عادي

المعارضة الفنزويلية تحل حكومة غوايدو المؤقتة

11:56 صباحا
قراءة 3 دقائق
كراكاس - (أ ف ب)
حلّت المعارضة الفنزويليّة الجمعة "الحكومة المؤقّتة" التي كان خوان غوايدو أعلن نفسه رئيساً لها في كانون الثاني / يناير 2019 في محاولة منه لإطاحة نيكولاس مادورو بعد انتخابات رئاسيّة في 2018 شهدت مقاطعةً ولم يعترف بها جزء من المجتمع الدولي.
وصوّت نوّاب البرلمان السابق المنتخب في 2015 والذي تُسيطر عليه المعارضة، بغالبيّة 72 صوتاً (29 صوتاً معارضاً، وامتناع 8 عن التصويت) لصالح حلّ "الرئاسة" والحكومة الموقّتتَيْن اللتين لم تكُن لهما سلطة حقيقيّة لكنّهما تُسيطران على الأصول الفنزويليّة في الخارج.
ويُدافع هذا البرلمان السابق عن استمراريّته من خلال اعتباره أنّ الانتخابات التشريعيّة التي فاز بها تيّار السلطة في عام 2020 مزوّرة.
ولم تُحقّق الحكومة والرئاسة "الموقّتتان" اللتان اعترفت بهما خصوصًا الولايات المتحدة وفرنسا، هدفهما المتمثّل بإطاحة مادورو من السلطة، ومذّاك تضاءل الدعم الدولي لهما شهرًا بعد آخر.
وسخر الرئيس مادورو بانتظام من "رئاسة" غوايدو، واصفًا إيّاها بـ"عالم نارنيا" أو العالم "الخيالي".
وأدّت الأزمة النفطيّة التي سبّبتها الحرب في أوكرانيا إلى إعادة الدفء في العلاقات بين مادورو وواشنطن التي أوفدت مبعوثين للتحدّث إليه مباشرة.
كذلك، خفّف البيت الأبيض العقوبات المفروضة على فنزويلا في تشرين الثاني/نوفمبر بعد تحقيق انفراج في المفاوضات بين السلطة والمعارضة، ولا سيّما عبر السماح لشركة النفط "شيفرون" بالعمل في فنزويلا خلال ستّة أشهر.
رسميًّا، لم تتغيّر المواقف الأميركيّة أو الفرنسيّة، لكن على أرض الواقع، تُجري حكومتا البلدين محادثات منذ فترة طويلة مع إدارة مادورو.
وظهر ذلك في اللقاء الذي جرى تصويره في أروقة مؤتمر كوب 27 في شرم الشيخ بمصر بين مادورو ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون. وقد خاطب ماكرون مادورو وسمّاه بـ "الرئيس"، مشيرًا إلى أنّه سيتّصل به.
توازيًا فإنّ دولًا في أميركا الجنوبيّة، بينها على سبيل المثال كولومبيا والبرازيل اللتان كانت تديرهما حكومتان يمينيّتان متشدّدتان معاديتان جدًا لمادورو، قد تحوّلتا إلى اليسار في الأشهر الأخيرة، ما تسبّب في خسارة غوايدو حلفاء مهمّين.
عار وانتحار
في فنزويلا، أكّدت ثلاثة من أصل الأحزاب المعارضة الأربعة الكبرى تأييدها حلّ "الحكومة الموقّتة"، هي "العمل الديموقراطي" و"العدالة أوّلًا" و"زمن جديد"، قائلةً في بيان إنّ "الحكومة الموقّتة لم تعد مفيدة (...) ولا تخدم بأيّ شكل مصلحة المواطنين".
وأكّد خوان ميغيل ماثيوس، المؤيّد لحلّ الحكومة الموقّتة، خلال حضوره الجلسة الجمعة، أنّ هذه الحكومة قد انبثقت بشكلٍ طارئ عن الجمعيّة الوطنيّة، قائلًا "ما كان موقّتًا صار دائمًا".
وأوضح هذا المحامي "الأصول ليست في خطر. الجزء الأكبر من الدعم (الدولي) هو دعم للجمعيّة الوطنيّة، أكثر من كونه دعما للرئاسة الموقّتة... القانون يوفّر أدوات كافية لحماية الأصول في البرتغال والولايات المتحدة وإنكلترا".
من جهته، قال غوايدو بعد التصويت "هذه قفزة في المجهول. اليوم نستسلم. 72 نائبا استسلموا"، لكنّه أكّد أنّ "الخلافات الموجودة بيننا اليوم سنُبدّدها بلا شكّ".
أمّا المعارض البارز فريدي غيفارا الذي أيّد الإبقاء على الرئاسة الموقّتة، فقال "لا أستطيع أن أفهم كيف نُقدِم على هذا الانتحار. هذا يجب أن يُشعرنا جميعًا بالعار (. ..) لا يمكننا أن نضمن أنّ الأصول ستكون محميّة من خلال هذا الإصلاح (حلّ الرئاسة الموقّتة)".
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y46bk8wz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"