الإمارات، ونجاح المبادرات والحملات والمعارض التي تصب في خدمة قطاع السياحة وتعزيزه بصورة مستمرة، وقوة المنتج السياحي الوطني، وما تمتلكه الدولة من خدمات رائدة ومقاصد سياحية جاذبة وبنية تحتية سياحية متطورة.

استراتيجية 2031

ويواكب النمو القوي في القطاع السياحي في الدولة، واستقبال ملايين الزوار من الأسواق الدولية، استراتيجية وطنية جديدة للسياحة 2031، لرفع مكانة الدولة كأفضل هوية سياحية حول العالم، وترسيخ مكانتها وجهة سياحية رائدة، مبنية على التنوع السياحي من خلال الاستفادة من المميزات والخصائص الفريدة لإمارات الدولة السبع.

وستعمل الاستراتيجية من خلال التعاون والتنسيق مع مجموعة من الشركاء الاستراتيجيين من القطاعين، الحكومي والخاص، على تنفيذ مستهدفاتها خلال السنوات المقبلة، بما يشمل رفع مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد الوطني إلى 450 مليار درهم، بمعدل زيادة سنوية 27 مليار درهم، وجذب استثمارات جديدة بقيمة 100 مليار درهم للقطاع السياحي في الدولة، واستقطاب 40 مليون نزيل في المنشآت الفندقية.

وتشمل الاستراتيجية تنفيذ 25 مبادرة وسياسة لدعم تنمية وتطوير القطاع السياحي في الدولة، تقوم على 4 توجهات رئيسية، وهي تعزيز الهوية السياحية الوطنية، وتطوير وتنوع المنتجات السياحية المتخصصة، وبناء القدرات السياحية وتشجيع دخول الكوادر الوطنية للقطاع السياحي، وزيادة الاستثمارات في مختلف القطاعات السياحية، بما يعزز جهود الدولة في توفير بيئة سياحية وطنية جاذبة وآمنة وخدمات سياحية رائدة ومتكاملة ووجهات متنوعة وفريدة وبنية تحتية متطورة للقطاع السياحي.

وعلى الرغم من عدم وجود إحصاءات لعام 2022 بأكمله، إلا أن الأداء الشهري للقطاع الفندقي في مختلف أنحاء الدولة، يؤكد استقبال ملايين الزوار والسياح الدوليين، إضافة إلى تعزيز أداء السياحة المحلية، التي تنبع أهميتها من حملة أجمل شتاء في العالم.

أجمل شتاء في العالم

وتستهدف النسخة الثالثة من حملة أجمل شتاء في العالم، تنشيط ودعم السياحة داخل دولة الإمارات واستقطاب السياح حول العالم، للاستمتاع بجمال الشتاء ودعم المشاريع الوطنية السياحية في إمارات الدولة لتكون أكبر حملة من نوعها تستهدف تنشيط السياحة الداخلية، واجتذاب السياح من مختلف أنحاء العالم للاستمتاع بشتاء الإمارات، وكل مقوّمات الجذب التي توفرها الدولة لزوارها لقضاء أوقات مميزة، تجمع بين الاستمتاع بالمناخ المميز في الدولة، وزيارة أهم معالم الإمارات الترفيهية والثقافية والطبيعية، وممارسة العديد من الأنشطة، وصناعة أجمل الذكريات.

وتسعى الحملة لدعم المنظومة السياحية، وتوفير تجربة مميزة للزوار مبنية على التنوع السياحي، حيث حققت الحملة في دورتها الثانية، العام الماضي، نتائج مميزة تمثلت في تحقيق 1.5 مليار درهم كعوائد خلال شهر واحد فقط، فيما ارتفع عدد السياح المحليين لأكثر من 1.3 مليون سائح بزيادة بلغت 36% مقارنة بالنسخة الأولى للحملة، وحققت زيادة بنسبة 50% في عدد نزلاء المنشآت الفندقية.

وحققت الحملة نجاحاً مميزاً خلال الدورتين الأولى والثانية حيث استقطبت نحو 2.5 مليون سائح، بعوائد للمنشآت الفندقية بلغت قيمتها نحو 2.5 مليار درهم.

ويسهم القطاع السياحي بأكثر من 177 مليار درهم في الناتج المحلي الإجمالي للدولة، وتعد نسبة الإشغال الفندقي في الدولة بين الأعلى عالمياً بمعدل 72.8 %، وبلغ عدد نزلاء الفنادق 12 مليوناً بنسبة نمو 42% خلال النصف الأول 2022، وجاءت الإمارات في المرتبة الأولى على مستوى الشرق الأوسط في مؤشر التنافسية السياحية العالمي لعام 2021.

12.8 مليون سائح في دبي

ارتفع عدد الزوار الدوليين الذي استقبلتهم فنادق دبي خلال الفترة ما بين يناير ونهاية نوفمبر من العام الجاري إلى 12.8 مليون سائح دولي بنمو قوي بلغ 113%، مقارنة مع 6.02 مليون زائر خلال نفس الفترة من عام 2021.

واستعادت دبي 85% من أعداد السياح للفترة نفسها من عام 2019 والذي بلغ نحو 15 مليون سائح دولي، بينما تجاوزت مؤشرات مثل الأسعار والعوائد، وأعداد الفنادق والغرف وعدد الليالي المحجوزة، مستويات ما قبل الجائحة، بما يعكس الأداء التشغيلي القوي لفنادق المدينة.

ووصل معدّل الإشغال الفندقي إلى 73% خلال العام الجاري، مقارنة مع 66% في 2021، واقترب من معدّل نفس الفترة من 2019 الذي سجل 75%، وذلك على الرغم من زيادة السعة التشغيلية مع افتتاح مزيد من الفنادق.

وارتفعت عائدات الغرف المتوفرة بنسبة 38% إلى 378 درهماً خلال 11 شهراً من 2022، مقارنة مع 2021، وارتفعت بنسبة 25%، مقارنة مع 2019.

الأسواق المصدرة

واحتفظت الهند بمركزها الأول كأكبر الأسواق المصدّرة للسياح إلى دبي خلال 11 شهراً من عام 2022، بنحو 1.64 مليون سائح بنمو 106%، ثم سلطنة عمان ب1.21 مليون زائر بنمو ب449%، ثم السعودية ب1.115 مليون سائح، ثم المملكة المتحدة بنحو 938 ألف زائر بنمو 198%، ثم روسيا ب 647 ألف زائر بنمو 73%.

وجاءت الولايات المتحدة الأمريكية في للمركز السادس ب508 آلاف زائر، ثم ألمانيا ب360 ألف زائر، ثم فرنسا ب329 ألف زائر، ثم باكستان ب328 ألف زائر، ثم إيران ب300 ألف زائر.وارتفع عدد المنشآت الفندقية العاملة في دبي في نهاية نوفمبر الماضي بنسبة 7% إلى 794 منشأة تضم 145098 غرفة، مقابل 743 منشأة ب136030 غرفة في نهاية نوفمبر 2021، وبنمو بنسبة 8%، مقارنة مع 732 منشأة ب 124409 غرفة في نفس الفترة من 2019.

3.6 مليون في أبوظبي

استقبلت فنادق أبوظبي 3.6 مليون نزيل فندقي خلال 11 شهراً الأولى من العام الجاري، بنمو 25% مقارنة في الفترة نفسها من العام الماضي، وفق بيانات دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي. وأظهرت بيانات دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، أن فنادق أبوظبي سجلت معدلات إشغال بنسبة 70% خلال 11 شهراً الأولى من العام الجاري بزيادة بنسبة 1% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، في حين سجل متوسط الإقامة الفندقية للنزلاء نحو 3.1 ليال للنزيل الواحد.

وبحسب البيانات، زادت الإيرادات الفندقية إلى 4.7 مليار درهم في 11 شهراً الأولى من العام الجاري بارتفاع نسبته 27% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي 2021.

وذكرت بيانات الدائرة أنّ متوسط سعر الغرفة في فنادق العاصمة بلغ 355 درهماً خلال 11 شهراً الأولى من العام الجاري بزيادة نسبتها 21% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بينما بلغ متوسط الإيرادات للغرفة المتاحة 249 درهماً عن الفترة نفسها بزيادة بنسبة 23%.

نمو قوي في الشارقة النصف الأول

وعزز القطاع السياحي في إمارة الشارقة، أداءه القوي، مع ترسيخ الإمارة مكانتها كوجهة سياحية مفضلة، لمختلف شرائح الزوار، لما تزخر به من منتجات سياحية متكاملة ومتنوعة، تلبي حاجات جميع أنواع الزوار، ولاسيما مع إطلاق المزيد من البرامج والمبادرات والفعاليات للترويج للمزايا والمنتجات السياحية.

وارتفع عدد نزلاء فنادق الشارقة خلال النصف الأول من عام 2022 بنسبة 12% إلى 626 ألف نزيل، وارتفع معدل الإشغال الفندقي بنسبة 11% لتصل إلى 66%. وارتفع إجمالي إيرادات قطاع الفنادق والضيافة بنسبة 50% ليصل إلى أكثر من 200 مليون درهم تقريباً، وأن إيراد الغرفة المتاحة ارتفع بنسبة 46 % ليصل إلى ما يقارب 136 درهما، فيما وصل متوسط سعر الغرفة إلى ما يقارب 202 درهم بنسبة ارتفاع قدرها 20 % تقريباً.ووصل إجمالي عدد المنشآت العاملة في القطاع إلى أكثر من 100 منشأة فندقية تضم ما يقارب 10 آلاف غرفة فندقية، منها 12 منشأة فندقية من فئة 5 نجوم، وتضم أكثر من 950 غرفة، و20 منشأة فندقية من فئة 4 نجوم، وتضم أكثر من 2,300 غرفة، و33 منشأة فندقية ضمن الفئات من 1- 3 نجوم، وتضم أكثر من 2,400 غرفة، إضافة إلى 39 منشأة من فئة الشقق الفندقية، وتضم أكثر من 2,000 غرفة فندقية.

رأس الخيمة

واستقبلت إمارة رأس الخيمة 804 آلاف سائح خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2022، بنمو بنسبة 12.8%، مقارنة مع نفس الفترة من عام 2021.

وارتفع عدد الليالي التي قضاها الزوار المحليون والدوليون في فنادق رأس الخيمة نحو 2.45 مليون ليلة، بنمو 29.5% مقارنة مع 1.89 مليون ليلة في الفترة المقابلة من 2021.

وبلغ متوسط الإشغال الفندقي نحو 57.9%، فيما ارتفع متوسط سعر الغرفة اليومي نحو 1.7% إلى 512 درهماً، بينما وصل العائد على الغرف المتوفرة نحو 296 درهماً.

واستقبلت إمارة عجمان 497381 زائراً من بداية العام الجاري حتى نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، وحققت المنشآت الفندقية مستويات إشغال عند 62%. وبلغ عدد الليالي الفندقية التي قضها الزوار في فنادق رأس الخيمة خلال الفترة نحو 784 ألف ليلة فندقية.فعاليات ومعارض

شكّل قطاع المعارض والمؤتمرات مكوناً أساسياً من أداء القطاع السياحي في الإمارات، ولاسيما مع عشرات الفعاليات والمؤتمرات والأحداث المهمة التي تستقطب آلاف الزوار والعارضين، ما يشكل رافداً للقطاع السياحي والفندقي في الدولة.

وترتفع الحجوزات الفندقية في الدولة تزامناً مع «معرض الشارقة للكتاب»، و«جيتكس» ومعرض أبوظبي الدولي للبترول.

وتستحوذ سياحة الأعمال والمعارض على نصيب كبير من أداء الفنادق، خصوصاً في الربع الأول والأخير من كل عام، حيث تشكل 50 إلى 60% من إيرادات الفنادق، لذلك تتوقع الفنادق ارتفاعاً في أعداد الزائرين من النصف الأخير من سبتمبر/ أيلول، ويستمر تصاعدياً وصولاً إلى الربع الأول من العام المقبل.

كما تستضيف الدولة بانتظام العديد من البطولات الرياضية بمشاركة لاعبين دوليين، كما تعد الإمارات مركزاً إقليمياً للفعاليات الثقافية، إضافة إلى أنها تعتبر واحدة من أفضل الوجهات عالمياً لفعاليات الأعمال والمؤتمرات.

177 مليار درهم مساهمة القطاع في الاقتصاد

نجح القطاع السياحي في دولة الإمارات في تحقيق نقلات نوعية وإنجازات استثنائية في عام 2022، أظهرتها النتائج والمؤشرات التي أكدت التعافي الكامل من تداعيات جائحة «كوفيد 19»، والدخول في مرحلة جديدة من النمو والازدهار في العام الجديد 2023.

وتشير البيانات الرسمية إلى مساهمة القطاع السياحي بأكثر من 177 مليار درهم في الناتج المحلي الإجمالي للدولة، وتعد نسبة الإشغال الفندقي في الدولة بين الأعلى عالمياً بمعدل 72.8%، وحلت الدولة ضمن ال10 الكبار عالمياً في عدد من مؤشرات التنافسية العالمية المرتبطة بقطاع السياحة والسفر والفندقة، بما يعكس مدى الثقة المتزايدة بقطاع السياحة الوطني، والسمعة الرائدة التي حققتها بيئة السياحة في الدولة. وشهد القطاع السياحي في الدولة نقلة نوعية، على صعيد البنية التحتية والتشريعات والمبادرات التي عززت مكانة الإمارات على خريطة السياحة العالمية، وكان آخرها استراتيجية الإمارات للسياحة 2031 الهادفة إلى رفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي إلى 450 مليار درهم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/36yu8dh4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"