إعداد: أحمد البشير
إن تدريب الموظفين المنتظم مهم للغاية، حيث يعمل على تعزيز مهارات فريقك وتحسين إنتاجية ورضا موظفيك. ووفقاً لاستبيان أجراه موقع «بيت دوت كوم» حول التقدم الوظيفي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فإن 86% من المهنيين يعتبرون التقدم الوظيفي أمراً بالغ الأهمية وأن 80% على استعداد لترك شركاتهم الحالية بحثاً عن فرص تدريبية أفضل. لذلك، وبصفتك صاحب العمل، لا شك أنك تبحث باستمرار عن طرق تدريب مُجدية.
ومع ذلك، وإلى جانب الاستعداد لتقديم دورات تدريبية مفيدة، قد تواجه تحدياً عمليّاً واحداً، ألا وهو التكلفة. وفي بعض الأحيان، يمكن أن تؤثر البرامج التدريبية بشكل كبير في ميزانية شركتك.
إذاً، هل هناك حلول لتوفير تدريب فعّال للموظفين بتكاليف منخفضة؟ بالتأكيد، هناك العديد من الطرق الفعّالة لخفض هذه النفقات، إليك أهمها:
1- الاستثمار في نظام إدارة التعلم
إن نظام إدارة التعلم هو عبارة عن برنامج أو تطبيق إلكتروني يساعد الشركات على تنفيذ أنشطة التعلم الإلكتروني التالية:
* تقديم دورات تعليمية.
* تخطيط وتنظيم البرامج التدريبية.
* تنفيذ برامج التدريب والتطوير.
* الأتمتة والتوثيق وتحليل البيانات.
كما يُمكنك إجراء جميع المهام المذكورة باستخدام نظام إدارة التعلم الفعّال. ومن الأمثلة البارزة على هذه الأنظمة «كانفاس» و«غوغل كلاسروم» و«تالينت إل إم أس»، وغيرها.
وبعض هذه الحلول هي عبارة عن منتجات مفتوحة المصدر مما يعني أنه يمكنك التخطيط للدورات وتصميم النماذج وتقديم التدريب المناسب بأقل التكاليف.
2- تطوير نظام شامل لتأهيل الموظفين
بصفتك مدير توظيف لم تعد بحاجة إلى إجراء دورات تدريب وتأهيل خاصة لكل موظف، حيث يمكن أن يؤدي استخدام حلول مثل منصة «أفتار هاير» إلى تقليل التكاليف المتكبدة من هذه العملية.
وعند إعداد برنامج لتأهيل الموظفين، يجب التركيز على عنصرين، ألا وهما قابلية التطوير، وقابلية التكرار.
وباستخدام هذه المعايير، سيتمكن الموظفون الجُدُد بسهولة من الالتحاق بالدورات التدريبية، وهذا يعني أنه يمكنك الاستغناء عن البرامج التعريفية المكلفة والمستهلكة للوقت.
بالإضافة إلى ذلك، يمكنك تخصيص النماذج التدريبية وفقاً لمتطلبات العمل. لذا، ضع في اعتبارك إمكانية استخدام برنامج شامل لتأهيل الموظفين كطريقة لتوفير التكاليف على المدى الطويل.
3- الاستفادة من تقنية الفيديو
في البداية، قد تشعر أن إنشاء مقاطع الفيديو يستغرق وقتاً طويلاً، ولكن عليك تكريس وقتك لتسجيل هذه المقاطع التي يمكن الاستفادة منها عدة مرات. وبمجرد تسجيل مقطع فيديو تدريبي بسيط، فإنه يُصبح محتوى تعليم إلكتروني طويل المدى.
إن تسجيل مقاطع الفيديو لا يتطلب مبالغ طائلة، حيث يمكنك استخدام منصات تسجيل الفيديو مثل «Loom» أو ميزة تسجيل الشاشة على أي جهاز حاسوب، كما يمكنك استخدام مقاطع الفيديو لأغراض منها: إعداد مقاطع مفيدة قصيرة، وعقد ندوات عبر الإنترنت، وتحضير الدروس التعليمية، وإعداد تعليمات التأهيل الوظيفي.
ويستطيع الموظفون الوصول إلى هذه المقاطع المفيدة من خلال منصات التدريب، وبالتالي لن تحتاج إلى تكبد تكاليف عقد دورات أو جلسات تدريبية إضافية.
4- تنفيذ التعلم المصغّر
إن العامل الأساسي والوحيد الذي يزيد من كلفة الدورات التدريبية هو الوقت، حيث كلما طالت مدة الدورات التدريبية لموظفيك، زادت متطلبات الموارد، الأمر الذي يتطلب المزيد من الجهد والأموال لتنفيذ التدريب بنجاح.
والحل الأفضل لهذه المشكلة هو التعلم المصغّر لأنه يُتيح لك تقديم التدريب للموظفين في شكل محتوى تتراوح مدته ما بين دقيقتين إلى خمس دقائق، إذ من السهل فهم هذا الكم القليل من المعلومات، والذي يتناسب مع قدرة تركيز المتدرب ويوفر الوقت.
إليك بعض اتجاهات التعلم المصغر الشائعة والفعّالة لإجراء تدريب ناجح من حيث التكلفة للموظفين:
* الرسوم البيانية التفاعلية.
* مواقع التواصل الاجتماعي.
* المدونات الصوتية.
* التلعيب والمقصود به هنا التدريب والتطوير.
* المحاكاة.
5- التحوّل إلى التدريب الافتراضي
لقد ولت الأيام التي كان عليك فيها، كصاحب عمل، حجز مساحة كافية لورش العمل التدريبية. إذ إنه بفضل التقدم التكنولوجي، تتيح برامج مؤتمرات الفيديو اليوم للشركات إجراء تدريبات افتراضية. إذاً، كيف تقلل هذه الطريقة من تكاليف تدريب الموظفين؟
مبدئيّاً، لن تحتاج إلى استئجار مكان أو دفع مصاريف المواصلات والطعام للمتدربين، كما يمكنك الاستعانة بالأدوات الإلكترونية لتقديم هذه الجلسات.
إن التحول إلى التدريب الافتراضي مناسب تماماً لموظفيك، حيث يمكنهم حضور الجلسات التدريبية من منازلهم. لذا، وبشكلٍ عام، يعد التحول نحو التدريب الافتراضي مكسباً لك ولفريقك.
يمكن أن يشكل تدريب الموظفين علامة فارقة نحو تطوير في شركتك، فتطوير مهارات الموظفين يؤدي إلى الحصول على مخرجات عمل محسّنة.
