بوصلة العمل التطوعي

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

هو بذل الجهد رغبة في أداء واجب اجتماعي، ويتم ذلك من دون أي مقابل، فهو يمثل الصورة الجميلة للوجه الإنساني الذي يفيض بالخير ويدعم العلاقات الاجتماعية، بحيث يقوم الشخص بالعمل في ما يرغب طواعية.
يقول الشاعر الحطيئة:
من يفعلِ الخير لا يعدمْ جوازيه
لا يذهب العرف بين الله والناس
وتؤكد دولتنا الحبيبة على ثقافة العمل التطوعي في تعزيز التنمية المستدامة، وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة، ويوجد العديد من المؤسسات التطوعية التي تنظم أنشطة خدمة المجتمع، وتعتبر المنصة الذكية للتطوع الوسيط بين الراغبين في التطوع والفرص التطوعية المعروضة من كل المؤسسات، ومنها هيئة الهلال الأحمر، وأكاديمية الإمارات للتطوع، وسفراء مجلس الإمارات، ومؤسسة وطني الإمارات، وبرنامج دبي للتطوع، وساند، وتكاتف، وكلها تهدف إلى تعزيز ثقافة العمل التطوعي، قال الله تعالى: (فمن تطوّع خيراً فهو خيرٌ له).
ومن أبرز أهداف التطوع التخفيف من المشكلات التي تواجه المجتمع، وتكملة العجز في أعداد المهنيين، ومواجهة السلبية واللامبالاة، والإسراع في التنمية، وكذلك الاتفاق على أهداف مجتمعية مرغوبة، وإشباع الحاجات النفسية لإحساس النجاح في القيام بعمل يقدّره الآخرون.
يقول الشاعر أبو الفتح البستي:
ازرعْ جميلاً ولو في غير موضعهِ
فلنْ يضيعَ جميل أينما زُرِعا
إن الجميلَ وإن طالَ الزمان بهِ
فليسَ يحصدُه الإ الذي زرعا
وللتطوّع (رأس المال الاجتماعي) فوائد كثيرة، فغالباً ما يشكّل المتطوعون الوسيط الذي يربط أفراد المجتمع، وتكوين صداقات جديدة، وتوسيع شبكة المهارات والخبرات الاجتماعية، قال الرسول، عليه الصلاة السلام: (إن لله عباداً اختصهم لقضاء حوائج الناس، حبّبهم للخير وحبّبَ الخير إليهم)، بينما تكمن أهميته في مشاركة الأفراد في قضايا المجتمع، وكذلك التأثير الإيجابي في الشباب، وتعليمهم طرق تحمّل المسؤولية الاجتماعية.
ولكن لا بدّ من معوقات تقف في طريق العمل التطوعي، كتعارض وقت النشاط التطوعي مع عمل المتطوع، وخوف بعض المتطوعين من الالتزام وتحمّل المسؤولية، وكذلك ضعف دخلهم الاقتصادي، وقلة الجهود المبذولة لتنشيط الحركة التطوعية، وغياب التشجيع والتدريب من قبل الهيئات والمؤسسات للتطوع في المجتمع.
وكمواطنة حريصة على رِفعة بلادها، وعلوّ شأنها، فإني اقترح لتطوير العمل التطوعي، غرس قيم الإيثار وروح العمل الجماعي منذ مراحل الطفولة، من خلال تشجيع الأسر على عمل صناديق صغيرة لإكساب الأطفال قيمة التطوع منذ نعومة أظفارهم، ووضع مقررات دراسية تركز على العمل التطوعي ضمن المؤسسات التعليمية، وتكون إلزامية لمتطلبات التخرج، وإدراج تخصصات جامعية للأعمال التطوعية ضمن مؤسسات التعليم العالي، وعمل المخيمات الصيفية، داخل الدولة وخارجها، لتدريب النشء على العمل التطوعي.
أليس رائعاً رؤية الابتسامة على الشفاه، والفرح في القلوب، والسعادة في الحياة؟ فالمزيد من العطاء هو حقاً ما نحتاج إليه في حياتنا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5xhc393y

عن الكاتب

منى عبدالله كاتبة إماراتية، حاصلة على درجة الماجستير في علوم المكتبات والمعلومات العام 2015. عملت بالعديد من الجامعات الأكاديمية في الدولة: كليات التقنية العليا، جامعة زايد، وحالياً تعمل كأمينة مكتبة في جامعة خليفة بأبوظبي. أصدرت أول كتاب لها في العام 2022 بعنوان:«أيها الفارس الجميل لست بصديق عادي».ومؤلفات أخرى قيد الإصدار.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"