تشكّل «نحن الإمارات 2031» رؤية جديدة وخطة عمل وطنية تستكمل من خلالها دولة الإمارات مسيرتها التنموية للعقد القادم ونحو الخمسين عاماً القادمة، وهي برنامج تنموي متكامل يرتكز على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والاستثمارية والتنموية في دولة الإمارات ضمن ملف شامل ورؤية واضحة المعالم، تسعى إلى تعزيز مكانة الإمارات العربية المتحدة شريكاً عالمياً ومركزاً اقتصادياً جاذباً ومؤثراً، إلى جانب إبراز النموذج الاقتصادي الناجح للدولة، والفرص التي توفرها لجميع الشركاء العالميين.
يريد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لدبي كما يريد لدولة الإمارات العربية المتحدة، أن تكون الأفضل في العالم، لأسعد شعب في العالم.. حاضرة للتاريخ والثقافة وحاضنة للأعمال والتجارة.
وفي خطة محمد بن راشد أن تكون دبي المدينة الأفضل للحياة في العالم، من خلال هيكلة المنطقة الحضرية لإمارة دبي.
ويقول صاحب السمو: «لدينا اليوم رؤية واضحة لكافة القطاعات العمرانية والحضرية والإسكانية في المدينة حتى عام 2040.. هدفنا أن تكون دبي مدينة صديقة للبيئة.. صديقة للمشاة.. وصديقة للزراعة الحضرية ذات الإنتاجية العالية».
وحددت خطة دبي الحضرية 2040، ستة مستويات للتمدن تتبع هيكل متدرج لمراكز عمرانية متعددة الاستعمالات والكثافات تؤدي وظيفة ودوراً خاصاً للتجمعات السكانية والوظيفية ضمن نطاق صلاحيات الخدمة الخاصة بها.
وبناءً على هذه المستويات الستة، يتم تحديد مستوى البنية التحتية لمنظومة الطرق والنقل، والطاقة والخدمات الحكومية من مستشفيات ومدارس ومراكز خدمة وغيرها، وكذلك المرافق الخدمية والترفيهية لتوفير مراكز خدمية متكاملة بكافة مناطق دبي مع التوسع في استخدام وسائل التنقل المرنة والمستدامة.
إقرأ ملحق «17 حرفاً للمجد.. 17 عاماً للمستقبل»
- خمسية حضرية
يركز تنفيذ الخطة الحضرية على التنمية والاستثمار في خمسة مراكز حضرية تسهم في دعم القطاعات الاقتصادية وتنويع فرص عمل وتوفير الاحتياجات الإسكانية والخدمات. وتضم المراكز الحضرية القائمة: مركزاً تاريخياً وثقافياً بمنطقتي ديرة وبر دبي، بما تحويه من متاحف وأسواق تقليدية وشعبية ومناطق سكنية تاريخية ارتبطت في ذاكرة سكان وزوار إمارة دبي.
أما المركز الاقتصادي والتجاري العالمي فيضم مركز دبي المالي العالمي، وشارع الشيخ زايد، والخليج التجاري، وداون تاون، ويخدم مختلف الأنشطة الاقتصادية والمالية.
ويشمل المركز السياحي والترفيهي منطقة المارينا وأبراج بحيرات جميرا، ويخدم مختلف الأنشطة الاقتصادية والسياحية.
أما المركزان الجديدان فهما مركز اكسبو 2020، ويسهم في تطوير قطاع المعارض والسياحة والخدمات اللوجستية، ومركز واحة دبي للسليكون، ويعد حاضنة للابتكار والمعرفة ويسهم في تطوير قطاع الاقتصاد المعرفي، والتقني، واستقطاب الموهوبين، والمبتكرين.
وستعمل جميع هذه المراكز الحضرية الخمسة على تحقيق هدف التنمية المستدامة من خلال تنويع فرص العمل وتوفير الاحتياجات الإسكانية والخدمات.
- 10 ملفات رئيسية
وبالإضافة إلى المشاريع والملفات ضمن المرحلة الأولى من خطة دبي الحضرية 2040 والبالغ عددها 17 ملفاً، اعتمد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وفي العام 2022، خريطة طريق المرحلة الثانية للمشاريع والملفات المزمع تنفيذها ضمن خطة دبي الحضرية 2040 وتتضمن 10 ملفات رئيسية، أهمها تطوير المراكز الحضرية، واستراتيجية دبي للقطاع العقاري، وخطة الزراعة الحضرية، وخطة للحفاظ على الإرث العمراني، وتطوير سياسة مدينة العشرين دقيقة، والخطة الشاملة لشبكة المشاة.
- خطة متكاملة
وتشمل المرحلة الثانية وضع خطة متكاملة لتطوير المراكز الحضرية الخمسة الرئيسية، وتوفير مراكز خدمة متكاملة، كما تشمل تطوير استراتيجية متكاملة للقطاع العقاري لتحقيق التوازن في العرض والطلب، ووضع خطة إطارية للزراعة الحضرية ذات الإنتاجية العالية، وتحديد المواقع المناسبة لها، وتوفير البنية التحتية والمرافق اللازمة، وكذلك وضع خطة للحفاظ على الإرث العمراني المميز في دبي وتعظيم الاستفادة منه.
وتتضمن الخطة أيضاً تطوير سياسة مدينة العشرين دقيقة، حيث سيتم توفير أكثر من 80% من احتياجات السكان في محيط جغرافي يستغرق 20 دقيقة أو أقل سيراً على الأقدام أو باستخدام الدراجة الهوائية، من خلال تطوير مراكز خدمية متكاملة.
بالإضافة إلى ذلك سيتم وضع خطة تطوير واستغلال الفراغات العمرانية في المنطقة الحضرية، مثل السكيك، والمساحات أسفل الجسور والساحات، وتنفيذ الممرات الخضراء لزيادة جمالية المنطقة الحضرية، وتقليل البصمة الكربونية.
وتتضمن المرحلة الثانية من الخطة الحضرية أيضا تنفيذ «أفينيو» لكل حي سكني، وتطويره بمبدأ الشوارع المتكاملة.
- سياسة إسكان المواطنين
وخلال 2022، اعتمد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ميزانية إسكانية تاريخية بقيمة 65 مليار درهم للعشرين عاماً القادمة للمواطنين في إمارة دبي. ووجّه سموه بمضاعفة عدد المستفيدين من برنامج الإسكان في دبي أربعة أضعاف بداية من هذا العام، ومضاعفة الأراضي المخصصة لإسكان المواطنين في دبي تكفي لسد احتياجات المواطنين للعشرين عاماً القادمة.
وتوفر السياسة الاحتياجات الإسكانية المستقبلية للمواطنين في مجتمعات متكاملة وفق أفضل المعايير التخطيطية تشمل المساحات الخضراء والمراكز التجارية والمرافق الترفيهية بما يعزز من جودة ورفاهية حياة المواطن لأكثر من 20 عاماً، حيث ستصل مساحة الأراضي المخصصة لإسكان المواطنين إلى 1.7 مليار قدم مربعة عام 2040.
وسيتم توفير 4000 قطعة أرض ومسكن بدبي بإجمالي 5.2 مليار درهم، وذلك في إطار المرحلة الأولى من سياسة إسكان المواطنين في إمارة دبي.
وتم رفع الحد الأقصى لقروض الإسكان بدون فوائد إلى مليون درهم للفئات المستحقة وفق اشتراطات ومعايير محددة. كما تم إطلاق منصة رقمية للإماراتيين المسجلين في سياسة إسكان المواطنين في إمارة دبي لتبادل المنح والأراضي والوحدات السكنية فيما بينهم.
- مدينة إكسبو دبي
وشهد العام 2022 إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم افتتاح «مدينة إكسبو دبي» كوجهة جديدة للإقامة، والأعمال، والتعليم، والابتكار، والنموذج الأحدث لمدن المستقبل، وذلك بالتزامن مع مرور عام على انطلاق حدث «إكسبو 2020 دبي» التاريخي.
ولدى محمد بن راشد رؤية وخطة مستقبلية لموقع معرض إكسبو 2020 دبي، «فبعد النجاح التاريخي لمعرض إكسبو 2020 دبي، الذي زاره أكثر من 24 مليون زائر، والذي شكل بصمة في تاريخ معارض إكسبو عبر 170 عاماً.. نعلن اليوم عن تحويل موقع المعرض إلى مدينة إكسبو دبي.. مدينة تمثل أجمل طموحات دبي».
وتم افتتاح المدينة الخالية من البلاستيك مطلع أكتوبر/ تشرين الأول 2022، وتضم مجموعة من مناطق الجذب المتنوعة، والمكاتب، والمرافق الترفيهية، والمطاعم، والمقاهي، والنوادي الرياضية.
وتحتفظ المدينة ب80% ممّا تم تشييده من بنى تحتية، وأبنية، بما في ذلك 123 مبنى حاصلاً على شهادة «لييد»، وتتضمن الهياكل التي بقيت موجودة في الموقع قبة الوصل الأيقونية، وشلالات إكسبو، إضافة إلى أجنحة بعض الدول، ومنها جناح دولة الإمارات، والمملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية، إضافة إلى جناح «ألِف»، وجناح الاستدامة «تيرا». وتضم مدينة إكسبو دبي مركزاً عالمياً للمعارض، ومقارّ شركات اقتصادية ضخمة.
- أرياف دبي
وخلال 2022، اعتمد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الخطة الشاملة لتطوير أرياف وبراري دبي، وتمتد على مساحة 2216 كيلومتراً مربعاً، وتشمل مناطق مثل لهباب، ومرغم، والمرموم، والليسيلي، والفقع، والعوير، وذلك بهدف المحافظة على طبيعتها وتوفير كافة الخدمات والمرافق والاحتياجات اللازمة لأهالي المناطق وزوارها.
كما اعتمد سموه حزمة من المشاريع والمبادرات التنموية، لدعم مناطق الأرياف والبراري في دبي، التي روعي فيها المحافظة على المحميات الطبيعية والمواقع الأثرية، ودعم المزارعين والمنتجات المحلية، وخلق فرص استثمارية للأهالي، حيث سيتم الإشراف على تنفيذ المشاريع والمبادرات وحوكمتها من خلال اللجنة العليا للتخطيط الحضري.
وخلال زيارة لسموه، يرافقه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، لمنصة الكثبان في منطقة سيح السلم، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «وجهنا بأن تكون خطة تطوير الأرياف والبراري ذات عوائد اقتصادية مباشرة على أبناء هذه المناطق».
وأضاف سموه «لدينا اليوم المدينة الأجمل والأرقى في العالم.. وهدفنا أن تكون الأرياف والبراري التابعة لدبي بين الأفضل والأكثر جمالاً ومتعة للجميع».
واطلع صاحب السمو على الخطة الشاملة لأرياف وبراري دبي كخطة تنموية وشاملة للعشرين عاماً المقبلة تتواءم مع خطة دبي الحضرية 2040، وتتضمن مشاريع ومبادرات تنموية تخدم أهالي المناطق وتلبي احتياجاتهم، وذلك استجابة لرؤية سموه بأن تكون «دبي المدينة الأفضل للحياة في العالم».
وسيتم تحديد هوية لكل منطقة تراعي خصوصيتها، وتدعم المزارعين والمنتجات المحلية لتوفير فرص بيع المنتجات، وتعزز جاذبية أرياف وبراري دبي كمناطق سياحية.
واعتمد سموه مشروع مسار سيح السلم Route 1، وهو عبارة عن طريق بطول 100 كم للمركبات والدراجات الهوائية بهوية مميزة مبنية على مبدأ «scenic route» ومرافق تهدف إلى توفير تجربة سياحية متكاملة، ويهدف إلى زيادة الأنشطة والفعاليات والخدمات التي تعزز السياحة الصحراوية، ويوفر الفرص الاستثمارية لأهالي المناطق ويدعم المشاريع الوطنية المحلية لتنشيط السياحة وتشجيع رواد الأعمال وفق ضوابط معينة للحفاظ على طبيعة المناطق وهويتها المميزة. كما يشتمل المسار على عدد من المشاريع والمبادرات، منها توفير مرافق وخدمات للزوار على امتداد المسار، وإحياء التراث وتوفير رحلات لموقع ساروق الحديد الأثري، وقرية المرموم التراثية، وتنظيم نشاط ركوب الخيل والجمال، وتوفير تجربة مسار المشي في الصحراء «Desert Walk». وسيتم توفير مخيمات ونزل واستراحات مفتوحة للاستمتاع والإقامة بجانب البحيرات، وتوفير مناطيد عمودية وزوارق التجديف (الكاياك).
ويشمل المشروع أيضاً مبادرات رياضية، مثل القفز بالمظلات، والمنطاد، وأنشطة السفاري، ونادي طائرات وسيارات التحكم عن بعد، وتوفير أول مسار مخصص للوسائل الصحراوية البرية والدراجات الهوائية والسكوتر الكهربائي الصحراوي، يربط مناطق الجذب السياحية، والمراكز الترفيهية المتكاملة مع المسار القائم للدراجات الهوائية في القدرة وسيح السلم. وسيتم بجانب ذلك إنشاء محطة صحراوية للتزلج على الرمال، والقيادة الصحراوية، وتوفير المرافق والخدمات اللازمة، بهدف توفير تجربة فريدة تتيح للزوار الاستمتاع بالجولات والمغامرات والأنشطة والرياضات المختلفة بطريقة آمنة ومنظمة وفقاً لأعلى معايير السلامة، كما يشمل المشروع توفير جولات الهليكوبتر حول المنطقة للاستمتاع بالمناظر البرية من الأعلى.
إقرأ ملحق «17 حرفاً للمجد.. 17 عاماً للمستقبل» كاملاً:
- حكومات محمد بن راشد.. رؤى واستراتيجيا تترجم الأحلام والطموحات
- محمد بن راشد للقمر: هنا الخوانيج
- مكتبة محمد بن راشد.. هنا تلتقي حروف العربية
- فلسفة صناعة الأمل.. مؤسسات تزرع العطاء
- محمد بن راشد.. عاشق المركز الأول
