كشف متحف اللوفر أبوظبي، على هامش موسمه الثقافي المتميز لعام 2022-2023، عن معرضه المقبل بعنوان «كبار نجوم بولیوود: عالم السينما الهندية»، ومن المُقرر أن يُقام بالشراكة مع متحف كيه برانلي- جاك شيراك ومؤسسة متاحف فرنسا، خلال الفترة من 24 يناير/كانون الثاني حتى 4 يونيو/حزيران 2023، حيث يقدّم الإرث الفني والحضاري الذي تزخر به شبه القارة الهندية من خلال تاريخها الحافل في مجال صناعة الأفلام التي تميزت بالثراء والعمق والتنوع.
ويسلط المعرض الضوء، من خلال ما يزيد على 80 عملاً فنياً يشمل صوراً فوتوغرافية، ومنسوجات، وفنوناً تصويرية، ومقتطفات من أكثر من 30 فيلماً، على تاريخ السينما الهندية الثري منذ نشأتها في أواخر القرن التاسع عشر حتى وقتنا الحاضر.
وقد جاءت مجموعة الأعمال الفنية التي يقدمها المعرض من مقتنيات متحف اللوفر أبوظبي ومتحف كيه برانلي- جاك شيراك، والمتحف الحربي، والمتحف الوطنيّ للفنون الآسيويّة -غيميه، ومجموعة الصباح، ومؤسسة راجا رافي فارما للتراث، ومجموعة مقتنيات بريا باول.
يُذكر أن المعرض من تنسيق جوليان روسو، رئيس قسم المقتنيات الآسيوية في متحف كيه برانلي- جاك شيراك، بالتعاون مع هيلين كيسوس، الحاصلة على الدكتوراه في الأنثروبولوجيا والإثنولوجيا من كلية الدراسات المتقدمة في العلوم الاجتماعيّة، وبدعم من د.ثريا نجيم، مديرة إدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي في متحف اللوفر أبوظبي.
تحظى صناعة السينما الهندية اليوم بمكانة وضعتها في مصاف أعظم صناعات السينما في العالم؛ حيث تُصدِر كل عام ما يزيد على 1500 فيلم مُترجم إلى عشرين لغة تقريباً، لتجوب بذلك أقطاراً عدّة مثل آسيا، والشرق الأوسط، وإفريقيا.
ويحظى روّاد المتحف، من خلال زيارة معرض «كبار نجوم بوليوود،» بفرصة لاكتشاف كيف استخدمت الهند أحدث تقنيات الصور الجديدة عقب اختراعها مثل الطباعة الحجرية والتصوير الفوتوغرافي، واستكشاف رحلة صناعة الأفلام بدايةً من نشأة الأفلام الأولى، وصولاً إلى ملامحها الموسيقية ليتشكل لديهم فهم أعمق للنجاح الدولي الذي حققته السينما الهندية، وتسليط الضوء على تنوع التصوير السينمائي الهندي، وتاريخ السينما الهندية من حيث سرد القصص والرقص ومرحلة ما قبل السينما، مروراً بتأثير الدين والأساطير، وصولاً إلى مرحلة صعود كبار نجوم بوليوود.
وقال مانويل راباتيه، مدير متحف اللوفر أبوظبي: «يتميز المتحف بأنه يمكِّن زواره من استكشاف أعمال فنية متميزة من أنحاء العالم، ويسعدنا أن نتعاون مجدداً مع متحف كيه برانلي– جاك شيراك في تنظيم المعرض الذي يستكشف تاريخ السينما؛ حيث يأتي ذلك عقب التعاون الأول الذي جمع كِلَا المتحفَين عام 2019 في إطار تنظيم معرض يستكشف تطور التصوير الفوتوغرافي خلال سنوات نشأته الأولى. ولا يعتبر معرض «كبار نجوم بوليوود» مجرد احتفال كبير للجمهور الهندي، الذي يعدّ من أبرز الجنسيات التي تزور متحف اللوفر أبوظبي فحسب، بل هو احتفال لكل من لديه شغفٌ بالثقافة الغنية التي تزخر بها شبه القارة الهندية، وجذورها المتميزة».
وأفاد إيمانويل كسارهيرو، رئيس متحف كيه برانلي- جاك شيراك، بأن معرض كبار نجوم بوليوود «يتميز بجودة محتوياته وأصالتها، وإنني على يقين بأنه سيلقى استحسان زوّار متحف اللوفر أبوظبي، المؤسسة الحيوية المؤثرة التي يتشرف متحف كيه برانلي - جاك شيراك بالتعاون معها».
وتشمل أبرز الأعمال الفنية في المعرض بعض الأعمال المنتقاة من مجموعة مقتنيات متحف اللوفر أبوظبي، ومنها صفحة من سلسلة هاريفامشا: كريشنا وحاشيته على شاطئ البحر في بانداراكا (قرابة 1820، كانغرا، الهند)، ودرعاً من الزرد والصفائح يُسمى درع «المرايا الأربع» (قرابة 1600-1800، الإمبراطورية المغولية، الهند)، وكريشنا محاطاً براعيات البقر (قرابة 1655، راجستان، الهند).
وتشمل بعض الأعمال المعارة من المتاحف الشريكة تمثالاً صغيراً لكريشنا طفلاً، وهو يعزف على الناي (النصف الثاني من القرن التاسع عشر، راجستان، الهند) معاراً من متحف كيه برانلي- جاك شيراك، وخنجراً (أواخر القرن السابع عشر، الكويت) من مجموعة الصباح، ودرعاً هندية (القرن الثامن عشر) من المتحف الحربي، ومعطفاً (القرن التاسع عشر) من المتحف الوطنيّ للفنون الآسيويّة -غيميه. وسيستمتع هواة السينما خصوصاً بعرض العديد من مقتطفات الأفلام الشهيرة التي تركت بصمة بارزة في تاريخ السينما الهندية.
من جانبهما، قال مُنسقا المعرض جوليان روسو وهيلين كيسوس: «المعرض يمثل بادرة إشادة وتقدير للسينما الهندية، ويمكن لعشاقها والجمهور الاستمتاع به؛ حيث نتطلع إلى أن يعكس مستوى الثراء الفني الذي تتميز به التقاليد الآسيوية، وأن يروي القصص التي أدت إلى نشأة هذه السينما. كذلك فإن المعرض يحتفي بكبار نجوم بوليوود الذين يعشقهم معجبوهم في الهند بطريقة نادراً ما نرى مثيلاً لها في أي مكان آخر في العالم».
وتقول د.ثريا نجيم: «المعرض يمنح زوّاره رؤية مميزة وثاقبة لأحد الأساليب الفنية التي لها تاريخ عريق وحاضر قوي. وسوف يحظى زوار المعرض بفرصة لاستكشاف عمق صناعة الأفلام الهندية منذ نشأتها في القرن التاسع عشر، إضافةً إلى تشكيل منظور فريد للتعرف إلى ثراء الأساليب التي تميزت بها مرحلة نشأتها. وتؤكد التأثيرات المتبادلة، التي دعمها التقدم التكنولوجي، على الحضور المستمر للحكايات الأسطورية والأدبية العظيمة في الثقافة الهندية، إضافةً إلى حيوية ثقافاتها الإقليمية، ويسعدنا أن ننظم هذا المعرض النابض بالحياة ليسلط الضوء على التنوع الذي تتميز به السينما الهندية».
