عادي
موهوب بالضيافة وترتيب الأجواء المرحة

«دينامو الحفل».. نجم الليلة

00:21 صباحا
قراءة 4 دقائق

الشارقة: زكية كردي
الحديث عن الاحتفال برأس السنة يستحضر شخصيات لامعة تمتلك مهارات ومواهب مميزة في تنظيم هذا النوع من الحفلات ببراعة، شخصيات لديها القدرة على تجميع الناس وإذابة الجليد بينهم ليكونوا على سجيتهم، قادرين على الاستمتاع بوقتهم والانسجام مع المجموعة التي يؤلفونها، شخصيات لديها اهتمام بالتفاصيل، ذكاء اجتماعي، موهوبون بالضيافة، خلاقون وقادرون على ابتكار أفكار حماسية ممتعة، مؤثرون وقادرون على دفع من حولهم للاستمتاع ببرامجهم المرحة والممتعة، شخصيات قليلة قادرة على تولي هذا النوع من المهام، والحديث عنهم يجعلنا نستحضرهم على الفور مع ابتسامة وشعور بالإعجاب.

«جَمْعُ الناس، وكسر الجليد بينهم لتنمو المشاعر الجميلة والقدرة على التحرر من القيود والمظاهر الاجتماعية الصارمة ضمن مجموعة ما، يعتبر موهبة يجيدها قلة من الناس»، حسب فاطمة رجب، ربة منزل، وتقول: «الأمر لا يقتصر على الكاريزما وقوة الحضور والروح المرحة وحسب، المكانة الاجتماعية تؤثر، التواصل مع الجميع بين وقت وآخر يؤثر، وأيضاً القدرة على اختراق الأسوار الخاصة لهم دون التسبب بأي إزعاج، بمعنى أن يكون هذا الاختراق إيجابياً ومفرحاً وصادقاً ويحمل اهتماماً حقيقياً خلفه، كل هذه الأمور على ما أظن جعلتني أتمتع بهذه الموهبة بالقدرة على جمع الناس وخلق الأوقات الرائعة حتى عندما يكون هناك الكثير من الأشخاص الجدد، ربما لدي موهبة بإذابة الجليد بين البشر».

يوافقها الرأي رواد دعبوس، مدير شركة دراسات تسويقية، مؤكداً أن «الاهتمام الحقيقي والصادق هو ما نفتقده في حياتنا، ولهذا ننجذب عادة إلى هؤلاء الأشخاص النادرين القادرين على توزيع الاهتمام على الجميع، والموهوبين حقاً بخلق المتعة والأجواء المرحة حولهم»، ويقول: «حفل رأس السنة مرتبط بالدرجة الأولى بالأشخاص قبل المكان وفخامة الحفل، لا شك أنني أهتم بالتخطيط للحفل واتخاذ قرار بشأنه قبل فترة كافية، لكنني أبني توقعاتي واستعدادي النفسي للاستمتاع بناءً على معرفتي بالشخص الذي يستلم تنظيم الحفل، وأيضاً المجموعة الموجودة».

إدارة الحفلات

بالحديث عن المجموعة المدعوة للحفل، تخبرنا ريتا قناعة، ربة منزل، أن «الوقوع في فخ الضيوف غير المتوقعين يعتبر إحدى المشكلات التي يقع بها العديد من الأشخاص في إدارة الحفلات بمنازلهم»، وتقول: «يحدث أن يقوم شخص بدعوة مجموعات غير منسجمة مع بعضها، لهم أذواق مختلفة ومتباعدة، وإذا كان المضيف أو المنظم غير قادر على إدارة الأمور تنقلب الحفلة إلى منصة للمصارعة غير المعلنة والتي يفوز فيها غالباً الطرف الأكثر وقاحة أو عدداً».

توافقها الرأي سلام أحمد، موظفة مبيعات، وتقول: «يعتبر تحديد قائمة المدعوين من الأمور المهمة جداً في أي حفل أو مناسبة، خاصة عندما يكون في المنزل، فالعدد محسوب تبعاً لقدرة استيعاب المنزل، لهذا يجب التنويه لعدم اصطحاب الأطفال مثلاً، أو لفت انتباه الأشخاص المقربين الذين يعتبرون أنفسهم من أهل البيت ويمكنهم اصطحاب من يشاؤون وعادة يكونون من الأقارب». وتضيف أن «الشخص الخجول والمجامل يجب ألا يستلم هذا النوع من المهام، عكس ما يعتقد الناس، لأنه يشيع الفوضى غالباً بسبب عدم قدرته على الاعتذار من الآخرين، والسماح لهم بالتمادي على حساب راحته ومخططاته، وراحة الآخرين أيضاً».

ويعيدنا حسام أشرفي، مدير محل، إلى الحديث عن موهبة الضيافة والاهتمام بالآخرين التي يعتقد الجميع أنها جزء من الموروث الاجتماعي، ويقول: «عادات الضيافة والاهتمام بالضيوف ترتبط بالموروث الخاص في كل منطقة، ونحن العرب بلا شك متمسكون بهذه العادات، لكن الأمر ليس مجرد عادات، فإقامة الحفلات وتنظيمها يحتاج إلى موهبة وقدرة على الإدارة، وهذا نراه في المناسبات قديماً، دائماً كان هناك أشخاص يعتمد عليهم جميع المقربين بإدارة مناسباتهم الخاصة كنوع من الدعم والمساندة، وهذا لأنهم يقومون بهذه الأمور بمهارة فائقة ويستمتعون بالقيام بها».

الكثير من العلاقات والأصدقاء

«لا يعتمد الأمر على الموهبة في الضيافة فقط»، كما تخبرنا أمينة الصالح، ربة منزل، مستطردة: «يتعداه إلى مجموعة من السمات التي تجتمع تحت مسمى «شخص اجتماعي» أي يميل لأن يكون لديه الكثير من العلاقات والأصدقاء، ولديه قدرات للتواصل مع الجميع دون كلل، لديه قدرات للاهتمام بالتفاصيل والتركيز على تنمية ثقافته ومعرفته في مجالات عدة ليكون قادراً على مشاركة الجميع اهتماماتهم»، وتقول: «لكن لا شك أن الضيافة تعتبر أحد الاهتمامات الأساسية عند هؤلاء الأشخاص لأنهم يتمتعون بالكرم عموماً ويشعرون بالسعادة بإسعاد من حولهم، تماماً كالشعور بالنجاح بنجاح أي مهمة شخصية».

«لكن ليس جميع الموهوبين بالقدرة على تنظيم وإدارة الحفلات المنزلية والذين نطلق عليهم «دينامو الحفل» بسيطين وليس لديهم غايات أخرى غير الاستمتاع بإسعاد الآخرين»، كما تنبهنا شذى الصالح، معلمة، وتقول: «الرغبة بالظهور والتميز والاستعراض تكون دافعاً قوياً لدى هذه الشخصيات، وهو دافع صحي ومشروع بلا شك، لكن الأمور تنقلب عندما يرتفع سقف هذه الرغبات لتصل إلى الرغبة بالتحكم بالآخرين إلى حد ما، الرغبة بالحصول على مقدار كبير من الشعور بالامتنان، وغالباً ما تنتهي بالمشاكل المفتعلة والشعور بالغضب من قبلهم بسبب عدم تقدير الآخرين ما يقدمونه بالطريقة التي يريدونها، أو بالمقدار الكافي».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ykfsyz28

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"