عادي
تعتمد الدمج بين الوسائل التقليدية والحديثة

المزارع النموذجية.. أساليب متطورة وإنتاج يتخطى التوقعات

01:08 صباحا
قراءة 5 دقائق

تحقيق: يمامة بدوان

أكد عدد من المختصين أن المزارع النموذجية، التي تعتمد التقنيات المتطورة، تسهم في توفير محصول يفوق التوقعات وعلى مدار العام، وذلك مع أهمية الدمج بين الوسائل الزراعية التقليدية والحديثة، مع ضرورة خلق مناخ للزراعة يتناسب مع الموسم والعوامل الجغرافية بالدولة.

وقالوا إن الدولة تولي اهتماماً كبيراً لقطاع الزراعة وتطوير منظومتها، من أجل تحقيق اكتفاء ذاتي على مدار العام، كما أنه يمكن النجاح في الاستثمار الزراعي، في حالة وجود مدخلات الإنتاج بوفرة، وبأسعار مناسبة، ومنها الأسمدة والكهرباء، إلا أنه يمكن الاعتماد على الطاقة الشمسية بالمزارع الحديثة، ما يسهم في تقليل التكلفة.

وأشار بعض المزارعين إلى أنه يمكن تحقيق اكتفاء ذاتي من الخضر بمختلف أنواعها، من خلال الزراعة الرأسية بالأماكن المغلقة، والتي تعتبر عاملاً مساهماً في إيجاد حل مبتكر ومستدام لمن يواجه ضيق المساحات، وتحديداً في حدائق المنازل.

أكد المستشار حامد الحامد، رئيس مجلس إدارة جمعية رواد الزراعة الإماراتية ومؤسس مجموعة «غراسيا»، أنه لا يمكن اختزال عالم الزراعة في عنصر واحد مع إهمال باقي العناصر، ما قد يسبب الفشل الذريع في تحقيق الهدف المنشود، والوصول للنتائج المتوقعة، حيث هناك من يستخدم التكنولوجيا الحديثة في الزراعة مع غياب المؤهلين لإدارتها، كذلك عدم وجود أفق معرفي للقطاع الزراعي بمعناه الحقيقي، وما يشمله من تعددية، ومنها الزراعة السياحية أو الزراعة الصناعية التكميلية أو النقل اللوجستي، بالإضافة إلى غياب المعرفة ودراسات الجدوى، والسقف الإنتاجي ما يؤدي إلى فشل المشروع.

1

وقال إن مجموعة «غراسيا» تتخذ منهجاً مبرمجاً، من أجل استقطاب الشباب الطامحين للاستثمار في الزراعة، من خلال رسم خريطة عمل، وإعداد مخططات ودراسة جدوى، وتوفير مستلزمات الزراعة، والخطط الإنتاجية، وتسويق المحاصيل الزراعية، ما يخلق جيل ذهبي متمكن، للوصول إلى أهداف كل مستثمر، لتصب في نهاية المطاف في تحقيق رؤية القيادة الرشيدة، الهادفة إلى تحقيق الأمن الغذائي.

وذكر أن الدمج بين الوسائل الزراعية التقليدية والحديثة، يوفر محاصيل على مدار العام، لكن من الأهمية خلق مناخ للزراعة يتناسب مع الموسم والعوامل الجغرافية والمناخية في الدولة، حيث إن الاستغلال الأمثل للتقنيات الحديثة يسهم في زيادة المحاصيل على مدار شهور العام، مع تقليل التكاليف الإنتاجية.

وأشار الحامد إلى أن «غراسيا» وبالتعاون مع صندوق خليفة لدعم مشاريع الشباب، أطلقت حديثاً أول حاضنة لريادة الأعمال الزراعية بالدولة، حيث إنه بعد الانتهاء من مرحلة التدريب النظري في المجموعة، يصبح الفرد جاهزاً لبدء مشروعه الزراعي، وهو ما يمنح الشباب فرصة حقيقية للاستثمار الأمثل.

وتابع إن «غراسيا» عملت منذ البداية على مواجهة التحديات الزراعية، بالتركيز على مفهوم الابتكار الزراعي، حيث ابتكرت النموذج الأول من نوعه لما يسمى بالمزرعة الشاملة، كنموذج يرسم مفاهيم الاستثمار الزراعي بكل أركانه، ويحقق نجاحات متعددة يستطيع المزارع حصدها، وفق ممارسات عالمية حديثة تتناسب مع طبيعة منطقتنا، وبخطط استراتيجية مدروسة على مفاهيم التميز المؤسسي، لتحقق المزرعة إيرادات من كل متر مربع بها، وطرح كافة الحلول للتحديات بشكل دقيق.

اكتفاء ذاتي

من جهته، أوضح عبدالله خلفان الشريقي، مزارع، أنه في ظل اهتمام الدولة في قطاع الزراعة وتطوير منظومتها، لتحقيق اكتفاء ذاتي على مدار العام، وذلك بالاعتماد على مختلف أنواع الزراعة التقليدية والحديثة، فعلى سبيل المثال، فإننا نتمتع باكتفاء ذاتي من الخضر خلال الموسم الشتوي، لكن ومن أجل التغلب على باقي شهور العام، وتحديداً فصل الصيف، يتم اللجوء إلى تقنيات مختلفة، مثل الزراعة الرأسية والمائية والمبردة وغيرها.

وأضاف أن شريحة واسعة من الشباب يقبلون على الاستثمار في الزراعة الحديثة، لما تمثله من مستقبل واعد، وذلك في حال وجود مدخلات الإنتاج بوفرة، وبأسعار مناسبة، لكنه وفي ظل ارتفاع تكلفة الأسمدة والكهرباء، ودعم لا يتجاوز 10% من إجمالي التكلفة، فإن أغلب المزارعين يواجهون مشاكل حقيقية، يتوجب البحث عن حلول واقعية.

وقال إن المزارع التقليدية والحديثة يصل عددها في الدولة إلى نحو 40 ألف مزرعة، منها ما ينتهج التقنيات التكنولوجية، بالاعتماد على الطاقة الشمسية، لكنها مكلفة على المدى البعيد، خاصة في ظل عدم وجود جهة مختصة توجه المزارعين إلى الاستخدام الأمثل لنظم الطاقة الشمسية.

وأشار إلى أن المحاصيل في الزراعة الرأسية لا تتأثر بالظواهر أو العوامل المناخية المتقلبة، كالفيضانات والجفاف والاحتباس الحراري، لذا لا توجد خسائر فيها مثل الزراعة بالأراضي الزراعية، كما أن كمية المحصول في المزارع الرأسية تكون أكبر منها في المزارع التقليدية.

وقال الشريقي إنه يمكن تحويل المزارع العضوية بالدولة إلى مائية، في ظل زيادة المردود وقلة الكلفة بالنسبة للزراعة المائية، سواء الأفقية أو العمودية، والتي تتصف بعدة ميزات، تتمثل في أنها لا تتم في تربة وأرض زراعية مفتوحة بالهواء، وإنما هي زراعة تحدث في طبقات بعضها فوق بعض، وتكون في أحد المباني الحضرية متعددة الطوابق، ولا ترى أشعة الشمس بل الاستعانة بالضوء البنفسجي بدلاً منه، وهي طريقة مناسبة، خصوصاً للدول التي تعاني نقصاً في الأراضي الزراعية، كما أن هذه الطريقة تعمل على توفير المياه مقارنة بالطريقة التقليدية في الزراعة التي تستهلك كميات كبيرة من الماء، بالإضافة إلى أن الثمار تنضج فيها بشكل أسرع من الزراعة العادية.

حلول مبتكرة

بدوره، قال عبيد الشامسي، مزارع، إنه يمكن لأي فرد ممارسة الزراعة في حديقة منزله وبإمكانيات بسيطة، كما فعل هو قبل نحو 10 سنوات، ما سمح له بتحقيق اكتفاء ذاتي لغالبية الأصناف من الخضر، إلا أنه مع تطور التقنيات، وصل إلى نظام ذكي، يعمل عن طريق تطبيقات الهاتف المتنقل، ويتحكم بأوقات الري والإضاءة بحسب الحالة الجوية واحتياجات المزروعات.

وذكر أن الزراعة الرأسية بالأماكن المغلقة، تعتبر عاملاً مساهماً في إيجاد حل مبتكر ومستدام لمن يواجه ضيق المساحات، خاصة أنها تمتاز بقدرتها على توفير محصول كبير من المنتجات على مدار العام، مثل الورقيات والكوسا، بأنواعه والطماطم والخيار.

وأوضح أن الزراعة النموذجية تعتمد على الطاقة الشمسية، ما يسمح بتوفير الكهرباء، كذلك ترشيد استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 95%، كما أن تقنية الزراعة الرأسية تعتمد الطوابق، وبالتالي تعتبر استثماراً مجدياً للمساحات، حيث لا يمكن زراعة بعض الأصناف التي تتطلب مساحات عمودية واسعة، مثل الخيار والطماطم، إلا أن الأصناف التي يتم التعامل معها، تُزرع بذورها في صوان تُرصّ رأسياً على ارتفاع 6 أمتار، وتُزرع بالمزرعة صوان من الأرض وحتى السقف تضم أنواعاً مختلفة من المحاصيل، مثل الريحان والنعناع والجرجير والرشاد والخردل، إضافة إلى أنواع مختلفة من الخس، كما أنها لا تعتمد على أشعة الشمس، ويتم تعويضها بمصابيح LED، والتي تمد المزروعات بالضوء اللازم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mrykrdtr

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"