أبوظبي: نجاة الفارس
تنطلق مساء اليوم الأربعاء على مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي أولى حلقات البث المباشر من برنامج «أمير الشعراء» بموسمه العاشر، وذلك عبر قناتي أبوظبي وبينونة، وتنظمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي.
عقدت اللجنة مؤتمراً صحفياً، مساء أمس الأول الاثنين، كشفت خلاله عن قائمة ال 20 شاعراً، الذين سيشاركون في البرنامج بعد أن تمكنوا من الوصول لهذه المرحلة بجدارة ومنافسة قوية مع المئات من الشعراء. وضمت القائمة: محمد محمود محاسنة من الأردن ونجاة عتيق الظاهري من الإمارات ومحمد اليوسف من مملكة البحرين وأحمد بوفحتة من الجزائر وكلاً من عبدالله بن محمد العنزي وإبراهيم حلوش من السعودية وإبراهيم توري من السنغال وشريهان الطيب من السودان وخالد الحسن من العراق وعبدالواحد بروك من المغرب وعمر حسين المقدي من اليمن وزكريا عيساوي من تونس وعائشة السيفي من سلطنة عمان وكلاً من نور الموصلي ودانة أبو محمود من سوريا ومصطفى محمد الغلبان من فلسطين وفاطمة مفتاح حسن بالخيرات من ليبيا وأحمد مدني وأسماء جلال من مصر وسيدي محمد محمد المهدي من موريتانيا.
وقال اللواء ركن طيار فارس خلف المزروعي قائد عام شرطة أبوظبي رئيس اللجنة في كلمته التي ألقاها نيابة عنه سلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر: «نأمل أن يكون برنامج أمير الشعراء صورةً عن النموذج الحضاري والأدبي الذي تمثله الإمارات في العالم، بعد أن حقَقت أبوظبي «إمارة الشعر» إنجازات لافتة في مسيرة الشعر العربي المعاصر، وباتت مشاريعها الشعرية ذات الجماهيرية الواسعة، البوابة الذهبية التي ينطلق منها المبدعون».
وتابع العميمي: إننا نفخر بما قدمه البرنامج منذ عام 2007، إلى الموسم العاشر للبرنامج، بمشاركة نحو 245 شاعراً وشاعرة من أكثر من 25 دولة قدمتهم المسابقة منذ انطلاقها وصولاً إلى هذا الموسم، وفرزت لجنة التحكيم خلال المواسم الماضية عشرات آلاف من القصائد لشعراء من أكثر من 40 دولة.
وأشار الى أن الموسم العاشر محطةُ وفاء وتقدير، يستعيد الجميع من خلالها أثرَ وإرثَ الفقيد الراحل الدكتور صلاح فضل «رحمه الله»، أحد أبرز النقاد العرب، عضو لجنة تحكيم برنامج أمير الشعراء، طوال مواسمه التسعة الماضية، ويستذكر جهود الدكتور عبدالملك مرتاض عضو اللجنة الاستشارية العليا في البرنامج، الذي قدم خلال المواسم الماضية عصارة خبرته في النقد والتوجيه تاركاً أثره في أجيال من شعراء العالم العربي.
أهم فن
وقال الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، وعضو لجنة تحكيم البرنامج: إن «أمير الشعراء» أبطل مقولة إن هذا زمن الرواية، وأعاد علاقتنا بفن الشعر الذي يعتبر أهم فن عند العرب، كما أن البرنامج يراعي خصوصية الشعر العربي، ولم يتم استيراد فكرته من نموذج جاهز، وبعد مرور 15 سنة على انطلاق البرنامج، نجد أن الأسماء البارزة من الشعراء مروا على البرنامج، حتى لو لم يحصلوا على الجائزة، فقد جعل الشعر ديوان العرب المعاصر، وأكد أهمية هذا الفن، وأثرى المكتبة العربية بقصائد شعرية راقية.
وأضاف: البرنامج حرص على التوجه للشباب ليس الشعراء فقط ولكن الفئة التي تشاهد البرنامج أيضاً، وكل دورة تثبت استقلالية أعضاء لجنة التحكيم، كما أن انفتاح البرنامج على قصيدة التفعيلة شكل دفعة قوية للشعر العربي، وتمكن البرنامج من استقطاب غير العرب، موضحاً أن اللجنة دائماً تعتمد على نقد أدبي موضوعي يركز على النص، بمعزل عن المؤلف، كما أن لجنة التحكيم لها نصيب الأسد في تقييم الشعراء المشاركين، وقراءتها الموجزة للقصيدة تساعد المشاهدين على التصويت، الذي يجعل البرنامج أكثر تفاعلية، وإن صياغة الشعراء ولغتهم وموسيقاهم كل هذا يشكل لنا أفقاً ومعايير لاختيار القصيدة، مبيناً أن اللجنة تراعي شروطاً عامة للقصيدة المشاركة فقد تم تحديد عدد الأبيات، وسلامة الإيقاع واللغة والوزن، وينبغي أن تحمل بريقاً وجمالاً خاصاً.
وقالت عضو لجنة التحكيم الدكتورة أماني فؤاد أستاذة النقد الأدبي الحديث بأكاديمية الفنون في القاهرة: دور المرأة طبيعي في لجنة التحكيم، وتجربتي في لجنة تحكيم برنامج أمير الشعراء إثراء لتجربتي النقدية وإضافة لتاريخي النقدي، داعية الشعراء أن يثروا معرفتهم الفلسفية والنفسية، وأن يشتبكوا مع الفنون الأخرى، ومع المجتمع والوجود والعلم، ليصنعوا قصائد أكثر التصاقاً بالمجتمع.
مطلق الحرية
ذكر عضو لجنة تحكيم البرنامج الدكتور محمد حجو أستاذ السيميائيات وتحليل الخطاب بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة محمد الخامس بالرباط، أن تجربته كانت مع البرنامج منذ انطلاقته الأولى في اللجنة الاستشارية، وفي هذا الموسم انتقل إلى لجنة التحكيم، قائلاً نحن لا نهندس الفكر الشعري ولكن نترك للشعراء مطلق الحرية ليأتونا بتجاربهم الشخصية وما تحمله من قيم تسامح وتشارك حضاري، وندعوهم أن يخرجوا عن المعتاد ويأتوا بالجميل، موضحاً أن لجنة التحكيم لا تتفق على معايير معينة، فهناك استقلالية في تذوق النص.
