يوم التأهب للأوبئة

00:29 صباحا
قراءة دقيقتين

فيصل عابدون

لم يحظ اليوم العالمي للتأهب ضد الأوبئة بالاهتمام والزخم الإعلامي والرسمي والجماهيري اللائق، على غرار الأيام العالمية التي أطلقتها الأمم المتحدة للمناسبات المختلفة مثل يوم المرأة العالمي واليوم العالمي للقضاء على التفرقة العنصرية واليوم العالمي لمنع التطرف.. وللمياه والغابات والتسامح وغيرها. ويكمن السبب في ذلك أنه اليوم الأحدث الذي تقرر الأمم المتحدة الاحتفال به سنوياً كونه جاء على خلفية تفشي وباء كورونا.

وتقول النشرة الرسمية للأمم المتحدة إن وباء كورونا لم يكن مجرد أزمة صحية، لكنه طرح مجموعة أزمات اقتصادية وإنسانية وأمنية، وفي مجال حقوق الإنسان، وسلط الضوء على هشاشة شديدة وعدم مساواة داخل الدول وفيما بينها، وإن الخروج من الأزمة تطلب استنهاض المجتمع بأسره والحكومة بأكملها والعالم من باب التعاطف والتضامن.

إن الأيام والأسابيع العالمية التي تطلقها الأمم المتحدة هي مبادرات موجهة إلى الأفراد والمجتمعات والشعوب بنفس القدر الذي يتم توجيهها إلى الحكومات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية. ودأبت المنظمة الدولية على التذكير بأن احتفالات اليوم العالمي لقضية ما، هي مناسبات لتثقيف الجمهور بشأن هذه القضية ورفع الوعي بأهميتها، وحشد الإرادة السياسية والموارد لمعالجة المشاكل الناجمة عنها، وهي بذات القدر مناسبة للاحتفال بالإنجازات الإنسانية وفي مجالات الصحة والحقوق والمبادئ الإنسانية تعزيزها.

وتأتي المبادرة بإحياء اليوم العالمي للتأهب للأوبئة من واقع الحاجة الملحة إلى إقامة نظم صحية قادرة على الصمود وقوية، تشمل الفئات الضعيفة أو التي تعيش ظروفاً هشة، وتكون قادرة على التنفيذ الفعال للوائح الصحية الدولية. فالأوبئة في المستقبل قد تتجاوز، في ظل غياب الاهتمام الدولي، حالات التفشي السابقة من حيث الشدة والخطورة.

وتركز فعاليات اليوم العالمي للتأهب للأوبئة على محاولة إبراز أهمية منع انتشار الأوبئة في المقام الأول، والاستعداد لها بطريقة صحيحة، تراعي الشراكة في مواجهتها، وتعزيز الوقاية منها بتطبيق الدروس المستفادة بشأن إدارة الوباء وكيفية منع توقف الخدمات الأساسية، ورفع مستوى التأهب من أجل التصدي في أقرب وقت وعلى النحو الأمثل لأي وباء قد ينشأ.

وغني عن القول أن للتعاون الدولي وتعددية الأطراف دوراً حاسماً في التصدي للأوبئة. وهنا تبرز الحاجة الملحة لتأسيس الشراكة والتضامن بين كل الأفراد والمجتمعات والحكومات والمنظمات الإقليمية والدولية، في جميع مراحل إدارة الوباء.

وبالإضافة إلى التذكير بأهمية تأهيل المؤسسات الصحية لمواجهة الطوارئ، فإن اليوم العالمي للتأهب يدعو أيضاً إلى إيلاء الاهتمام الكافي بجوانب التأهب الأخرى والمتمثلة في تخزين وتوزيع الإمدادات الكافية من الأدوية الأساسية واللقاحات والأغذية والمياه ضد أي تهديد محتمل يمكن أن يشكله تفشي الأمراض المعدية.

ومن الأهداف الرئيسية أيضاً من وراء إقرار اليوم الدولي للتأهب للأوبئة إبراز الحاجة إلى الاستعداد الاستباقي وتعزيز ثقافة الوقاية للحد من الوفيات والعجز بسبب الأوبئة، وهو تكليف للأفراد والجهات الرسمية معاً. كما تضم الأهداف أيضاً محاولة تشجيع التعاون الدولي في مجال البحث في طب الكوارث، وهو تكليف يختص بالحكومات والمنظمات بشكل خاص.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/r45zwu9n

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"